دور السكة الحديد في مصر.. تاريخ طويل من التطوير

تعتبر مصر ثاني دولة في العالم بعد إنجلترا التي أدخلت السكك الحديدية إلى أرضها، وتعد خطوط السكك الحديدية المصرية أول خطوط يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط ، حيث بدأ إنشاؤها في خمسينيات القرن التاسع عشر وتحديدا يوم 12 يوليه عام 1851 ، وبدأ تشغيلها عام 1854
البدايات الأولى
وقّع الخديوي عباس الأول عام 1851 مع البريطاني “روبرت ستيفن سن” – (نجل جورج ستيفن سن مخترع القاطرة الحديدية) – عقدًّا بقيمة 56 ألف جنيه إنجليزي لإنشاء خط حديدي يربط بين العاصمة المصرية والإسكندرية بطول 209 كيلومترات .
وشهد عام 1854 تسيير أول قاطرة على أول خط حديدي في مصر بين القاهرة ومدينة كفر الزيات في منطقة الدلتا، واكتمل الخط الحديدي الأول بين القاهرة والإسكندرية عام 1856، وبعد عامين تم افتتاح الخط الثاني بين القاهرة والسويس ، ثم بدأ إنشاء خط القاهرة بورسعيد بعد عامين آخرين، ولم يشرع في إنشاء خط حديدي في صعيد مصر إلا في عام 1887.
في عهد الخديوي إسماعيل ( 1863 ـ 1879م) تم إصلاح أحوال السكة الحديد، وبذل الخديوي إسماعيل جهدًا كبيرًا لمدها في كافة أنحاء القطر، وذلك لنشر العمران، ولتسهيل حركة التجارة والانتقال بين المناطق المختلفة، وقد امتدت خطوط السكك الحديدية من أقصى جنوب مصر (جنوب وادي حلفا) إلى أقصى شمالها (الإسكندرية) فضلا عن مدن الدلتا والفيوم.
في عام 1898 بدأ إنشاء الخط الحديدي الثالث من القاهرة إلى الأقصر أقيمت شركة خاصة تولت مد خط السكك الحديدية إلى مدينة أسوان في أقصى الجنوب باسم شركة قنا أسوان للسكك الحديدية.
بعد دخول البريطانيين للسودان عام 1899 قررت سلطات الاحتلال تعديل خط القطار من الأقصر حتى أسوان ثم الشلال الأول في أقصى جنوب مصر ليصبح امتدادا طبيعيا لشبكة السكك الحديدية في مصر. وتم ذلك المشروع عام 1926 حيث امتد الخط إلى وادي حلفا داخل الحدود السودانية.
قطارات الضواحي بمصر :
دخلت مصر عصر قطارات الضواحي عندما تم مد خط قطارات حلوان الذي يربط بين قلب القاهرة بضاحية حلوان خلال الفترة من 1870 حتى 1872. وسرعان ما انتشرت في القاهرة خطوط قطارات المدن (الترام) وتولت إدارته شركة بلجيكية وشركة فرنسية وأصبحت هذه القطارات وسيلة المواصلات العامة الأولى في عاصمة مصر خلال الربع الاول من القرن العشرين . وأثناء الحرب العالمية الأولى بدأ الإنجليز يفكرون في إقامة خط للسكك الحديدية يربط بين مصر وفلسطين لخدمة المجهود الحربي . وبالفعل بدأ العمل في بناء الخط من القنطرة شرق على الضفة الشرقية لقناة السويس ، وحتى غزة. واكتمل البناء عام 1918.
وأدي اندلاع الحرب العالمية الأولى 1914 – 1919 ، وبعدها اندلاع الحرب العالمية الثانية 1940 – 1945 إلى ازدياد أهمية السكك الحديدية لدى البريطانيين لاستخدام تلك الخطوط في نقل العتاد و الذخائر والجنود و اعتمادها الرئيسي على تلك الخطوط في النقل . وفى عام 1946 كان القطار الملكي المصري للملك فاروق .
بعد ثورة 23 يوليو 1952 اهتمت حكومة الثورة بتطوير تلك الخطوط وإمدادها بالعربات لنقل المواطنين وأدى الاهتمام ببناء السد العالي إلى الاهتمام بخطوط السكك الحديدية في نقل أدوات البناء اللازمة و المهمات للعاملين في هذا المشروع الضخم .
الهيئة القومية لسكك حديد مصر
تعتبر الهيئة القومية لسكك حديد مصر من اكبر المؤسسات الاقتصادية في مصر ، والعالم العربي، و هي الأكبر في مجال خدمات النقل (الركاب و البضائع) ، وتعتبر العمود الفقري لنقل الركاب في مصر، حيث يبلغ حجم نقل الركاب بالسكك الحديدية نحو 1,4 مليون راكب يوميا، و يبلغ نصيبها من نقل الركاب أكثر من 30% من إجمالي حجم النقل علي المستوى القومي..
وهيئة السكك الحديدية عضو عامل في الاتحاد العربي للسكك الحديدية وفي لجنته الدائمة، وكذا في اتحاد سكك حديد آسيا والشرقيين الأوسط والأدنى ، كما أنها عضو عامل في الاتحاد الغربي للسكك الحديدية ، وتتابع المؤتمرات الدولية الدورية لهذه الاتحادات ، وتشارك بأبحاثها واقتراحاتها بصفة مستمرة فيها وفي التجمعات الدولية المشابهة ، سعيا إلى الاحتكاكات المفيدة مع غيرها من القطاعات المماثلة.
توفر الهيئة لجمهورها خدمة النقل بشقيه : نقل الأشخاص ، ونقل البضائع ، وفيما يختص بنقل الركاب توفر الهيئة قطارات سريعة فاخرة بالدرجتين الأولى و الثانية مكيفة الهواء (جميع الخطوط) ، وقطارات توربينية فاخرة ( خط القاهرة – الإسكندرية) ، و قطارات نوم فاخرة ( طوال العام للوجه القبلي ، وصيفا من القاهرة إلى مرسى مطروح) .كما تيسر الهيئة قطارات الاكسبريس السريعة بالدرجات العادية و المختلطة ، هذا إلى جانب قطارات خطوط ، ومناطق الضواحي بالدرجة الموحدة .
فيما يختص بنقل البضائع : توفر الهيئة نوعين من الخدمة هما :

