تعديل في سياسة تركيا الإعلامية تجاه مصر صدمة لأبواق الإعلام الإخواني

صدمة للمأجورين من الإعلاميين التابعين للإخوان بعد صدور قرارات من الرئيس التركي بإيقاف البرامج السياسية على القنوات التركية الناطقة بالعامية المصرية وضبط الرسالة الموجهة تجاه مصر وعدم التدخل في الشأن المصري. والمشكلة هنا هي أن طوال الفترة الماضية تعود هؤلاء على نظام معين من الهجوم الحاد على مصر وعلى المسئولين فيها بالتشويه والسب والقذف والفبركة، فهل سيغير هؤلاء من مبادئهم التي كانوا عليها والحث على الثورة يوميًا أم سيبقوا على مبادئهم التي كانوا مؤمنين بها طوال الأعوام السابقة ويخالفوا تعليمات الدولة التي تأويهم؟

وتحاول تركيا التودد إلى مصر والانصياع إلى شروطها الطبيعية للعلاقات بين الدول وأن مصر لم تطلب شيئًا استثنائيًا بل أن كل ما طلبته مصر للتفكير في إعادة الحوار مع تركيا بعد قطيعة دامت لمدة 8 سنوات أن تكون العلاقة مبنية على مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. ويبدو أن تركيا بدأت أن تستجيب بعد قراراتها الأخيرة ضد قنوات الإخوان وطمعًا في الحصول على نصيب من ثروة الغاز في شرق المتوسط، هذا هو الدافع التركي وراء تغيير السياسة الإعلامية وأصبحت المصلحة لكل طرف هي الغالبة الآن على القرارات والاتجاهات السياسية.

وجدنا الصفحات الرسمية لقناة الشرق تعلن عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك اعتذار عن بث حلقة برنامج (الشارع المصري) والذي يبث محتوى معادي لمصر مما يؤكد أن تركيا بدأت الخطوات الجدية تجاه فتح صفحة جديدة مع مصر خلال الأيام القادمة. وتسللت إلى أنفس الإخوان المقيمين في تركيا حالة من الرعب بسبب التسريبات التي تجري فيما بينهم بأن تلك المصالحة قد تؤدي إلى أن تركيا تقوم بتسليمهم إلى مصر بكل الجرائم التي ارتكبوها خلال السنوات الماضية وأن ثقتهم في الجانب التركي الآن منعدمة بعد السياسة الجديدة التي ينتهجها الرئيس التركي وتغليب المصلحة عما كان يقوم بفعله من قبل ضد مصر.

بالإضافة إلى ذلك قامت تركيا أيضًا بفرض الإقامة الجبرية على بعض القيادات الإخوانية والإعلاميين التابعين لهم وطلبت منهم عدم الإدلاء بأي تصريحات تخص الأمر مما يشير إلى أن هناك خطوات محتملة ضدهم بالنظر في حساباتهم البنكية وترحيل بعضهم إلى مصر.ورغم أن تصريحات ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي نفى ذلك إلا أن الخوف في نفوس الإخوان هناك لم يتوقف بسبب أن التغيير المفاجئ الذي حدث قد يتبعه تغييرات مفاجئة أخرى.

وفي كل الأحوال فإن هذا التقارب المفاجئ من جانب تركيا لا يجب أن يُقابل بترحيب مفرط أو حسن النية تمامًا ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه الخطوة هي فقط مجرد خطوة ولا نعلم ما يخفيه الجانب التركي بعد ذلك فقد تكون مناورة تكتيكية مؤقتة من تركيا لجلب بعد المصالح ثم العودة بعد ذلك لما كانوا عليه. فإن المحرك الرئيسي لتركيا في هذا الملف هو بسبب مصالح الغاز ومن المهم أن تتم متابعة الأمر خطوة بخطوة مع تركيا للتأكد من صحة النوايا والسياسات.

Exit mobile version