“البرادعي” القشة التي قسمت ظهر ثورة يناير

في home-slider-right, تقارير وتحقيقات, مصر

البرادعي جاء لمصر وتركها ولازال يغرد علي تويتر

محمد الشريف

ظهر محمد البرادعي وكيل الطاقة الذرية السبق، من جديد مغردا علي مواقع التواصل الاجتماعي  في توقيت حساس يشبه إلى حدٍّ بعيد ما كان سائداً عشية “ثورة يناير”، وفي ظل تلك الأوضاع أطل على المصريين الدكتور محمد البرادعي، عبر شبكة “سي أن أن” ليعلن أنه لا يستبعد خوض انتخابات الرئاسة في مصر خلال عام 2011.

وبات تصريح البرادعي بمثابة “القشة” التي تعلق بها المصريون، وفي القلب منهم الشباب الذين صدقوه وانخدعوا بكلامه ورؤيته الوهمية، وبادروا للتواصل معه، وشكلوا مجموعات لدعمه، وبدأ العمل على جمع توكيلات شعبية في مختلف محافظات مصر، من أجل تغيير الدستور، في سابقة لم تشهدها البلاد مصر منذ عام 1919.

ووصل البرادعي مصر في 2010، ، معلنا خلالها في لقاء تلفزيوني، استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية ضد حسني مبارك، وتم تشكيل “الجمعية الوطنية للتغير” برئاسته، وبمشاركة العشرات من الوطنيين المصريين، وقام بعدها بجولات ميدانية شملت القاهرة والمحافظات، لتتوالى بعدها الفعاليات والأنشطة، حتى قامت “ثورة 25 يناير”، التي يعتبر البرادعي أحد ملهميها.

لم يكن البرادعي الشخص صاحب التاريخ النضالي والسياسي، ولكن الفرصة أتته مراراً وتكراراً، لكي يكون زعيماً سياسياً وقائداً للثورة، لكنه ظل يرفضها كل مرة لأسباب جاءت خاذلة للمؤمنين به كقائد للتغيير.

تصرفات البرادعي ليست على قدر المسؤولية

ليس تجنّياً عليه ولكن بداية الخذلان الحقيقي لأنصاره، الذين منحوه فرصاً عدة، كان في عدم لقائه بالمئات من المصريين، ممن ذهبوا لاستقباله في مطار القاهرة، يوم عودته، حيث خرج بسيارته مسرعاً، ومخترقاً الحشود التي انتظرته لساعات، بعد تأخر طائرته، بعدما خاضوا رحلة مليئة بالمخاطر، في ظل حملة الاعتقالات التي طاولت بعض المناصرين. هذا الموقف، تكرر في الخامس والعشرين من كانون الثاني 2011، حيث لم يشارك البرادعي في يوم الغضب المصري، الذي تحوّل إلى ثورة، بسبب سفره خارج البلاد.

كثيرون اشتكوا من هذين الموقفين، بما في ذلك رفاق البرادعي في «الجمعية الوطنية للتغيير»، لكنهم تجاوزوا الأمر، من فرط الأمل والحلم.

بعد تنحي مبارك، وأثناء فترة حكم المجلس العسكري، الذي كان يماطل في اتخاذ إجراءات تسليم السلطة، لم تكن تصرفات البرادعي على قدر الثقة والمسؤولية التي أوكلها له الثوار، بل جاءت مخيبة للآمال.

خلال أحداث “محمد محمود”، في عام 2011، طالب الثوار، بقلب رجل واحد، البرادعي بالمجيء إلى ميدان التحرير وتشكيل حكومة وطنية، لكنه لم يأتِ، ليعلن بعد بسنوات، في لقاء تلفزيوني، أنه خاف على البلاد من الاقتتال الشعبي، وأنه أَوصل مطالب الثوار إلى المجلس العسكري… مع العلم بأن الأمور وقتها لم تكن ملتبسة، فالجميع كان مشاركاً في ملحمة محمد محمود، في ما عدا “الإخوان المسلمون”، الذين كانوا مشغولين بترتيب الانتخابات الرئاسية، التي تجنّب البرادعي أيضاً المشاركة فيها، واضعاً شروطاً اعتبرها كثيرون غير واقعية، وكانت النتيجة مجيء “الإخوان” إلى الحكم، ليتّجه بعدها إلى خوض غمار تجربة حزبية لم يكتب لها النجاح (حزب الدستور).

ومع الإعلان الدستوري المستبد الذي أصدره الرئيس “الإخواني” محمد مرسي، والذي تسبب بانفجار شعبي أدى إلى الموجة الثورية “30 يونيو”، التي أطاحت حكم “الإخوان”، كانت الفرصة سانحة أمام البرادعي للحضور بقوة في المشهد بصفته السياسية نائباً لرئيس الجمهورية، الذي وصل إليه بدعم من الفاعلين في المشهد من أبناء “ثورة 25 يناير”، لكنه، مع أول اختبار حقيقي له كمسؤول، بعد فض اعتصامَي رابعة والنهضة، طار إلى فيينا في وقت حرج، تاركاً أنصاره والبلاد في حالة تخبط وغضب، تواجه تحديد مصيرها، مكتفياً فقط ببيان، على “فيسبوك” أعلن فيه انسحابه من المشهد، الذي اقتصرت مشاركته فيه بعد ذلك على تغريدات عبر حسابه الشخصي على موقع “تويتر”، جاء معظمها تعليقاً على العمليات الإرهابية، بلغة أممية تساوي بين جميع الأطراف.

مع اقتراب حلول الذكرى السادسة لـ”ثورة 25 يناير”، عاد البرادعي إلى الأضواء مرة أخرى، من خلال لقاء مع تلفزيون “العربي”، وتسريبات بثتها له أجهزة إعلامية محسوبة على النظام. لكن “عودة البرادعي” هذه المرة، جاءت على عكس ما كانت عليه في عامَي 2009 و2010… التشابه الوحيد هو فقط في أجواء الغضب التي تعيشها مصر حالياً، والتي تجعل الأذهان تستعيد أجواء عام 2010 السابق للثورة.

المواضيع المرتبطة

مجلس الوزراء يوافق على 11 قرار في اجتماعه الأسبوعي

وافق مجلس الوزراء خلال اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على عدة قرارات: وشملت قطع الأراضي التي تضمنها القرار؛

أكمل القراءة …

مصر تفوز بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الافريقية

أعلنت وزارة الصحة والسكان، فوز الدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة والسكان لشئون مشروعات ومبادرات الصحة العامة بعضوية مجلس

أكمل القراءة …

الأرصاد تحذر من ارتفاع الحرارة غدا.. ونصائح بتخفيف الملابس

أوضحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامى لهيئة الأرصاد الجوية، أنه وفقا لتوقعات الهيئة بدأنا اليوم موجة ارتفاع درجات

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل