انتشرت في الفترة الأخيرة أكاذيب وادعاءات جديدة لجماعة الاخوان الإرهابية، وهي سعى السيد الرئيس السيسي لفصل 6 ملايين موظف حكومي، وبدأت الصفحات والمواقع الاخوانية في تبادل الاشاعة مع إضافة بعض العبارات المثيرة مثل: الفصل التعسفي وقتل الأمان الوظيفي والتنكيل بالموظفين، الى آخره من الأكاذيب التي ليس لها أي أساس من الصحة، إذا فما هي حقيقة تلك الادعاءات؟
الحقيقة هي اصدار الرئيس السيسي لقانون رقم ٧٣ لسنة ٢٠٢١ بشأن بعض شروط شغل الوظائف أو الاستمرار فيها، والذي يشمل بمقتضاه عقوبة العزل من الوظيفة لمن يثبت تعاطيه للمخدرات من الموظفين العموميين، أي أن مسألة الفصل من الوظيفة تقتصر على الموظفين متعاطي المخدرات فقط، وذلك بهدف وضع حد لاستمرار بعض العاملين في شغل وظائفهم على الرغم من ثبوت تعاطيهم المواد المخدرة، وتوفير النصوص القانونية الصريحة التي يمكن بموجبها إيقاف من ثبت تعاطيهم المواد المخدرة عن العمل.
أي أن الأمر بعيد كل البعد عن الفصل التعسفي أو فصل الموظفين في المطلق، كما تزعم الجماعة الإرهابية، وانما يهدف القانون إلى حماية المرافق العامة وحياة المواطنين من الخطر الداهم الذي يمكن أن يسببه بقاء متعاطي المخدرات في وظيفته، والتوسع في نطاق سريان القانون بما يوفر له من الشمول ليتسع لجميع جهات العمل والعاملين بالدولة.
ومن ناحية أخرى نرى انحياز الدولة دائما لصف الموظف بصفة عامة ومحدودي الدخل بصفة خاصة، حيث قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا زيادة رواتب العاملين بالدولة بقيمة 37 مليار جنيه خلال العام المالي المقبل 2021/2022، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 2400 جنيه، وإقرار علاوتين بتكلفة نحو 7,5 مليار جنيه، وزيادة الحافز الإضافي بتكلفة إجمالية حوالي 17 مليار جنيه، وترقية الموظفين المستوفين اشتراطات الترقية، وكشف وزير المالية المصري الدكتور محمد معيط، عن استفادة نحو 5 ملايين موظف بالحكومة من هذا القرار.
جدير بالذكر أن زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 2400 جنيه هو مفاجأة مشروع موازنة العام المالي المقبل 2021/2022، خاصة أن هذه الزيادة جاءت في ظل تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، وفي ظل استهداف الحكومة استمرار خطتها لخفض عجز الموازنة من خلال ترشيد النفقات، وتعد هذه الزيادة هي الثانية في الحد الأدنى للأجور خلال آخر 6 سنوات بداية من تحديدها بقيمة 1200 جنيه ثم زيادتها إلى 2000 جنيه، وبعد توجيه الرئيس ستصبح 2400 جنيه في موازنة العام المالي المقبل.
