جماعة الإخوان المسلمين.. ولمحة تاريخية عن إرهابهم

في تقارير وتحقيقات, عاجل, عرب, عرب وعالم, لحظة بلحظة, محليات, مصر, مقالات


بدأت بذور الإرهاب منذ تأسيس “جماعة الإخوان المسلمين” عام 1928، على يد حسن البنا، إلى أن أزهرت سموم هذه البذور عام 1940 عندما أسس الإخوان التنظيم السري أو التنظيم الخاص، وفاح شوكها الإرهابي عام 1945 عندما قام التنظيم السري المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابي بقتل أحمد ماهر رئيس وزراء مصر، وفي عام 1948 قامت جماعة الإخوان الإرهابية بقتل قاضي الاستئناف “الخازندار”، وبعدها تم اغتيال رئيس وزراء مصر آنذاك محمود فهمي النقراشي واستمر ارتكابها للعديد من الجرائم الإرهابية.


واذا انتقلنا إلى موجات ارهاب جماعة الإخوان المسلمين الحديث والذي بدأ في الثمانينيات وكان يركز على “العدو القريب”، وهي أهداف مقيمة بشكل كبير في مصر والشرق الأوسط. فلابد أن يُذكر أيمن الظواهري أحد أعضاء الجماعة الإرهابية والذي شَكّل “جماعة الجهاد الإسلامي المصرية” من أتباع سيد قطب، الذي كان يُعتبر مبتكر الجهاد الحديث.

حيث كان أول هجوم إرهابي كبير هو من محاولة قتل الرئيس جمال عبد الناصر في حادث المنشية الذى وقع في 26 أكتوبر 1954، ثم اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات في عام 1981 بسبب خيانته “المتصورة من وجهة نظرهم” لمعتقداتهم المتطرفة، تلاها مهاجمة مديرية أمن أسيوط، ومذبحة الأقصر أو الدير البحري، ومحاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا؛ وبهذا يتضح تركيزهم إلى حد كبير على الإطاحة بالحكومة المصرية لترسيخ دولة إسلامية.


واستمر تاريخ جماعة الإخوان المسلمين الملطخ بالدماء إلى إن سمحت لهم الفرصة بالخروج من الجحور وممارسة إرهابهم بشكل علني في محاولة منهم لإسقاط الدولة المصرية خلال أحداث يناير 2011 من خلال التعاون والتخابر مع أجهزة الدول المعادية لمصر والمساعدة ليس فقط في خروج القتلة والارهابيين من تنظيم حسن البنا وأعضاء الجماعات الاسلامية من السجون، وحرق وهدم مؤسسات الدولة بل أيضًا بتمكينهم وإشراكهم في حكم البلاد.

فقد مارست قيادات وعناصر الإخوان جرائم القتل والتحريض على القتل، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة حية، وترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف في السنة الكبيسة التي تولوا فيها حكم البلاد والتي أرادوا فيها تكوين ميلشياتهم الخاصة المسلحة واسقاط مؤسسات الدولة والعمل على شق الصف وتفتيت البلاد.


علمًا بأن كل هذه الأعمال الإرهابية لم تكن غائبة عن النسور المصرية وأجهزة الدولة السيادية التي أبت أن تترك الدولة المصرية فريسة لهؤلاء الارهابيين، وفي 30 يونيو 2013 عندما كان القرار الحسم بإنقاذ مصر من الرئيس الإخواني وتنظيمه الإرهابي.

ومن هنا بدأت تنتشر الأعمال الإرهابية والتخريبية بسرعة البرق والاستقواء بالخارج، وأيضًا بالتنظيمات الارهابية في ربوع العالم، وبدأ التهديد العلني من قيادات جماعة الاخوان أمثال صفوت حجازي بأن “اللي هيرش مرسي بالمية هنرشه بالدم”.

كما صرح القيادي الإخواني محمد البلتاجي صراحة بمسؤوليتهم عن أحداث العنف التي تحدث في سيناء حيث قال “بأن الأعمال الارهابية التي تحدث في سيناء ستتوقف في اللحظة الذي يرجع فيها محمد مرسي لحكم البلاد”.


وظلت جرائم الجماعة الإرهابية في المحافظات وفي كل ربوع مصر لم تتوقف، وبشكل أكبر في الفترة ما بعد 30 يونيو 2013 وإزاحة محمد مرسي عن الحكم بعد ثورة خرج فيها ملايين المصريين المطالبين برحيله، وما تلاها من أحداث، أبرزها فض اعتصام جماعة الإخوان وأنصارها في ميداني رابعة العدوية بمدينة نصر، وميدان النهضة أمام جامعة القاهرة.


ومن أبرز هذه العمليات الإرهابية، عملية اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات، وحادث اغتيال العميد أركان حرب عادل رجائي، وقتل المقدم محمد مبروك الشاهد الرئيسي على قضية التخابر التي أدين فيها قيادات جماعة الإخوان ومن ضمنهم رئيسهم محمد مرسي، وتفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام في أغسطس 2019، والذي أسفر عن مقتل 20 مواطنا وإصابة 47 آخرين.


إلى جانب هدم مؤسسات الدولة، وامتد أيضًا إرهابهم إلى تفجير مركز تدريب الشرطة في مدينة طنطا باستخدام دراجة نارية مفخخة. كما استهدفت الجماعة الإرهابية كنيسة مارجرجس في طنطا، بأن فجر انتحاريّ نفسه داخلها في “أحد الشعانين” يوم 9 أبريل 2017، وأحدث التفجير تلفيات بالغة وأسفر استشهاد 30 من أبناء الكنيسة في أثناء أداء القداس، وإصابة العشرات.

