العلاقات المصرية الليبية تاريخ قديم من التعاون يدل على مدى الترابط بين الدولتين حكومةً وشعباً، فقد بدأت العلاقة منذ ألاف السنين بداية من الأسرة الثالثة والعشرين المصرية والتي حكمت ليبيا منذ قبل الميلاد ومن بعدها المستعمرات اليونانية في كلتا البلدتين مروراً بالبطالمة، ومن بعدهما بسنين طويلة جاء الفتح الإسلامي لمصر والذي كانت إنطلاقة لفتح دول الشمال الإفريقي وخلال تلك السنوات كانتا في أوقات كثيرة يبتعون حكماً واحداً خاصة في عهد الفاطميين حتى جاءت الخلافة العثمانية، وتمر الأيام طويلاً وتدخل مصر حرباً مع الكيان الصهيوني في عام 1973 وتساعد ليبيا مصر في تلك الحرب ومن بعدها حدث تجميد للعلاقة ثم شهدت انفراجة كبيرة في العلاقات الثنائية وتم فتح مجال التعاون المشترك بين الدولتين.
هذه العلاقة التي نشبت منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا جعلت الشعبين نسيجاً واحداً فترى الترابط الإجتماعى بين الشعبين فلا أحد يستطيع أن ينكر هذا، امتد التعاون ليشمل الإتفاقيات الاقتصادية التي تخدم مصالح الدولتين مثل اتفاقية التجارة المشتركة، وهناك اللجنة العليا المصرية الليبية المشتركة المعنية بتيسير التعاون التجاري بين البلدين، فضلا عن ان البلدين اعضاء في اتفاقيات، الكوميسا، والنظام المعمم للمزايا.
هذه الإتفاقيات نتج عنها حجم تبادل تجاري إلى ما يقرب من من المليون دولار خلال 2019-2020، حيث ارتفعت الصادرات المصرية إلي ليبيا بنحو 825.3 مليون دولار وسجلت الواردات نحو 152.3 مليون دولار، هذا التعاون التجاري دفعت الحكومة المصرية إلى التفكير في إنشاء خط سكة حديد بداية من سيوة مروا بمطروح وحتى بني غازي.
التعاون المشترك لا يقتصر على النواحي الإقتصادية فقط ولكن يشمل أيضاً الإهتمام السياسي منذ البداية وحتي الأن حيث شهدت الفترة الأخيرا تقارباً واضحاً بين الحكومتين نتج عنه عدد من الزيارات والإتصالات لبحث سبل التعاون المشترك فقد استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عدد من القيادات الليبية من بينهم أعضاء الحكومة الموحدة الليبية والتي نالت ثقة مجلس النواب حيث وضحت مصر مدى تطلعها للعمل مع حكومة الوحدة الوطنية خلال المرحلة الانتقالية ودعم جهودها للوفاء بالتزاماتها المقررة وفقاً لخارطة الطريق للحل السياسي بهدف عقد الانتخابات فى موعدها المحدد نهاية العام الجارى، وتطبيق المخرجات الصادرة عن اللجنة العسكرية المشتركة واجتماعات المسار الاقتصادي بما يصون مقدرات الشعب الليبي الشقيق ويخرج ليبيا من أزمتها ويحقق أمن واستقرار المنطقة.
هذا هو دائماً دور مصر في المنطقة فهي الشقيقة الكبرى لكل الدول نتمني الخير للجميع ونتعاون من أجل تحقيق الإستقرار الكامل في المنطقة مما يضمن الرخا لكل الشعوب العربية.