وتشمل خطة وزارة النقل لتطوير شبكة السكة الحديد القائمة، إجمالي أطوال 9570 كم، وتطوير البنية التحتية من نظم الإشارات بجميع الخطوط الرئيسية بإجمالى أطوال 1800 كم، جار تنفيذ 971 كم بتكلفة 9.8 مليار جنيه، وإزدواج الخطوط المفردة عالية الكثافة وكهربة إشاراتها بتكلفة 37 مليار جنيه لتصل التكلفة الإجمالية إلى 46.8 مليار جنيه، وكذلك إنشاء خطوط جديدة لخدمة الركاب والبضائع والربط مع دول الجوار بتكلفة 67.1 مليار جنيه لتصل التكلفة الإجمالية لمشروعات الإشارات والازدواج والخطوط الجديدة إلى 114 مليار جنيه.

ووفقا لخطة النقل، فإنه جار تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع القطار الكهربائي السريع وتتتضمن خطوط (العين السخنة/ العلمين)، ومشروع (السادس من أكتوبر/ الأقصر)، ومشروع (الغردقة / الأقصر)، ومشروع (الأقصر/ أسوان)، ومشروع (العلمين الجديدة / مرسي مطروح)، بإجمالى أطوال 1975 كم، إلى جانب وورش للعمرات الجسيمة والمتوسطة للقطارات الكهربائية السريعة، ومحطات تبادلية يتم بحث اقتراحها، ومحطات شحن لربط منظومة القطارات الكهربائية السريعة بشبكة خطوط السكك الحديدية القائمة، ومراحل أخرى جديدة للشبكة مستقبلية.