كما شهدت كنيسة القدسين في الإسكندرية، عملا إرهابيا، عقب تفجير كنيسة مارجرجس، وكان الغرض من ذلك إحداث فتنة طائفية في البلاد للنيل من أمن واستقرار الوطن.

كما شملت العمليات الإجرامية للجماعة الارهابية حرق القطارات وذلك بوضع المتفجرات على القضبان، وتثبيت العبوات الناسفة بقواعد أعمدة الضغط العالي… الخ.

هذا بالإضافة إلى اعتداء الإخوان على العديد من مجمعات المحاكم والمقار القضائية، وإحراق وإتلاف ما به من ملفات، بالإضافة لاستهداف وحرق العديد من أقسام الشرطة والكنائس والمؤسسات الحيوية فقد كان مخطط انهاك قوات الأمن حتى تعجز عن التصدي لهم. كما ارتكب جماعة الإخوان العديد من جرائم القتل وقطع الطرق وحرق سيارات المدنيين والشرطة.

كما استغلوا الأطفال الأيتام ودفعوا بهم في مقدمة المسيرات، وتنظيم مظاهرة بالأكفان لهم، وكتابة كلمة “مشروع شهيد” على ملابسهم. كل هذا بالإضافة إلى مسئوليتهم عن الأعمال الإرهابية في سيناء.


وقد استغلت جماعة الإخوان عدد من الاستراتيجيات التي يتبعها عتاة الإرهابيين لتجنيد الأفراد وجذبهم للإرهاب خلال فترة حكمهم وما تلاها، ومنها:

  • وضع أساس تحفيزي عام للمشاركة في الإرهاب حيث أن المشاركة في الإرهاب تتطلب عملية بناء واقع مشترك، كما تتطلب النفوذ الاجتماعي الذي ينطوي عليه توظيف أعضاء جدد في منظمة إرهابية، وتلقينهم أيديولوجيين إرهابيين، واستخدام اللغة في خلق قواعد تبرر الإرهاب، وعلى المستوى التنظيمي يتم النظر في قضايا التدريب واللوجستيات والفعالية من حيث التكلفة لأنها تنطبق على قرارات إطلاق الأنشطة الإرهابية.
  • كما استخدمت الجماعة الإرهابية لتجنيد الإرهابيين دمج القيم الإيديولوجية والوطنية والدينية مع الأحداث التاريخية والمظالم الملموسة لجعل العنف الإرهابي جذابًا لأولئك الذين يواجهون معاناة فردية أو جماعية وتجنيدهم كإرهابيين.
  • إلى جانب تعزيز المتطرفين والإرهابيين من صورتهم الذاتية الجماعية بأنها نقية وصالحة وموحدة وأنهم يجنون المجد من خلال الشهادة حيث أن جماعة الإخوان وقادتهم الإرهابيين لديهم أهدافهم الشخصية النرجسية (القوة والهيبة).
  • وبالنسبة للإسلاميين المتطرفين كان الهدف الأساسي هو الإطاحة بالحكومات الإسلامية المعتدلة، وزعزعة استقرار الحكومة الوطنية وإعادة القيم التقليدية.

  • ولأننا نتكلم عن فصيل خائن وإرهابي فيجدر بنا التفرقة بين الإرهاب الديني والإرهاب السياسي؛ فـ”الإرهابيين الإسلاميين” لديهم ثلاثة معتقدات أساسية: أولهم أن الإسلام يتعرض للهجوم من الغرب والقوى المتأثرة بالغرب، وثانيهم أن العالم مقسم إلى مسلمين حقيقيين “نحن” ومسلمين غير حقيقيين أو مرتدين “هم”، وثالثهم أن الجهاد هو العنف الضروري ضد مضطهدي الإسلام للدفاع عن المسلمين.
  • أما “الإرهاب السياسي” فهو الجرائم التـي تشـمل الأفعال الخطيرة التي يتعدى ضررها الأفراد فتصيب المجتمع بأسره، مثل التآمر مع أعداء الوطن وجـرائم المساس بأمن الدولة، واثارة الفتن والقلاقل والتمرد. وجماعة الإخوان هنا تمثل الإرهاب السياسي.

  • مجمل القول فإنه إذا تحدثنا عن تاريخ مليء بالدماء والإرهاب فلابد وأن تُذكر جماعة الإخوان المسلمين الذين يربون أبنائهم وأتباعهم على الكراهية من جيل إلى جيل، وعلى أيديولوجيات معينة.

المواضيع المرتبطة

مجلس الوزراء يُوافق على مشروع موازنة العام المالى 2024/2025

وافق مجلس الوزراء، فى اجتماعه اليوم؛ برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، على مشروع موازنة العام المالى 2024/2025، وكذا موازنات الهيئات

أكمل القراءة …

منطفة الحوز بالمغرب تتعرض لهزة أرضية ارتدادية بقوة 4.3 ريختر

أعلن معهد المغرب للجيوفيزياء، أنه تم تسجيل هزة أرضية ارتدادية بلغت قوتها 4.3 درجة على مقياس ريختر في منطقة

أكمل القراءة …

قرار جمهوري بتشكيل المجلس الأعلى للضرائب برئاسة رئيس الوزراء

نشرت الجريدة الرسمية قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، رقم 87 لسنة 2024، بتشكيل المجلس الأعلى للضرائب. وجاء بقرار رئيس

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل