ذكرى نصر العاشر من رمضان.. الاستعدادات وكيف انتصرنا على العدو؟

في تقارير وتحقيقات, مصر

تحتفل مصر والقوات المسلحة، اليوم السبت، بذكرى نصر العاشر من رمضان، الذي جسد تضحيات الشعب المصري فى استرداد أرض سيناء المقدسة وأعادوا لمصر عزتها وكرامتها وللأمة العربية شموخها وكبريائها.

ذكرى نصر العاشر من رمضان

إن ذكرى نصر العاشر من رمضان عام 1973، تمثل أعظم إنتصارات العسكرية المصرية العريقة من خلال تحرير الأرض واسترداد لمصر عزتها وكرامتها.

سطر أبطال الجيش المصري البواسل صفحات مشهودة فى العاشر من رمضان والتي ستظل ذكرى ملهمة ومصدر عزة وفخر للمصريين ، صنعوا بدمائهم وتضحياتهم إنجازاً يشهد به العالم أجمع، حيث استطاع الجيش المصرى فى هذا الشهر الكريم أن يضرب أروع الأمثلة فى تحدى الصعاب وتخطي المعوقات لإيمانهم الراسخ بنصر الله.

تحتفل مصر والقوات المسلحة اليوم بذكرى نصر العاشر من رمضان، حين عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، في العاشر من رمضان عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن وهي سيناء، واستعاد المصريون الأرض، واستعادوا معها كرامتهم واحترامهم للعالم، حيث تعد حرب العاشر من رمضان، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين.

وشهدت عملية إعداد الدولة للحرب مشاركة أجهزة ومؤسسات عديدة، واشتراك القيادات، بكل مستوياتها، ومشاركة الشعب بمختلف طوائفه، بهدف استرداد سيناء من العدو الإسرائيلي.

استطاعت مصر أن تعيد بناء القوات المسلحة وتكوين قيادات ميدانية جديدة، كما تم استحداث الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، وإعداد القيادات التعبوية الجديدة، وإعادة تشكيل القيادات فى السلاح الجوى، وإدخال نظم تدريب على كل ما هو أساسى للحرب، وكذلك التدريب على مسارح مشابهة لمسرح عمليات الحرب.

تم إنشاء سواتر ترابية مماثلة لخط برليف على ضفة النيل وتدريب القوات على عبورها، كما احتفظت القوات المسلحة بالقوة الرئيسية من المجندين دون تسريحهم بعد انتهاء فترة تجنيدهم حتى أن بعض المجندين استمروا فى تجنيدهم لمدة 7 سنوات.

استعدت القوات المسلحة للحرب بكل ما هو حديث فى تكنولوجيا التسليح وقامت بتطوير أسلحة المشاه واستبدلت الدبابات القديمة بالجديدة وتم إحلال المدفعية القديمة بأخرى متطورة وتم الدفع بطائرات حديثة وإدخال طرازات جديدة من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، إلى جانب الصواريخ طويلة المدى وكذلك تطوير معدات المهندسين العسكريين وأجهزة الكشف عن الألغام وإدخال أسلحة غير تقليدية ابتكرها مهندسون مصريون مثل قاذفات اللهب المحمولة على الأكتاف ومسدسات المياه التى استخدمت فى هدم خط برليف الرملى.

وقامت القيادة العامة بإصدار توجيهاتها قبل الحرب للتدريب على العمليات بدأ من إعداد الجندى للقتال حتى إعداد الوحدة والوحدة الفرعية للتشكيل للحرب، والتدريب على أسلوب اقتحام الموانع المائية والنقاط القوية المشرفة على حمايتها، وأسلوب الدفاع عن مناطق التمركز والوحدات والمعسكرات لمواجهة عناصر “المتكال” المتمركزة خلف خطوط الدفاع الإسرائيلى.

كذلك إجراء المشروعات سواء على مستوى القيادة التعبوية والإستراتيجية، أو المشروعات التكتيكية للجنود على موضوعات الهجمة المنتظرة من العدو، واستمرار وتكرار هذه المشروعات ضمن ما سمى “خطة الخداع الاستراتيجى” التى وضعها المشير محمد عبد الغنى الجمسى والتى أوحت للعدو وقتها بعدم جدية مصر فى اتخاذ قرار الحرب.

عبور خط بارليف
حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد حرب عابرة فى تاريخ العسكرية المصرية المليئة بالبطولات، بل كانت حدثا فريدا من نوعه، حيث شهد هذا اليوم أكبر الانتصارات المصرية والعربية.

وتمكن المصريون من عبور قناة السويس، أكبر مانع مائى فى العالم، وتحطيم دفاعات خط بارليف الحصينة. وتلّقى العدو ضربة قاسية تحطمت فيها أسطورة الجيش الذى لا يقهر.

وحقق الجيش المصرى، الانتصار على العدو، واستطاع استعادة الأرض وتحقيق الانتصار العظيم، رغم كل المعوقات التى كان يرددها البعض حينها، وكانت تروج لها القوى العظمى، إلا أن الجيش المصرى استطاع تحطيم المستحيل.

بداية الملحمة، عندما عبر الجيش المصرى فى العاشر من رمضان 1393 هجرية السادس من أكتوبر 1973 فى تمام الساعة الثانية ظهرا، خط القناة، لتبدأ موجات من الجيش المصرى تعبر تدريجيا، وذلك فى منظومة عمل تم إعدادها بشكل متقن للغاية، فاجأت الجميع حينها.

