استطاعت فريال عبد العزيز ان تسطر لمصر اسمها بحروف من نور و ان تساهم في عزف النشيد الوطني المصري في طوكيو معلناً فوزها بذهبية الكاراتية بدورة الألعاب الأوليمبية طوكيو ٢٠٢٠.
دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية أو الأولمبياد كما يصطلح عليها الوسط الرياضي و الشعبي العالمي في كل بلدان العالم،الأولمبياد هي حلم كل بطل رياضي في كل الألعاب سواء الألعاب الجماعية ككرة القدم و اليد و الطائرة و السلة أو الألعاب الفردية كالكراتية و الجودو و الالمصارعة الرومانية أو الألعاب المائية كالسباحة و كرة الماء أو ألعاب المضرب كالتنس و الريشة الطائرة.
أولمبياد طوكيو 2020 و التي جرت أحداثها بداية من شهر يوليو من العام الجاري بعد تأخير لمدة عام كامل بسبب تداعيات فيروس كورونا في شتى أنحاء العالم،و التي من المنتظر أن تنتهي فعاليات منافستها في الأسبوع الحالي ليوضع العالم بطولة قامت فعاليتها في ظروف استثنائية لأول مرة منذ انطلاق دورات الألعاب الأوليمبية أن تكون البطولة بدون جمهور و في ظل اجراءات احترازية مشددة.
شاركت مصر في دورة الألعاب الأوليمبية الحالية في أغلب الألعاب سواء الجماعية أو الفردية أو المائية و الحقيقة أن حصيلة مصر من الميداليات كان أكثر من المرات السابقة في كل البطولات الأوليمبية حيث حصدت مصر حتي الان علي ميدالية ذهبية واحدة و أربع ميداليات برونزية،و كان التفوق السائد في الألعاب النزالية حيث تركزت هذة الميداليات الخمس علي ثلاث ألعاب و هي التايكوندو و الكاراتية و أخيرًا المصارعة الرومانية لتكشف مصر عن حقيقة و هي فشل الألعاب الجماعية و نجاح الألعاب الفردية في حصد الميداليات.
نجحت البعثة المصرية في هذا العام في ابراز النجاح المصري بشكل لافت للنظر عن طريق التمثيل المُشرف في العديد من الالعاب و منها دون شك كرة اليد و التي استطاع فيها منتخبنا الحصول علي المركز الرابع في الأولمبياد بعد أن أحرج و أخرج العديد من الدول الكبري في تلك اللعبة و منها أسبانيا و السويد علي سبيل المثال و هو تمثيل مشُرف جدا استحق معها تكريم و دعم القيادة السياسية للجهاز الفني و الاداريين و لاعبي هذا المنتخب الكبير، و كذلك التمثيل الرائع في المصارعة الرومانية و حصول البطل المصري محمد كيشو علي الميدالية البرونزية و تأهل محمد رشدي الي المربع الذهبي و الذي لولا اصابته لأحرز دون شك ميدالية أولمبية.
و كان أوج التمثيل المشرف في ألعاب الكاراتية و الخماسي الحديث و التايكوندو ،حيث استطاعت مصر حصد ذهبية و برونزية في الأولي في نظيرفضية في الثانية و برونزيتين في الثالثة لتكتب مصر تفوقًا كبيرًا علي دول كبرى في تلك الألعاب بل و دول كانت صاحبة الفضل في اختراع تلك الرياضات النزالية و علي رأسها اليابان و كوريا.
استحقت مصر أيضاً تحية تقدير من خلال بطلها عمر عصر في لعبة تنس الطاولة و الذي لولا اصطامه ببطل العالم و الأولمبياد الصيني لذهب الي مراحل أبعد في الأولمبياد بعدما خرج من الدور الربع النهائي في سابقة عي الأولي لبطل مصري أو عربي، استحق معها تحية أبطال العالم في تلك اللعبة و كذلك ألعاب الرماية و السباحة.
و مثلما ظهرت نجاحات للبعثة المصرية الأولمبية و بالتأكيد هو نجاح لاتحاداتها الرياضية كاتحاد المصارعة و التايكوندو و الكاراتية إلا أن الفشل الذريع كان حليف بعض الألعاب مثل رفع الأثقال و التي لم تشترك فيها مصر لثبوت وجود منشطات لدي لاعبيها، الأمر الذي أفقد مصر كثيرًا من حظوظها في الحصول علي ميدالية أولمبية أو ربما اثنتين مضمونتين، كما جاء التمثيل الباهت للعبة كرة القدم و الاخفاقات المتراكمة لهذا الفريق حتي في الخروج بشكل لائق يجذب احترام العالم لفريقنا.
و لا شك أن النجاحات التي احدثتها البعة المصرية تضع أمام الاتحادات الرياضية و اللجنة الأولمبية المصرية ضرورة الاهتمام باعداد و تجهيز البطل الأوليمبي في شتي الألعاب من الناحية الفنية و الاخلاقية و النفسية و الذهنية و أخيرًا الغذائية و ذلك حتي تتمكن مصر من حصد العديد من الميداليات الأوليمبية في دورة الألعاب الأوليمبية القادمة بباريس.
