شهدت مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو و قيام دولة الثالث من يوليو ظهور مجموعة كبيرة من الخونة و الذين سرعان ما شعروا بزوال مصالحهم مع النظام البائد حتى باتوا يدسون سمومهم من العاصمة القطرية “الدوحة” أو من مدينة اسطنبول التركية اللتان وجدا فيهما الملاذ الآمن لبث سموم الفتنة و الاضطرابات في نسيج المجتمع المصري و العمل علي هدم إرادة الدولة المصرية التي أقرها الشعب في 2013 و أيدها الجيش الذي حمى مكتسبات ثورتي يناير 2011 و يونيو 2013، و من هؤلاء الخونه يبرز كلاُ من: عمرو عبد الهادي و أيمن نور.
أما عن الأول فهو أحد أعضاء المجلس الثوري المصري و دائم التطاول علي الدولة المصرية و علي الرئيس عبد الفتاح السيسي و النظام القائم حاليُا في مصر،يستغل عمرو عبد الهادي موقع التواصل الاجتماعي تويتر للهجوم الدائم علي الدولة المصرية و افتعال الأزمات و اشعال غضب الشعب ، و الأغرب أن عبد الهادي شن هجومًا ضاريًا علي قناة الشرق و مالكها أيمن نور و علي الاعلامي معتز مطر – المدافع الأول عن جماعة الاخوان و حامل لوائهم- و أكد في هجومه أن القناة لا يشاهدها أحد و أن القناة ليست الأعلي مشاهدة كما أدعي تقرير “أبسوس” المزور.
أما الثاني أيمن نورفهو مؤسس حزب الغد فيما قبل ثورة الخامس و العشرين من يناير ثم تم تعديل الاسم إلي حزب غد الثورة بعد اندلاع أحداثها كنوع من كسب المصالح،كان نور مرشحًا للرئاسة في الانتخابات الرئاسية عام 2005 و ذلك بغرض لفت انتباه المغرضين في الداخل و الخارج ثم مع نشوب ثورة الخامس و العشرين من يناير حاول نور الترشح للرئاسة عام 2012 لكنه لم يفلح نتيجة سجنه من قبل في قضية تزوير توكيلات و هي احدي الجرائم المُخلة بالشرف و التي تمنع صاحبها من خوض الانتخابات الرئاسية في مصر، ثم مالبثت جماعة الاخوان المسلمين أن تسيدت المشهد السياسي ليخرج نور و يعلن تأييده لتلك الجماعة و لكن سرعان ما انتهي هذا الحكم و نشبت احداث ثورة الثلاثين من يونيو ليتراجع نور عن تأييده لتلك الجماعة الارهابية و الوقوف في صف الأغلبية الشعبية التي رفضت ذلك الحكم فأييدها الجيش المصري.
اعتاد نور في حياته علي الكر و الفر ثم مالبث أن طار الي تركيا ليكون أحد الخونة و العملاء ضد مصر علي الأراضي التركية ليس بسبب ايمانه بالطبع بأفكار الجماعة و لكن لمحاولاته المُتكررة في أن يستحوذ علي منصب في أعقاب قيام دولة الثالث من يوليو 2013 و التي باءت جميعها بالفشل الزريع ليسافر إلي تركيا و يدشن قناة الشرق الارهابية من هناك و هي احدي قنوات الاعلام التركي الناطق باللهجة المصرية.
مؤخرًا دار جدل شاسع علي مواقع التواصل الاجتماعي بين عمرو عبد الهادي و أيمن نور، فقد راح الأول يفضح فضائح الثاني بشتي الطرق منها ادعاءه المرض في قطر و ذلك بغرض لفت أنظار المسئولين هناك،و كذلك فضح عبد الهادي علاقة الأخير بمحمد دحلان و بحزب الله اللبناني و كذلك مع اسرائيل و رفضه اعتبارها دولة معادية و ايمانه بفكرة التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني ناهيك عن سلوكياته الشخصية الفاسدة من عدم سداد المستحقات و الديون الي أصحابها و علي سبيل المثال شقة كان نور قد اشتراها بمبلغ اثنين مليون دولار و لم يُسدد حقها لأحد أقاربه.
و الحقيقة أن عبد الهادي قد استمر في محاسبة نور علي كل فواتيره سواء القديمة أو الجديدة و لعل السبب الرئيس في تلك الاتهمامات هو اقتناع عبد الهادي بأن نور كان وراء التضييق علي الصحفي جمال الجمل من أجل العودة إلي مصر حتي اجبره علي مغادرة تركيا و أن ذلك كان في مقابل بالطبع بعض المصالح التي سوف يحصل عليها نور، و كذلك مضايقة نور لعبد الهادي مرارًا و تكرارًا من خلال اللجان و الكتائب الالكترونية التي يقودها نور بالإضافة الي دعاء حسن التلميذة النجيبة لنور و مقدمة برنامج ” المطبخ السياسي ” علي قناة الشرق حتى خرج عبد الهادي عن صمته.
اتهم عبد الهادي نور علي “تويتر” بأنه انسحب من كتابة دستور الاخوان و انضم لجبهة الضمير التي عارضت جبهة الانقاذ و التي كان نور أحد مؤسسيها،ثم يعاير عمرو أيمن بأنه وقتما كان في رابعة مع الاخوان كان نور في مجلس حقوق الانسان مع الرئيس السيسي فهو في وجه نظره خائن،باع القضية من أجل اي منصب.
و حقيقة يري الدكتور أحمد حمدي عبد المنعم أن تصريحات عمرو عبد الهادي و أيمن نور و هذة الحرب الكلامية و الالكترونية ما هي الا كشف لسيرة حياة أيمن نور الذي لا يؤمن بقضية بقدر ما يؤمن بمصلحته الشخصية،فهو يبيع ما يعتنقه من أفكار في سبيل أي منصب أو جاه أو حتى للبقاء في الصورة، و لكن لا شك أنها ألقت بظلالها علي كم من الفضائح لا حصر له و أثبتت بما لا يدعو مجالًا للشك أن هذة الأبواق الاعلامية ما هي إلا أشكالًا ضالًا لا تسع إلا لمصالحها فقط دون النظر إلي الشعب المصري التي تدعي أتها تدافع عن شرعيته و كينونته.