وقد تم خلال خلال العام الماضي فقط الانتهاء من عدد هائل من المشروعات في مجال السكك الحديدية ياتي أبرزها:

ـ استلام 277 عربة سكك حديد جديدة، ضمن صفقة تصنيع وتوريد 1300عربة، والتي تعد الصفقة الأكبر والأضخم في تاريخ سكك حديد مصر، والتي وقعتها هيئة السكك الحديدية المصرية، وشركة ترانسماش الروسية الممثل للتحالف الروسي المجري بقيمة مليار و16 مليونا و50 ألف يورو.

ـ الانتهاء من التطوير الشامل لـ 80 مزلقانا ليصبح إجمالي ما تم تطويره 497 مزلقانا، وكذلك تم تطوير وصيانة 15 محطة ليصبح إجمالي المحطات التي تم تطويرها 176 محطة.

ـ الانتهاء من إعادة تأهيل وتطوير 90 عربة إسبانية و97 عربة درجة ثالثة عادية، فضلا عن تنفيذ 11 برجًا ضمن مشروعات تطوير نظم الإشارات على خطوط شبكة السكة الحديد ليصبح إجمالي عدد الأبراج التي تم الانتهاء منها 34 برجا.

ـ دخول برج أبو حماد في الخدمة ضمن مشروع تطوير نظم الإشارات على خط سكة حديد بنها بورسعيد بطول ٢١٤ كم والجاري تنفيذه حاليًا بمعرفة شركة سيمنز العالمية بنظام إلكتروني حديث (EIS) والذي يحقق أعلى معدلات الأمان والحاصل على شهادة SIL4، وكذلك تم دخول برج طهطا والمنطقة الأتوماتيكية ما بين برج إشارات طهطا وبرج إشارات المراغة في الخدمة، بإجمالي 12 كم ضمن مشروع تطوير نظم الإشارات على خط سكة حديد (أسيوط / نجع حمادي) بطول ١٨٠ كم، بالتعاون مع شركة تاليس الإسبانية العالمية بنظام إلكتروني حديث (EIS).

ـ دخول برج قليوب والمنطقة الأوتوماتيكية بين قليوب وقها في الخدمة، بإجمالي 12 كم، وذلك ضمن مشروع تطوير نظم الإشارات على خط سكة حديد (القاهرة / الإسكندرية) بطول 208 كم، إضافة إلى دخول برج مطاي بمحافظة المنيا فى الخدمة، بعد انتهاء أعمال التحديث والتطوير به، وذلك ضمن مشروع تطوير نظم الإشارات على خط سكة حديد (بنى سويف / أسيوط) بطول 250 كم، والجاري تنفيذه حاليًا بمعرفة شركة الستوم الإيطالية العالمية بنظام إلكتروني حديث (EIS).

ـ دخول برج إشارات المراغة والمنطقة الأتوماتيكية بين برجي المراغة وجزيرة شندويل بطول ١٢ كم بمحافظة سوهاج فى الخدمة بعد انتهاء أعمال التحديث والتطوير به، وذلك ضمن مشروع تطوير نظم الإشارات على خط سكة حديد أسيوط /نجع حمادي بطول ١٨٠ كم، ودخول برج ملوى بمحافظة المنيا فى الخدمة بعد انتهاء أعمال التحديث والتطوير به وذلك ضمن مشروع تطوير نظم الإشارات على خط سكة حديد بنى سويف أسيوط بطول 250 كم والجاري تنفيذه حاليًا بمعرفة شركة الستوم الإيطالية العالمية.

ـ تطوير خط أبوقير وتحويله إلى مترو وإعادة تأهيل ترام الرمل، من خلال التعاقد مع “سيسترا” الفرنسي لإعداد مستندات الطرح الخاصة بالمشروعين.

ـ تدشين محطة بشتيل، والتي بلغت تكلفتها الإجمالية نحو 4.7 مليار جنيه، وتتراوح قدرتها الاستيعابية ما بين 120 ألفا إلى 165 ألف راكب يوميا، بينما تبلغ مساحة الأرض المقام عليها مبنى المحطة 30 ألف م2، علما بأن مدة تنفيذ المحطة تبلغ 3 سنوات.

