أوضحت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتمانى إن مرور السفن بعيدًا عن قناة السويس، يجعل شركات الشحن تواجه تكاليف متزايدة بسبب رحلاتها حول طريق رأس الرجاء الصالح، لافتة إلى أنه يمكن تعويض هذه التكاليف الإضافية من خلال رفع أسعار الشحن إذا استمرت الاضطرابات لأكثر من بضعة أيام فى البحر الأحمر، وذلك فى أعقاب الهجمات الأخيرة على السفن التجارية بالبحر الأحمر.
ونشرت منصة «جى كابتن»، المختصة فى شؤون الملاحة البحرية، عن وكالة «فيتش»، فإن الوكالة ترى أن شحن الحاويات قد يشهد أعلى زيادة فى أسعار الشحن، مع الأخذ فى الاعتبار أن 25 إلى 30% من أحجام شحن الحاويات العالمية تعتمد على قناة السويس.
وأشارت التقرير أن تغيير المسار حول أفريقيا يمكن أن يزيد بشكل كبير من وقت السفر ويقلل من القدرة العالمية الفعالة لشحن الحاويات، مشيرة إلى أنه من غير المتوقع أن يكون للاضطرابات تأثير ملموس على توازن العرض والطلب فى مجال الشحن العالمى على المدى المتوسط، وأنه لا يزال من المتوقع أن يتجاوز عرض سفن الحاويات نمو الطلب فى عام 2024.
وأوضحت وكالة فيتش أن عبور السفن حول أفريقيا سوف يزيد وقت السفر من الشرق الأقصى إلى أوروبا بنسبة 50%، ويمكن أن يقلل من قدرة شحن الحاويات العالمية بنسبة 10% إلى 15%، لكنها لا تتوقع حدوث اضطرابات كبيرة طويلة المدى فى التوازن العالمى بين العرض والطلب على الشحن البحري، ولا تزال تتوقع أن يتجاوز عرض سفن الحاويات نمو الطلب فى العام المقبل بنحو 4%.
ورجحت الوكالة فى تقرير حديث لها أن يشهد شحن الحاويات أكبر الزيادات فى أسعار النقل، تليها ناقلات البضائع السائبة، مشيرة إلى أن أسعار الشحن الجوى قد تستفيد من الطلب على الشحنات التى تحتاج إلى سرعة فى نقلها.
و تشير التوقعات إلى أن الاضطرابات قد تؤدى إلى ارتفاع معدلات عقود الحاويات السنوية للطرق المتأثرة، ترى «فيتش» أنه من غير المرجح أن تستمر هذه الاضطرابات لأكثر من ربعين (نحو 6 أشهر).
وأوضح التقرير وكالة التصنيف إلى أن الاضطرابات فى البحر الأحمر تؤدى إلى تفاقم التأثير على التجارة العالمية وتسلط الضوء على الاختناقات فى سلاسل التوريد العالمية، والتى يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على مختلف الصناعات.
يشار إلى أن الحوثيين يستهدفون حاليًا أى سفينة لها صلة بإسرائيل، كرد فعل على الحرب مع حركة حماس، حيث أدت تلك الهجمات إلى عرقلة حركة الشحن فى البحر الأحمر.