علاقات تركية وقطرية بالحركات الاسلامية ببريطانيا

في مقالات

عادة ما تلجأ الدول الكبرى التي تسعى لبسط هيمنتها على أجزاء كبيرة من العالم إلى تدعيم علاقاتها ببعض الجماعات المحلية التي تساعدها في تنفيذ سياساتها في هذه المنطقة،وإن علاقة بريطانيا بجماعة الاخوان قد بدأت في هذا السياق، من خلال محاولة إيجاد حليف استراتيجي لها في بعض المناطق لتنفيذ سياساتها التوسعية، وهي علاقات ممتدة ووثيقة الصلة منذ بدأت بريطانيا مشروعها الاستعماري لتصبح بريطانيا العظمى «الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس « .


كما أن علاقة بريطانيا بجماعة الإخوان أو احتضانها للعديد من أنشطة الجماعة، والغالبية من قادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان لم يكن وليد هذه الأيام، وإنما الموضوع ممتد منذ زمن ليس بقريب ، ففى أثناء الحرب العالمية الثانية بدأت بريطانيا تمول جماعة الإخوان وبعض الروابط والجماعات الإسلامية الآخرى لمساندتها، ووفق الوثائق الرسمية التي رفعت بريطانيا عنها السرية أنه حصل أول اتصال بين بريطانيا وجماعة الإخوان عام 1941، وفي 18 مايو 1942 عقد اجتماع في السفارة البريطانية مع أمين عثمان باشا رئيس وزراء مصر ونوقشت العلاقة مع الإخوان وفيه اتفقا على أن تتولى الحكومة سرًا دعم الإخوان وأنها ستحتاج في هذا الدعم البريطاني ، كما ستتعاون الحكومة البريطانية بالمعلومات مع الحكومة المصرية في هذا الشأن ، كما ان هذا لا يعني أن العلاقة بين جماعة الإخوان وبريطانيا كانت مستقرة دائمًا أو تسير على وتيرة واحدة، وإنما خضعت إلى الكثير من الشد والجذب بما يخدم مصالح الطرفين، هذا وقد أشار حسن البنا في مذكراته الدعوة والداعية الى أنه تلقى دعمًا من هيئة قناة السويس( المملوكة للحكومتين الفرنسية والبريطانية بلغ 500 جنيه مصري كمساهمة في بناء مسجد الإخوان بمدينة الإسماعيلية.
في أغسطس 2016، أصدرت وزارة الداخلية البريطانية لائحة داخلية جديدة تمنح أعضاء جماعة الإخوان المصريين في بريطانيا، حق اللجوء السياسي، وذكرت الوزارة، على موقعها، أن بعض أعضاء الجماعة الحاليين والسابقين مؤهلون لطلب اللجوء السياسي، بدعوى تعرضهم للاضطهاد من قِبَل السلطات المصرية.
هذا وفى فبراير من العام الماضى 2020 دعا نواب بريطانيون إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية تحرض على الكراهية، وتدعو لمهاجمة المسيحيين حول العالم ونشر تليفزيون البرلمان البريطاني كلمات لعددٍ من البرلمانيين طالبوا فيها الحكومة البريطانية وشركائها بإصدار قرار ينص على تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي ، فيما تقدم مجموعة من البرلمانيين بطلبات استجوابات إلى الحكومة البريطانية بشأن قيام أعضاء من تنظيم الإخوان بأنشطة مشبوهة على أراضيها، وطالبوا بطردهم خشيةً من تأثيرهم على الأمن القومي البريطاني.


وعلى الرغم من الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها جماعة الإخوان وتاريخها الدموي منذ نشأتها حتى الآن لم تتخذ بريطانيا إجراء جاد بشأن حظر هذه الجماعة بل، وتمثل مأوى لأغلب قياداتها.
هذا وقد صرح الكاتب فى شئون الإسلام السياسي عمرو فاروق عن أن السبب عن عدم إدراج بريطانيا لجماعة الإخوان على قوائمها الإرهابية، مشيرًا إلى أن بريطانيا هي أول ممول مالي ولوجيستي لجماعة الإخوان منذ عهد مؤسس الجماعة حسن البنا عام 1928، تعتبر لندن هى العاصمة الثانية لجماعة الإخوان ويوجد بها مقر التنظيم الدولي، وأنها احتضنت عددا كبيرا من قيادات الإخوان ومنحت بعضهم حق اللجوء السياسي، والجنسية البريطانية إضافة لمعونات مالية، لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية البريطانية وظفت جماعة الإخوان منذ تأسيسها كأداة ضغظ لتحقيق مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، والهيمنة على الأوضاع السياسية في المنطقة العربية، هذا بالإضافة للعلاقة القوية بين حزب المحافظين البريطاني، وجماعة الإخوان سياسيا واقتصاديا، إذا يجرى استخدام الإخوان في حشد أصوات المسلمين في بريطانيا؛ لتمرير القرارات السياسية التي يتخذها الحزب.


