تعيش أفغانستان حالة فوضى غير مسبوقة بعد انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من البلاد وتركها لقمة سائغة لحركة طالبان. ولم يتضح حتى الآن كيف ستتطور الأمور في بلد يعاني الحرب والدمار منذ عقود. وأكد ذبيح الله مجاهد الناطق الرسمي باسم حركة طالبان الأفغانية: “نطمئن العالم وخاصة الولايات المتحدة بأن الأراضي الأفغانية لن تستخدم ضد الآخرين”.
وقال مجاهد فى أول مؤتمر صحفى علنى للحركة: من حق الشعب الأفغانى أن يكون له قانونه الخاص وعلى العالم أن يحترم قيمنا”.
وتفاقم الوضع في أفغانستان بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة، مع تقدم طالبان في المدن الكبرى، فضلا عن سيطرتها على العاصمة كابول، والمعابر الحدودية. وكشف مصدر مطلع من حركة طالبان عن عودة الملا عبدالغني برادر الشريك المؤسس لطالبان ونائب زعيم الحركة ورئيس مكتبها السياسي، إلى أفغانستان للمرة الأولى منذ 20 عامًا.
وقال المصدر إن “الملا برادر مع عدد من كبار مسؤولي طالبان غادروا الدوحة إلى ولاية قندهار الأفغانية”، دون الخوض في تفاصيل إضافية.
ولاقت الاحداث في افغانستان ردود افعال كثيرة جاء منها تصريح الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش عن “حزن عميق” يتشاركه مع زوجته لورا بشأن تطور الأحداث في أفغانستان. وأضاف الرئيس السابق الذي شهد عهده اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر وبداية التدخل الأمريكي في أفغانستان: “قلوبنا مع الشعب الأفغاني الذي عانى الكثير ومع الأمريكيين والشركاء من حلف شمال الأطلسي الذين ضحوا بالكثير”.
كما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين، أن انهيار الحكومة الأفغانية وسيطرة حركة طالبان على البلاد حدثت أسرع مما توقعت الحكومة الأمريكية، وألقى باللوم على القادة السياسيين والجيش والأفغاني، مضيفا أن مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان “لم تكن بناء دولة أو خلق ديمقراطية مركزية”.
وبدأ بايدن خطابه بالقول إن الوضع في أفغانستان “يتطور بسرعة”، مضيفا أن فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض “يراقب عن كثب الوضع على الأرض” في أفغانستان.
وأكدت المستشارة أنغيلا ميركل على أنّ حكومتها تعمل على إجلاء عشرة آلاف شخص من أفغانستان، واصفة الوضع في أفغانستان بعد سيطرة طالبان بـ “مؤلم وفظيع”. ميركل قالت إن التدخل الغربي في أفغانستان “لم يحقق النجاح” المأمول. ووصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مهمة القوات الدولية في أفغانستان بأنها مخيبة للآمال.
وقالت ميركل في مؤتامر صحفي في برلين اليوم الاثنين (16 أغسطس/ آب 2021) إنه بعيدا عن مكافحة الإرهاب ” فإن كل شيء لم ينجح ولم يتم إنجازه على النحو الذي كنا نريده، وهذا استنتاج مرير”.
كما تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مروعا لسقوط شخصين قيل إنهما من الأفغان الذين تعلقوا بطائرة أميركية مغادرة لمطار كابل، الاثنين. وبعد انتشار صور سقوط كابل بأيدي طالبان، تدفقت صور مروعة أخرى تظهر الألاف من الأشخاص المذعورين وهم يحاولون الفرار من البلاد.
وأظهر الفيديو تشبت عدة أشخاص بعجلات الطائرة أثناء إقلاعها فيما سقط شخصين على الأقل من الطائرة العملاقة. ووفقا للتقارير، أشار السكان المحليون الذين كانوا موجودين في مطار كابل أنهم شاهدوا 3 رجال يمسكون بعجلات الطائرة ويسقطون في وقت لاحق.