«الست المصرية قبل الجواز حاجة وبعده حاجة تانية خالص».. هذه المقولة تتردد كثيرا على لسان عدد كبير من الأزواج, وفى التفاصيل يشتكى أغلب الرجال من عدم اهتمام زوجاتهم بمظهرهن بعد الزواج وزيادة أوزانهن بصورة ملحوظة خاصة بعد الإنجاب.
وربما يكون الاتهام صحيحا لو علمنا أن الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة المصرية تؤكد أن 60% من المصريات تعانى ارتفاع أوزانهن..
ليت الأمر يتوقف عند زيادة الوزن لأنها فى حد ذاتها لا تعنى عدم الاهتمام بالنفس او الإهمال العام للجسم، ولكن الحقائق المرعبة كشفت عنها دراسة حديثة صادرة عن محاكم الأسرة، ذكرت أن 56 % من الخلافات الزوجية كان السبب الرئيسى فيها عدم اهتمام الزوجات بنظافتهن الشخصية وعدم حفاظهن على شكل أجسامهن بعد الزواج، وبينت الدراسة أن 40% من الزوجات اشتكين من نفور أزواجهن منهن بحجة عدم اهتمامهن بالتزين لهم واضطررن لإقامة دعاوى خلع وطلاق، وأن 32% من السيدات طلبن الانفصال عن أزواجهن بسبب مقارنتهن الدائمة بينهن وبين نجمات السينما وفتيات الإعلانات والسخرية منهن.
45%من الأزواج أرجعوا سبب نفورهم من العلاقة الخاصة وانصرافهم عن زوجاتهم إلى رفضهم أشكالهن بسبب عدم تجديدهن فى مظهرهن.
الحقيقة أن المرأة المصرية لديها قناعة دائمة وأبدية بأن أولادها هم الأولوية الأولى فى حياتها ويأتى زوجها بعدهم وربما يكون كل دوره أحيانا أنه كان الوسيلة الوحيدة للحصول عليهم والحجة الغالبة دائما أولادى يحتاجون لى أكثر منه لكن ما يحدث أن السيدة المصرية تنشغل للأبد بأولادها سواء كانوا صغارا او كبارا.
ومعظم المصريات لديهن قناعة بأن الزواج هو الأولاد.. والأم الناجحة هى التى تهتم بأولادها أكثر وتراعيهم قدر ما تستطيع، ولذلك نجد الأم المصرية تكاد تتحمل المسئولية وحدها من دروس وتمارين وطبخ وعمل وكل ما يحتاجه الأبناء، فى حين أنها قد لا تفكر فى دعوة زوجها لعشاء رومانسى او لا يخطر فى بالها أن تترك أطفالها عند جدتهم او أقاربهم لتستمع بإجازة قصيرة مع زوجها ودائما الحجة «مقدرش استغنى عن ولادى».
حسام زوج منذ سبعة عشر عاما وأب لثلاثة أبناء أصغرهم فى العاشرة ومنذ ولادة الطفل الأول وهو يشعر أن زوجته لا ترى غيرهم ولا تهتم إلا بهم ولا تفكر إلا فيهم وزنها زاد من 58 كيلو جراما قبل الزواج الى 80 كيلو جراما بعد الزواج.. ويقول الحياة بيننا تتمحور وتنحصر فى شئون الأولاد، وإذا اشتكيت اتهمتنى بأننى أب غير جيد وأنه لولاها لضاع الأولاد وتشردوا، ويستطرد لا أذكر أننى خرجت مع زوجتى منذ السنة الأولى للزواج دون الأولاد وعندما أحدثها عن وزنها او شكلها تتهمنى بأننى غير مقدر لما تقوم به من مجهود مع الأولاد.
يقارن مصطفى وهو زوج منذ عشر سنوات وأب لطفلين بين زوجته وإحدى صديقات زوجته وهى سورية الجنسية فهى تهتم بنفسها رغم أكثر من عشر سنوات على زواجها وتحرص على استقطاع وقت دائم مع زوجها والخروج دون الأبناء وتهتم حتى بأناقة زوجها والطريقة الرومانسية التى تتحدث بها معه أما زوجته فإن خرجا معا برفقة أصدقاء فهى لا تتحدث إلا عن أبنائها وإظهار مدى قلقها الدائم عليهم واتصالها بهم كل دقيقتين للاطمئنان عليهم.
تدفع «نهال» هذا الاتهام بأن المرأة المصرية معذورة لأن الزوج المصرى يتعامل معها بطريقة مختلفة عن الطريقة التى يتعامل بها إذا كان متزوجا من جنسية أخرى فهو يلقى بكل المسئولية على المرأة ويطلب منها دائما أن تبعده عن «المسئوليات» وتقوم بكل الأعباء وهو لا يذاكر للأبناء ولا يطبخ ولا يشترى الطلبات من السوق، ولا يريد أن يسمع ضجيجا فى المنزل وهى فى النهاية ليست انسانا خارقا لتفعل كل هذا ثم تستعد لتشاركه فى الرومانسية، كما أن الزوج نفسه يتوقف حتى عن أن يرى زوجته بعد قليل من الزواج وتصبح مثل أى قطعة أثاث فى المنزل، لكنه لا يتوقف عن التهكم عليها وعلى شكلها وعلى ندمه بأنه لم يتزوج إحدى عارضات الأزياء كما لو كن يتهافتن عليه..
تبادل الاتهامات لن يفيد بالضرورة لكن الأكيد أن لدينا مشكلة.. وعندما يشتكى زوج من أن زوجته تهمل فى مظهرها فالأكيد أن عليه التحدث إليها ومساعدتها كما يقول د.نبيل القط استشارى الطب النفسى بحيث لا يجرح أنوثتها وعليه أيضا أن يساعدها ويخفف عنها الأعباء فالمرأة دائما ملومة إذا لم ينجح الولد او حصل على درجات سيئة او تعرض لأى مشكلة ناتجة عن تقصير لكن لو كانت المسئولية مشتركة والحب موجودا والشغف بينهما لم يخمد يمكن دائما حل المشاكل بالحوار الجيد بين الطرفين بدون جرح او تجريح.