وعن الوجود الإخواني في بريطانيا فيوجد العديد من المؤسسات ذات الانتماءات الاخوانية والمتنوعة بين مؤسسات دينية واجتماعية وإعلامية وقانونية، واقتصادية إضافة إلى “الرابطة الإسلامية”، التي تمثل أكبر كيان إخواني في أوروبا على الإطلاق.


هذا وقد قررت جماعة الإخوان تشكيل لجنة لإدارة عمل الجماعة برئاسة إبراهيم منير، وأسندت إليه منصب القائم بعمل المرشد في 4 سبتمبر 2020، حيث يدير منير الجماعة من العاصمة البريطانية لندنوفى وقت ستبق قبل توليه هذا المنصب كان يشغل منصب المتحدث باسم الإخوان المسلمين في أوروبا منذ عام 1982، وهو أحد مؤسسي منتدى الوحدة الإسلامية (IUF) ومقره لندن، كما انه كان المشرف على النشرة الأسبوعية لجماعة الإخوان المسلمين ومقرها المملكة المتحدة. 


هذا ولا ننسى باقى مثلث الشر دويلة قطر وتركيا فطبقاً لدراسة أجراها المركز الدولي لدراسة التطرف في كلية كينجز لندن، بعنوان “الحركة الإسلامية في بريطانيا”، وفي هذا السياق ذكرت الدراسة أن قطر وتركيا تمولان وتدعمان شبكة مترابطة من منظمات الإخوان الإرهابية في جميع أنحاء أوروبا، وذكرت الدراسة أن أموال الدوحة تتدفق عبر مؤسسة “قطر الخيرية” الداعمة للحركات الإرهابية والمتطرفة، إلى هيئات مقرها بريطانيا وأماكن أخرى ، فقد افتتحت مؤسسة قطر الخيرية فى عام 2012 مكتبًا تمثيليًا لها في لندن، نظرا لأهمية بريطانيا لحركة الجماعات الاسلامية وعلى راسها جماعة الاخوان المسلمين فقد تم إنشاء قطر الخيرية في المملكة المتحدة لإدارة المشاريع الأوروبية التابعة لتنظيم مؤسسة قطر الخيرية، وتضمنت هذه المشاريع بناء أو إعادة تأهيل مراكز ومدارس الجالية الإسلامية في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، مع العلم ان معظم هذه المنظمات مرتبطة بالإخوان، وقد دعمت قطر أيضاً “الشبكة الأوروبية لجماعة الإخوان”، بمبالغ وصلت إلى 800 مليون جنيه إسترليني.


وتطرقت الدراسة أيضاً إلى صلات تركيا بالحركة الإسلامية في بريطانيا، فمنظمات وأفراد الحركة الإسلامية المتمركزة في بريطانيا، مرتبطة بمنظمات وأفراد أتراك، بما في ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحسب ما ذكرت الدراسة فقد أصبحت تركيا منذ عام 2006، مركزًا جديدًا لجماعة الإخوان المسلمين العالمية، بينما كان نظام حماس في قطاع غزة هو المحور الرئيسي لهذا النشاط، كما لايخفى ايضاً أن تركيا أصبحت لاعبًا آخر في تمويل الحركات الإرهابية داخل أوروبا، منذ فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات عام 2007، وتجمعها صلات مباشرة مع الجماعات الإرهابية.


وبناء على ما سبق فلن تتخلى بريطانيا عن جماعة الإخوان، بصفتها إحدى الركائز الأساسية التاريخية في علاقتها بالعالم الإسلامي بشكل عام، وبمنطقة الشرق الأوسط ومصر بشكل خاص.

المواضيع المرتبطة

مجلس الوزراء يوافق على 11 قرار في اجتماعه الأسبوعي

وافق مجلس الوزراء خلال اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على عدة قرارات: وشملت قطع الأراضي التي تضمنها القرار؛

أكمل القراءة …

مصر تفوز بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الافريقية

أعلنت وزارة الصحة والسكان، فوز الدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة والسكان لشئون مشروعات ومبادرات الصحة العامة بعضوية مجلس

أكمل القراءة …

الأرصاد تحذر من ارتفاع الحرارة غدا.. ونصائح بتخفيف الملابس

أوضحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامى لهيئة الأرصاد الجوية، أنه وفقا لتوقعات الهيئة بدأنا اليوم موجة ارتفاع درجات

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل