رغم مرور نحو 8 سنوات على سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية فإن عدداً من قياداتها لا يزالون هاربين في الخارج يمارسون نشاطهم الإجرامي في التحريض ضد الدولة من خلال المنابر الإعلامية في «تركيا وقطر»، أو من خلال المؤتمرات والندوات التي ينظمها قادة التنظيم الدولي في عدد من الدول الأوروبية.
هؤلاء الخائنين الفاشلين من أفراد الجماعة الإرهابية كانت حسبتهم مادية باحتة ولم يفكروا سوى في الربح الوفير والسريع حتى ولو كان الثمن الخيانة الوطنية والعمل لدى دول معادية لمصر، ونرصد في هذا المقال أسماء بعض قيادات الإخوان وعملائهم الهاربين من العدالة خارج البلاد على سبيل المثال، وعلى رأسهم: أسامة رشدي، ناديا أبو المجد، حسن نافعة، مها عزام، هشام عبد الله، غادة نجيب، سليم عزوز، وليد شرابي، خالد السرتى، صلاح بديوي، عمرو عبد الهادي، وهيثم أبو خليل، وغيرهم الكثير والكثير.
فنجد أسامة رشدي، القيادي الإخواني البارز والقيادي السابق في الجماعة الإسلامية، والمستشار السياسي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، ومؤسس ما تُعرف بجبهة إنقاذ مصر في أوروبا، ومهمتها الرئيسية هو تشويه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة المصرية بأكملها.
وعلى الرغم من التاريخ الإرهابي لرشدي، إلا أنه تم تعيينه كعضو في المجلس القومي لحقوق الإنسان بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى سُدة الحكم، وفي الوقت الذي انضم فيه للمجلس القومي لحقوق الإنسان، كان يشغل منصب عضو “الاتحاد البريطاني والدولي للصحفيين”، وكان مدير لمؤسسة ” نجدة لحقوق الإنسان” التي أسسها مع بعض الشخصيات اثناء تواجده في بريطانيا.
واستمر في نشاطه السياسي هذا حتى سقط الإخوان وهرب مرة آخري إلى بريطانيا ليستقر فيها، وانضم حينها لما يُسمي بـ “المجلس الثوري المصري” الذي أسسته جماعة الإخوان الإرهابية تحت قيادة عمرو دراج ومها عزام.
ورشدي هو من أبرز قيادات الجماعة الإرهابية الذين يتواصلون مع المسؤولين البريطانيين لدعم الإخوان ” الإرهابية”، وكذلك يشارك “رشدي” في الشركات الاقتصادية التي تمتلكها جماعة الإخوان في لندن، وليس هذا فقط، فهو أيضا المسئول عن تجميع الجاليات العربية المتواجدة في لندن للقيام بتظاهرات مناهضة للحكومة المصرية، واخيرًا هو ضمن المطلوبين على قوائم البوليس الدولي.
أما نادية احمد كمال ابو المجد، فهي عميلة لا تخطئها عين، فهي صحفية تزوجت من اسرائيلي الجنسية، وعاشت لمدة عامين في إسرائيل تحديدا في كيبوتس (مستوطنة تعاونية تضم جماعة من المستوطنين الصهاينة وتعد مؤسسة “عسكرية” بالدرجة الأولى)، وعملت في قناة الجزيرة الارهابية، ثم بقناه العربية الاخبارية ووكالة الأنباء الأمريكية اسوشيتدبرس.
ثم عادت لمصر مرة اخري أثناء ثورة يناير بعدما انفصلت عن زوجها وتزوجت من ابراهيم المعلم – عضو مجلس ادارة النادي الاهلي سابقا ومن تولى الصرف على مسيرات التراس الاهلي بأوامر من خيرت الشاطر، وكان رئيس مجلس إدارة جريدة الشروق للطبع والنشر، ونسيب د احمد كمال ابو المجد وهما من اعضاء جبهة الضمير (الاخوانية).
