أكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال خطاب “حالة الاتحاد”، أنه أمر الجيش الأميركي بالبدء في إنشاء “ميناء بحري” أو “رصيف مؤقت” على ساحل البحر المتوسط أمام غزة، لنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 3.2 مليون فلسطيني، بينما قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده ستشارك مع واشنطن وشركاء آخرين في فتح ممر بحري لإيصال المساعدات إلى غزة.
وأوضح مصدر مطلع قوله إن “إسرائيل تؤيد وترحب بإنشاء هذ الرصيف مؤقت”، مشيرة إلى أن واشنطن ناقشت مع تل أبيب تلك المبادرة التي سيتم تنفيذها بالتنسيق بين الجانبين.
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إن عملية البناء ستتم بالتعاون مع دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، إذ يوفر المرفق الجديد طريقة جديدة لإيصال المساعدات إلى القطاع عبر قبرص، ولكنه لن يحل المشكلة المركزية المتمثلة في توزيع المساعدات داخل غزة مع استمرار القتال والقصف الإسرائيلي المكثف على جنوب ووسط القطاع، ومع تفاقم الفوضى في الشمال إلى درجة دفعت بمنظمات الإغاثة إلى تعليق عملياتها.
وأوضح مسؤولون أميركيون لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أنه “بمجرد إنشاء الميناء المؤقت ستتدفق شحنات المساعدات، التي سيبدأ مسارها من قبرص، من قبل الولايات المتحدة وتحالف من الشركاء والحلفاء إلى غزة”.
كما روج الجيش الأميركي، لفكرة تجميع رصيف عائم كوسيلة لنقل الإمدادات إلى الشاطئ في المناطق التي تكون فيها الموانئ غير كافية أو تضررت أثناء صراع ما.
ويوصف هذا باسم “الخدمات اللوجستية المشتركة على الشاطئ”، ويمكن أن يشمل إنشاء جسور عائمة وسفن متخصصة مجهزة بالرافعات وسفن الدعم اللوجستي، إذ سيتم استخدام مركبة إنزال برمائية، يمكنها العمل في المياه الضحلة دون ميناء، حيث دُمر ميناء غزة إلى حد كبير خلال الأسابيع الأولى من حرب إسرائيل على غزة منذ أكتوبر الماضي.
ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فقد زارت بعثة عسكرية أميركية شمال القطاع وفحصت نقاطاً مناسبة لإقامته، إذ تفاجأت إسرائيل بالسرعة التي يخطط بها الأميركيون لتنفيذ الخطوة.
وتحدث مسؤولون أميركيون إن تنفيذ الميناء سيستغرق من 30 إلى 60 يوماً، لكنه يمكن أن يستوعب مئات أو آلاف الجنود الأميركيين على متن السفن قبالة الشاطئ، تماشياً مع قرار الرئيس الأميركي جو بايدن “بألا تطأ أقدام الجنود الأميركيين أرض غزة”، مع احتدام الصراع.
وسيشارك لواء النقل السابع بالجيش الأميركي، وهو لواء مشاة أميركي، في عمليات البناء، حسبما نقلت “نيويورك تايمز”.
وأشارت أن السفن الضخمة التي تحمل المساعدات، ستحتاج إلى حراسة مسلحة، خاصة عندما تدخل نطاق ساحل غزة، الأمر الذي يدفع بتعزيزات عسكرية أميركية إضافية في المنطقة لضمان حماية تلك السفن.
وأوضحت مصادر مطلعة أن المساعدات سيتم تسليمها من قبرص إلى منصة قبالة غزة ستقيمها الولايات المتحدة.
ووضعت الولايات المتحدة الخطة، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وقبرص، والإمارات، والأمم المتحدة، التي ستتولى في نهاية المطاف إدارة الإمدادات إلى غزة، حسبما أكد مصدر مطلع على الخطة للصحيفة، كما أعلنت بريطانيا، على لسان وزير خارجيتها ديفيد كاميرون المشاركة في هذا الممر البحري
