حياة كريمة كلمة بألف معني،، تحتوي علي العديد من الأمور منها المرافق منها اللحساس بالطمأنينة و منها الشعور بالامن الأمان و من ثم الإنتاج ، ظل صعيد مصر علي مدار سنوات يعاني من عديدة فيما يخص عدم الشعور بالأمان كان من بين ابرز أسبابها الثأر و غيرها من الموروثات الاجتماعية التي لا يتوافر معها العيش الكريم أمور يعاني منها الكثير من سكان الصعيد الداعين إلي الثأر ناكرين قول الله عزوجل: ” ۞وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ ١٣٣ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ
فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ١٣٤ ” (سورة آل عمران)
لا تزال مصر تعاني منذ سنوات طويلة من حوادث راح ضحيتها المئات بل و ربما الآلآف نتيجة لموروثات مجتمعية سيئة و عادات بعيدة كل البعد عن التعاليم و الشرائع التي فرضتها و انزلتها الديانات السماوية الداعية إلي نبذ العنف و التعصب و احترام النفس البشرية و أن الدم حرمة لا يجوز اسباحتها أو سفكها.
مع مطلع يونيو الجاري استيقظت مصر علي فاجعة جديدة لتفضح قضية ثأر متجددة،مكان حادثة الثأر الجديدة كان بمحافظة قنا و تحديدًا في قرية أبو حزام التابع لمركز نجع حمادي،أبطال حادثة الثأر هم عائلتي “السعدية و العوامر” ، ترجع أسباب الحادثة إلي مشاجرة نشبت بين شخصين من العائلتين: الأول يُدعي ” سامي ” من عائلة السعدية و الآخر من عائلة العوامر بسبب ماكينة ري زراعية و هو الأمر الذي تطور و أسفر عنه مصرع شخص من عائلة السعدية فما كان من العائلة الثانية العوامر إلا أن حملت أسلحتها النارية وصوبته علي ميكروباص كان يستقله أحد أفراد العائلة الآخري.
الحادث أسفر عن وفاة عشرة أشخاص و اصابه سبعة أفراد معظمهم يعاني باصابات بالغة،تعصب أعمي و جهل مجتمعي راح ضحيته قرابة العشرين من المواطنين الأبرياء الذين اختلفت و تنوعت أعمارهم بين الخامسة عشرة عامًا و السبعين عامًا، لم تفرق بين طفل و شاب و فتاة و امرأه و شيخ أو عجوز،أخذ الثأر يزيل الغث بالسمين و البريء بالمذنب.
و منذ وصول الأنباء بتلك المذبحة إلي مديرية أمن قنا و تحديدًا الي السيد اللواء محمد أبو المجد مدير أمن قنا شهد محيط قرية أبو حزام تواجدًا أمنيًا كثيفًا و ذلك لمنع تجدد الاشتباكات بين العائلتين و ذلك من خلال الدفع بتشكيلات الأمن المركزي المتعددة و قيادات الأمن العام و قامت أجهزة البحث الجنائي بدورها و في محاولة لحصر المتهمين قامت الداخلية بالتحفظ علي قرابة العشرين مشتبهًا بهم في تلك الحادثة لضبط المتهمينكما انتقلت علي الفور النيابة العامة لتقوم بدورها لبدأ التحقيقات في الواقعة و الاستماع الي شهود العيان علي الواقعة.
و في اطار جهود وزارة الداخلية في ضبط المتهمين قامت بتمشيط الجبال و الزراعات لضبط الجناة الذين راح ضحيتهم بجريمتهم أحد عشر مواطنًا بريئًا و ستة أشخاص ليسوا طرفًا في تلك الخصومة بين العائلتين،و تأهب الأهالي بعد ذلك الحادث بيوم واحد لدفن ذويهم.
و يري الأستاذ الدكتور أحمد حمدي عبد المنعم أن جميع الديانات السماوية و الوضعية تبغض سفك الدماء و تمقت من يقوم به و ذلك منذ نشأة الخليقة حتي أن المصري القديم جد هؤلاء القتلة كان يقوم بالاعتراف بأنه لم يقتل نفسًا قط و ذلك في سبيل الدخول إلي حقول “الايارو” أو الجنة ( طبقًا للفكر المصري القديم الداعي للخلود)، كما جاءت المسيحية ليكون شعارها “الله محبة” أي الحث علي الحب و نبذ الكراهية ثم أخيرًا جاء الاسلام ليكمل تلك المفاهيم و ذلك بقوله تعالي: ” وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا ٥( سورة الأحزاب) ، و مما جاء أيضًا علي لسان الرحمة المهداه سيد الخلق أجمعين: ” أبغض الناس إلي الله ثلاثة: مُلحد في الحرم، و مبتغ في الاسلام سنة الجاهلية، و مطلب دم امرىء بغير حق؛ليهريق دمه” (صحيح البخاري)
الامن قضية تشغل الجميع و الشعور بالأمان إحساس يولد كل الطاقات الإنتاجية لدي البشر و لذا لا تعكف الدولة و الحكومة بمؤسساتها عن ترفير الامن و من ثم تأتي المرافق و الحياة الكريمة.