في حين نجد أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة، والذى باع ضميره وخان وطنه مقابل ألف دولار، حيث انتشرت له تسريبات وهو يتفاوض مع معد بشركة إنتاج تعمل مع قناة الجزيرة على فيلم تسجيلى عن ثورة 30 يونيو، و كان العرض الأول 5 آلاف جنيه مقابل الحلقة الواحدة، إلا أن حسن نافعة قال للمعد ” أنا ليا سعر معروف ومش بأخذ أقل من ألف دولار في الحلقة وهما في الجزيرة عارفين الكلام ده كويس”، فأخبره المعد أنه سيعود لجهة الإنتاج حتى يبلغهم بالأمر، ثم عاود الاتصال مرة أخرى بالدكتور حسن، ليخبره أن المبلغ الذى يمكن توفيره 10 آلاف جنيه، فما كان من أستاذ العلوم السياسية إلا أن قال لا يا مصطفى أنا قلت ألف دولار، وعندما أحس بالندم وشعر بأن “المقاولة” ممكن تطير ويطلع منها ” بلوشى” قال : “أنا ممكن أقبل لو خليتوا المبلغ 15 ألف جنيه”!
هذا هو حال النخبة العفنة التي تدعو البسطاء إلى الثورة والفوضى والتخريب، حتى تمتلئ الجيوب بالدولارات والجنيهات، وحتى يمارسوا الكذب والتضليل على الناس، فهم مجرد أدوات وعرائس متحركة، يمكن أن تميل يمينا ويسارا متى شئت، ولكن المبدأ ادفع أولا، إنما وطنية وبلد واستقرار، فلن تجد هذه الكلمات في قاموسهم، فلا يعرفون إلا المال وعلى أتم استعداد ليكذبوا ويتلونوا ويخونوا من أجله.
منذ متى كانت الثورة بالمال يا دكتور حسن نافعة، وهل النظريات السياسية التي درستها في جامعة السوربون بفرنسا علمتك أن الناس يثوروا ويخربوا ويصدروا الفوضى إذا وجدوا من يدفع لهم، أي نظرية تلك؟، هل يبيع الناس حاضرهم ومستقبلهم وبلدهم وأحلامهم مقابل حفنة دولارات، وهل أنت من الأساس في حالة فقر أو عوز حتى تلهث لجمع المال، ألا يخاطبك صوت ضميرك على ما فعلت ومن معك في مصر، لا أظن!
أما الإعلامي الإخواني هيثم أبو خليل الهارب خارج البلاد، فقد اعترف بنفسه بعملية تغييب العقل التي يقوم بها إعلام الجماعة لعناصره والمواليين للجماعة الإرهابية، مشيرا إلى أن هناك نماذج داخل منظومة إعلام الإخوان تقوم بعملية التغفيل الجمعي، ونشر المخدرات الفكرية التي تمت معنا من بوستات وتويتات وفيديوهات وتحليلات وبث مباشر.
ورصد “أبو خليل” عددا من الأكاذيب التي روجتها قيادات الجماعة الإرهابية، وإعلاميين مواليين للجماعة، منها هروب مسئولين من داخل الدولة المصرية، ووجود انقسامات داخل الحكومة المصرية، واصفا ما قام به منظومتهم الإعلامية عبارة عن “هبل وهتش وكذب”، مشيرا إلى أنه اعترف بمثل هذه الأمور لكي يتعلموا من أخطائهم”.
أبو خليل المذيع بقناة الشرق الإخوانية، والقيادي السابق بالمجلس الثوري الإخواني، سبق له أيضا أن هاجم جماعة الاخوان الإرهابية حيث كتب على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:” في لحظة صراحة أقول، المعضلة الأساسية عند بعض المنتسبين للحركات الإسلامية هي النظرة الفوقية والتعالي على باقي البشر، وللأسف خطأ فاضح وكارثي ويجرح في العقيدة أن تزدري الآخر كونه ليس على خطاك أو ضمن اتجاهك الفكري والأيديولوجي وتتحرك كونك الأخ الأكبر، وأنك الأكثر فهما، والمنزه عن كل خطأ وعيب وإنك لا تخطئ أبدا”!
