قصة الصراع المكسيكي الأمريكي علي بناء الجدار

بعد أقل من 24 ساعة من إعلانه البدء في تحقيق وعده الانتخابي الأبرز ببناء جدار على حدود المكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية، واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أزمة بإلغاء الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو زيارته التي كانت مقررة إلى واشنطن، على خلفية خلاف مع نظيره الأمريكي بشأن الجدار، وكتب بينا نييتو على “تويتر”: “أبلغت البيت الأبيض هذا الصباح أنني لن أحضر اجتماع العمل المقرر الثلاثاء”.

ونشر الرئيس المكسيكي فيديو، مساء الأربعاء الماضي، على حسابه على “تويتر”، قال فيه: “أدين قرار الولايات المتحدة المضي في بناء الجدار الذي بدلا من أن يوحدنا فهو يقسم بيننا”، وكان من المتوقع أن يناقش الزعيمان خلال اللقاء، العلاقات التي تضررت تسبب إصرار ترامب على بناء الجدار، وإعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، وكان ترامب دعا نظيره المكسيكي إلى إلغاء زيارته المقررة للولايات المتحدة، في حال كان يرفض دفع كلفة بناء الجدار بين البلدين، وكان بينا نيتو قد التقى ترامب، خلال الحملة الدعائية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، في ميكسيكو سيتي في سبتمبر الماضي، وتعرض لانتقادات شديدة من داخل بلاده، فضلا عن تراجع شعبيته التي ظلت منخفضة.

ويعد بناء جدار بطول 3200 كيلومتر بين الحدود الأمريكية والمكسيكية أحد التعهدات الرئيسية قطعها ترامب خلال حملته الانتخابية، وتحدث ترامب، أثناء توقيع أمر في وزارة الأمن الداخلي الأربعاء، عن “أزمة” في منطقة الحدود الجنوبية الأمريكية، كما دعت أوامره التنفيذية إلى الاستعانة بـ 10 آلاف ضابط هجرة للمساعدة في تعزيز جهود مراقبة الحدود بين البلدين، وقال ترامب :”دولة بلا حدود ليست دولة. اعتبارا من اليوم تستعيد الولايات المتحدة السيطرة على حدودها”، فيما ذكرت وسائل إعلام أمريكية الخميس، بعد أقل من يوم من إعلان ترامب، أن قائد دورية الحدود الأمريكية، مارك مورجان، سيغادر منصبه.

وقال ترامب، إن الجدار الفاصل على الحدود مع المكسيك يجب أن يصبح جاهزا في غضون 180 يوما، مؤكدا أن المكسيك ستعوض الولايات المتحدة عن تكاليفه بشكل أو بآخر، وأشار ترامب إلى أنه “لا يستطيع انتظار” انتهاء المحادثات مع المكسيك، ولذلك فإن مصاريف البناء ستكون في الوقت الحاضر على حساب دافعي الضرائب الأمريكيين، دون أن يحدد تكاليف بناء الجدار. ووعد ترامب بأنه سيطالب المكسيك بدفع 10 مليارات دولار، معتبرا ذلك “صفقة سهلة” بالنسبة له.

وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول ريان، إن المجلس سيمول الجدار، وأوضح ريان في مقابلة أجرتها معه محطة (إم.إس.إن.بي.سي) عندما سئل عمن سيمول الجدار: “سنموله وسندفع الأموال.. ثمة الكثير من السبل المختلفة لحمل المكسيك على المساهمة في عمل هذا الجدار”.

 

Exit mobile version