ـ الانتهاء من تنفيذ أعمال خوازيق وأعمدة المسار والمحطات والورشة الخاصة بقطاع مونوريل 6 أكتوبر، مع تنفيذ كل مراحل المشروع بالتوازي مع الأعمال المدنية الجاري تنفيذها على أرض الواقع، من حيث تنفيذ تصميمات أعمال الأنظمة والوحدات المتحركة، والتي تقوم بها شركة بومباردييه الكورية الجنوبية.

وقد سعت مصر خلال السنوات الماضية إلى توفير الدعم المالي اللازم لكل تلك المشروعات، والتي تمثل نقلة كبيرة في مجال السكك الحديدية، ورغم الظروف الاقتصادية التي مرت بها الدولة المصرية خلال العقد الماضي، فقد استطاعت الحكومة جذب العديد من المؤسسات الدولية وكبريات الشركات العالمية في قطاع النقل السككي، لتمويل وتوريد ما تحتاجة البنية التحتية والأساسية لهذا القطاع، وجاءت أهم تلك الاتفاقيات والمشروعات على النحو التالي:

ـ توقيع “إتفاقية إطارعمل لإنشاء مركز تدريب مهني مصري صيني مشترك لتكنولوجيا السكك الحديدية” بين الهيئة القومية لسكك حديد مصر ( المعهد الفني لتكنولوجيا السكك الحديدية)، ومعهد ناجينغ لتكنولوجيا السكك الحديدية ( NIRT) وشركة أفيك الصينية، إضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون بين الهيئة القومية لسكك حديد مصر، والشركة القابضة للنقل البحرى والبري التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام بشأن إنشاء شركة مشتركة للنقل متعدد الوسائط للبضائع، كما تم توقيع بروتوكول تعاون لإنشاء محاكي متطور مماثل لأحدث أنظمة الإشارات المستخدمة عالميا داخل مركز تدريب وردان.

ـ قرض بقيمة 270 مليون دولار، من البنك الدولي لتجديد نظام الإشارات على خط (القاهرة-الإسكندرية)، وتجديد 275 كم سكة من قضبان خط (القاهرة – أسـوان)، وقرض أخر بقيمة 330 مليون دولار لتحديث نظام الإشارات على خط (بني سويف – أسيوط)، وكذلك تحديث نظم إشارات خط (أسيوط – سوهاج – نجع حمادي).

ـ توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السكك الحديدية بين كل من هيئة سكك حديد مصر وشركة Transmashholding الروسية لتصنيع وتوريد 700 عربة ركاب مكيفة لهيئة سكك حديد مصر، وتقوم الشركة الروسية بتدبير التمويل اللازم لهذا المشروع، مع تعظيم دور التصنيع المحلي واستخدام المنتجات المصرية المطابقة لمواصفات المشروع.

ـ الاتفاق مع الحكومة الأسبانية على تمويل مشروع تطوير كهرباء خط السكة الحديد الممتد من (القاهرة / إمبابة/ الجيزة / برطس)، وكذلك خط (قليوب / شبين القناطر/ الزقازيق) بمبلغ يقارب 50 مليون يورو.

ـ الاتفاق مع المجر لتمويل وتوريد 700 عربة قطار، من خلال قرض بقيمة مليار يورو، تنقسم إلى 900 مليون يورو، لتمويل شراء عربات القطار، بالإضافة إلى منحة تقدر بـ100 مليون يورو، يتم من خلالها توفير 80 عربة قطار”هدية”، و300 فرصة تدريب، بالإضافة إلى برامج دعم فني، بسعر فائدة 1.26 % ويتم سداد التمويل على 12 سنة، وفترة سماح 5 سنوات، مع تعظيم دور التصنيع المحلى واستخدام المنتجات المصرية المطابقة لمواصفات المشروع.

اما عن اسعار تذاكر القطارات بعربات محسنة فهي كالاتي:
أولًا: خط القاهرة / الإسكندرية

Exit mobile version