ماذا حدث بين تركيا والسعودية لتصف “العربية” أردوغان بـ”المهزوم”؟
بعد فترة تقارب لم تدم طويلا عاودت العلاقات السعودية التركية التصدع من جديد وبات من الواضح أن الأيام المقبلة سوف تشهد انتهاء شهر العسل بين الرئيس رجب طيب أردوغان، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
طفت ملامح الخلافات التركية السعودية على السطح يوم الأربعاء الماضي عبر قناة ” العربية” السعودية التي تتمركز في دبي والتي اعتادت خلال الفترة الماضية تضخيم إنجازات أردوغان، وللمرة الأولى منذ تدشين صفحة علاقات جديدة بين البلدين عقب رحيل الملك عبدالله، وصفت القناة السعودية أردوغان بـ”الرئيس المهزوم”.
جاء ذلك خلال برنامج “دي إن إية” الذي يقدمه الإعلامي نديم قطامش على القناة السعودية، في حلقة خصصت لمناقشة توطيد العلاقات بين أنقرة وطهران حملت عنوان: “محور إيران يكافئ
أردوغان المهزوم”
الفيديو:
هذا وكان أردوغان والأسد قد وقعا على أول اتفاق عسكري بعد الأزمة حيث تضمنت اتفاقية التعاون الموقعة بين القوات المسلحة التركية ونظيرتها الروسية بشأن تنسيق الطلعات الجوية في الأجواء السورية مفاجأة من العيار الثقيل ، فقد أكّد وزير الدفاع التركي، مهدي إيشيك، صحة الأخبار التي نشرتها جريدة “حريت” التركية والتي أوضحت أن الاتفاقية الموقعة بين أنقرة وموسكو، لا تقتصر على الطلعات الجوية التركية والروسية في الأجواء السورية فحسب، وإنما أيضًا تشمل الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري، مشيرا إلى أن موسكو ستقوم بدور المنسق بين الطرفين.
هذا وستتولى رئاسة الأركان الروسية التنسيق بين النظام السوري والجيش التركي، عن طريق إبلاغ القوات الجوية السورية المعلومات والإحداثيات الخاصة بالطلعات الجوية التركية في الأجواء السورية، وكذلك إبلاغ الجانب التركي بطلعات الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري في الأماكن المحتمل وجود طلعات جوية تركية فيها.
كما تشمل الاتفاقية التبادل الاستخباراتي بين تركيا وروسيا، حول الأوضاع في سوريا، مما يترتب عليه نقل أنقرة لموسكو ما لديها من معلومات حول تحركات داعش وباقي التنظيمات الإرهابية، والتي تقوم بدورها نقلها للنظام السوري.
وعقب تخلي الرئيس رجب طيب أردوغان عن شرط رحيل الأسد الذي كان يعتبره مسألة موت أو حياة، تعتبر هذه الاتفاقية أول اتفاقية عسكرية بين أردوغان والأسد.
وفى سياق أخر كشف المستشار الأعلى للقائد العام للحرس الثوري العميد حسين دقيقي، عن وجود دور للسعودية في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في تركيا في 15 يوليو عام 2016.
وأضاف دقيقي قوله إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نجا من الانقلاب الذي دبرته السعودية، حيث إن الروس أبلغوا أردوغان بمحاولة الانقلاب قبل ساعتين من وقوعه”.
وتابع المستشار الأعلى للقائد العام للحرس الثوري: “اليوم فهم الأتراك من هي السعودية، وأعلنوا أنهم يعترفون بالحكومة السورية”.
وكانت تركيا قد احتوت أزمة مع السعودية، عقب تداول تصريحات لرئيس الوزراء على بن يلدريم، اتهم خلالها السعودية بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري التي وقعت منتصف يوليو.
وفى النهاية نجد أنه ما كان يخطر على بال أحد أن تتحسن العلاقات بين دمشق واسطنبول إلى هذا الحد، في ظل التقارب بين تركيا و السعودية التي تقود المعسكر المناهض للنظام السوري ، فهل معنى ذلك انتهاء شهر العسل بين السعودية وتركيا هذا ما سوف تكشف عنه الأيام المقبلة .