وأشار “أبو خليل” إلى أنهم لا يقبلون النقد، مضيفًا هؤلاء يحتاجون لعلاج نفسي مكثف ثم دورات تعليمية في كافة مناحي الحياة لأنهم بالفعل لديهم مشكلة عويصة خلفتها الحاضنة المغلقة عليهم والتي شوهت بصورة غير طبيعية نفسية كثير منهم وجعلتهم في عالم أخر غير عالمنا”.
فضح هيثم أبو خليل للإخوان على الرغم من انتمائه لهم، وغيرها من المعارك الجانبية داخل الجماعة والفضائح التي تنشر يوما بعد يوم، ان دلت على شيء انما تدل على حجم الصراعات بين قياداتهم نحو السلطة والمال، وهو ما تأجج مؤخرا، في ظل تبادل أطراف الصراعات من القيادات الإخوانية الاتهامات حول اختلاسات مالية والاستيلاء على أموال التنظيم من أجل التمكن من السيطرة على الجماعة.
وأخيرا نجد رأس الأفعى مها عزام، الأستاذة بجامعة كامبريدج البريطانية، والعضو بجماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولي، وتعد من أكثر الوجوه الإخوانية الخطيرة والبارزة في بريطانيا، وأوروبا خاصة أنها تحمل الجنسية البريطانية، وتقدم محاضرات في جامعة كامبريدج، بالإضافة إلى أنها تعمل كمحلل سياسي وخبيرة في شئون الشرق الأوسط بالمعهد الملكي “تشاتام هاوس”.
وتمتلك عزام علاقات قوية داخل دوائر صناعة القرار في بريطانيا، وبسبب ذلك تم اختيارها كرئيس ما يُعرف بـ “المجلس الثوري المصري” الذي أنشأه عدد من القيادات الإخوانية الهاربة للخارج عام 2014 بعد سقوط الجماعة في 2013، والذي يهدف إلى التحريض ضد مؤسسات الدولة المصرية.
عملت “عزام” كذلك طوال الفترة التي لاحقت فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس 2013، على التحريض ضد مصر في المحافل الدولية والمؤتمرات، بل قادت وفود الجماعة بمساعدة محمد جمال حشمت والمحامي الهارب وليد شرابي، في الاتحادات الأوروبية والكونجرس للتحريض ضد مصر.
كما ساهمت مها عزام في تأسيس كيانات تبدو في ظاهرها منظمات تدافع عن حقوق الإنسان في بريطانيا وأمريكا وسويسرا، لكنها في حقيقة الأمر تدعم الإخوان الإرهابية في الغرب، ومنها على سبيل المثال منظمة “مصريين من أجل الديمقراطية”، و”التحالف المصري للحقوق والحريات”، و”الوفد المصري للدبلوماسية الشعبية”.
تورطت عزام كذلك في حادث مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجينى عام 2016، حيث أكدت وسائل اعلامية ايطالية أن أيدي جماعة الإخوان وراء مقتل الطالب ريجينى في مصر، وهناك عملاء سريون تابعون للجماعة، والآن تم الكشف عن هؤلاء العملاء ومن بينهم الدكتورة مها عزام التي كانت أستاذة ريجينى بجامعة كامبريدج والمشرفة على بحثه في مصر، مشيرة إلى أن صلة مها عزام بجماعة الإخوان الإرهابية يثير العديد من الشكوك، حول محاولاتها للانتقام من النظام المصري، وخلق توتر بين مصر وايطاليا.
هناك العديد من الدلائل الأخرى التي تخلق الشكوك حول مها عزام والإخوان في قضية مقتل ريجينى، والتي من بينها الرسالة التي وصلت إلى البرلمان الإيطالي من برلمان الجماعة الوهمي في تركيا، والتي كانت تطالبهم باتخاذ خطوات تصعيدية ضد مصر، مستخدمين عبارة “السلطات التي قتلت ريجينى”، فضلا عن امتناعها عن المثول أمام جهات التحقيق في القضية عدة مرات.