وبدأت المدفعية المصرية بعد عبور الطائرات بخمس دقائق بقصف التحصينات وأهداف العدو الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيراً لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقى للقناة لإغلاق الأنابيب التى تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة.

وفى الساعة الثانية والثلث تقريبا توقفت المدفعية ذات خط المرور العالى عن قصف النسق الأمامى لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق، وقامت المدفعية بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها، بعدها عبر الجنود والضباط القناة من خمس فرق مشاة واحتفظوا بخمسة رؤوس كبارى واستمر سلاح المهندسين فى فتح الثغرات فى الساتر الترابى لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية.

المانع المائي
حصن العدو خط باريف بتحصينات كبيرة تمنع عبور القوات المصرية، حتى قال موشيه ديان فى 22 نوفمبر 1969 :«إن عمليات العبور المصرية لن تؤثر على قبضة إسرائيل الحازمة على خط بارليف المنيع وسيلقى المصريون الرد الحاسم لأن تحصينات العدو على خط بارليف أكثر تحصيناً وتنظيماً ويمكن القول بأنه خط منيع لا يمكن اختراقه.. وأضاف أنهم أقوياء بدرجة تكفى للاحتفاظ إلى الأبد بخط بارليف، وأن مبالغ طائلة قد أنفقت على إنشاء التحصينات به». كل ذلك تحطم خلال 4 ساعات فقط من إصدار أوامر العبور.

وعبر المصريون القناة واقتحام خط بارليف فى ظل عدة اعتبارات مهمة هى :صعوبة المانع المائي؛ فقناة السويس من الموانع الصناعية الصعبة فشاطئ القناة شديد الانحدار ومغطى سواتر أسمنتية وحديدية تمنع نزول وصعود المركبات البرمائية، فضلا عن سرعة التيار واتجاهه وتتميز القناة بشدة التيار وسرعته التى تبدأ من 18 متراً فى الدقيقة فى القطاع الشمالى وتصل إلى 90 متراً فى الدقيقة فى القطاع الجنوبى وفضلاً عن ذلك فإن اتجاه التيار يتغير دورياً كل ست ساعات من الشمال إلى الجنوب وبالعكس .

وكان عرض القناة يتراوح بين 180 -220 متراً ويتراوح عمقها بين 16- 18 متراً وينخفض سطح المياه على حافة الشاطىء بحوالى مترين وبذلك لا يمكن عبور القناة بالمعدات المختلفة لا عوماً ولا خوضاً ولا سيراً على القاع حيث كانت مهمة صعبة.

الساتر الترابي

نتيجة حفر قناة السويس وتطهيرها تكون على الضفة الشرقية للقناة ساتر ترابى يتراوح ارتفاعه من 6 إلى 10 أمتار استغله العدو فى إقامة خط دفاعى محصن على امتداد القناة فقام بتعليته حتى وصل فى بعض القطاعات إلى 25متراً ارتفاعاً .

ولم يكتف العدو بالتعلية بل أزاحه غرباً حتى لامس حافة القناة تماماً ليضع أمام المقاتل المصرى مزيداً من العقبات، وهذا الساتر الترابى أخطر من أى حائط صخرى لأن الدبابة تستطيع تحطيم الحاجز الصخرى واختراقه أما الحاجز الرملى فينهار على الدبابة ويردمها كما استخدم العدو هذا الساتر الترابى كمصاطب لنيران دباباته ومدفعياته.

أما حاجز اللهب؛ فجهز العدو سطح القناة بمواسير متصلة بخزانات وقود ومواد نفط فى النقط الحصينة ليتسرب خلالها الوقود طبقاً لنظرية الأوانى المستطرقة لتغطية سطح القناة حتى تتحول مياهها إلى مسطح هائل من اللهب ترتفع ألسنته الحارقة لأكثر من المتر وتصل درجة حرارته إلى 700 درجة مئوية .

أما النقط الحصينة؛ فخلف الساتر الترابى وفى جوفه أقام العدو نقاطه الحصينة وقد جهزت كل دشمة بعدة فتحات تمكنها من الاشتباك فى جميع الاتجاهات، بحيث تكون النقطة كتلة من النيران تغطى كل مساحات الأرض حولها، هذا فضلاً عن دشم أخرى مجهزة لأسلحة المدفعية والدبابات.

وتتصل جميع هذه التجهيزات ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة مبطنة بألواح الصلب وشكائر الرمل، ولزيادة مناعة النقطة الحصينة أحاطها العدو بنطاقات كثيفة من الأسلاك الشائكة وحقول الألغام المضادة للدبابات والأفراد والتى يبلغ عمقها حوالى 200 متر هذا بالإضافة إلى الشراك الخداعية والتى تغطى ميول الساتر الترابى وقمته.

المواضيع المرتبطة

مجلس الوزراء يوافق على 11 قرار في اجتماعه الأسبوعي

وافق مجلس الوزراء خلال اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على عدة قرارات: وشملت قطع الأراضي التي تضمنها القرار؛

أكمل القراءة …

مصر تفوز بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الافريقية

أعلنت وزارة الصحة والسكان، فوز الدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة والسكان لشئون مشروعات ومبادرات الصحة العامة بعضوية مجلس

أكمل القراءة …

الأرصاد تحذر من ارتفاع الحرارة غدا.. ونصائح بتخفيف الملابس

أوضحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامى لهيئة الأرصاد الجوية، أنه وفقا لتوقعات الهيئة بدأنا اليوم موجة ارتفاع درجات

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل