أدانت مصر – بحسب بيان للخارجية المصرية، يوم الخميس الهجمات الإرهابية التي وقعت في محيط مطار كابول في أفغانستان وتقدمت بخالص التعازي إلى ذوي كافة ضحايا الحادث الإرهابي الذي أوقع أكثر من 170 من القتلى والجرحى قرب مطار كابول.
علمًا بأن انفجارات كابول الأخيرة سبقتها تحذيرات استخباراتية لدول عدة من احتمالية وقوع هجمات إرهابية حول محيط مطار كابول، حيث ناشدت السفارة الأمريكية في بيانها الصادر قبل الحادث بيوم المواطنين بتجنب الذهاب إلى المطار، وقالت إن “الموجودين هناك بالفعل يتعين عليهم الرحيل على الفور”، مشيرة إلى “تهديدات أمنية غير محددة”.
ومن جانبها، أصدرت بريطانيا تحذيرًا مُماثلًا نصحت فيها الموجودين في منطقة المطار بالمغادرة، وقال وزير القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي: “إن المعلومات عن احتمال شن تنظيم “داعش” هجومًا انتحاريًا أصبحت أكثر مصداقية، وأن التهديد حقيقي ووشيك ومدمر”.
كما حثت أستراليا مواطنيها وحاملي تأشيرات الدخول إلى أراضيها بمغادرة المنطقة، مُحذرة من تهديد كبير بشن هجوم. وجاء التحذير الأسترالي في بيان نصه: “الوضع في أفغانستان لا يزال خطيرًا للغاية، انتبه لاحتمالية حدوث عنف وتهديدات أمنية مع حشود كبيرة. هناك تهديد مستمر وشديد من الهجمات الإرهابية لا تسافر إلى مطار كابول حامد كرزاي الدولي”.
وتشير المعلومات إلى تورط “تنظيم داعش خراسان” في الهجومين ويُذكر أن تنظيم داعش خراسان قد تأسس في شرق أفغانستان عام 2015، من انضمام إرهابيي جماعة تحريك طالبان باكستان إلى المسلحين في أفغانستان وتعهدوا بالولاء لزعيم تنظيم داعش في سوريا والعراق أبو بكر البغدادي. وتُشير “خراسان” إلى منطقة وسط آسيا وجنوب آسيا المحيطة بأفغانستان. ويسعى التنظيم إلى إقامة “خلافة إسلامية” في جنوب ووسط آسيا، وعلى عكس حركة طالبان المحلية، أعربت داعش عن رغبتها في شن هجمات على القوى الغربية والأمم المتحدة، ولا زال التنظيم يحتفظ ببعض الصلات مع القيادة المركزية لداعش في العراق، على الرغم من أن تفاصيل العلاقة غير واضحة.
ويتوقع أن تنظيم داعش خراسان كان له عدة أهداف من هذا الهجوم وهي: إرسال رسالة بأنهم لا يزالون قوة لا يستهان بها. وتحدي حركة طالبان وتصويرها عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها الدولية بتأمين عمليات الإجلاء عبر مطار كابول. كما يُعتبر الحشود والطائرات والبنية التحتية في المطار هدفًا مثاليًا لإيقاع عدد كبير من الضحايا. وأيضًا تتسق الهجمات مع اعتبار داعش لطالبان والأفغان المتعاونين مع الولايات المتحدة “مرتدين”.
فمن الواضح أن التنظيم قد بدأ يعزز من تحركاته داخل أفغانستان في محاولة منه للسيطرة على أكبر قدرٍ من الرقعة الجغرافية داخل أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي. وقد طرح رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، مؤخراً هذه الاحتمالية بقوة عند إشارته إلى أن التنظيمات الإرهابية مثل “القاعدة” و”داعش” في أفغانستان يمكنها أن تعيد بناء شبكاتها بسرعة داخل أراضي الأفغان.
وجدير بالذكر أن الحادث الإرهابي والأوضاع الأمنية المضطربة تهدد عمليات الإجلاء التي تتم على قدم وساق قبل الموعد النهائي في 31 أغسطس، مع إصرار حركة طالبان على عدم تمديد الموعد لأي سبب. وفي حين غادر ما يقرب من 90 ألف أفغاني وأجنبي من عبر الجسر الجوي الذي تقوده الولايات المتحدة، أعلنت الدنمارك وبولندا وبلجيكا انتهاء عمليات الإجلاء، وقالت الحكومة الهولندية إن الولايات المتحدة طلبت منها المغادرة يوم الخميس. كما قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن الهولنديين أوقفوا رحلات الإجلاء.
