لم يمر سوى وقت قصير على إعلان حزب غد الثورة برئاسة أيمن نور بوقف نشاطه بمصر حتى سرعان ما قام نور بالتعاون مع معارضين مصريين في تركيا بتدشن تحالفاً بأسم “اتحاد القوى الوطنية المصرية”، بزعم إنه يهدف لتمثيل المعارضة في الخارج ، برئاسته كمظلة تنسيقية جامعة لقوى المعارضة، بهدف العمل على إحداث التغيير في البلاد لإسقاط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويعد أيمن نور ذو توجه ليبرالي وهو عضو سابق في حزب الوفد ونائب سابق بمجلس الشعب ومؤسس حزب الغد ومن بعده حزب غد الثورة ، هذا وقد أعلن حزب «غد الثورة» المعارض، فى يوم الإثنين الموافق 18/1/2021 ، تجميد نشاطه داخل مصر، والانتقال للعمل في الخارج، وقد جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، بإسطنبول، لرئيس الحزب أيمن نور، كما أفاد « نعلن قرارا صدر عن الحزب بالداخل في 14 ديسمبر الماضي، بتجميد نشاطه داخل مصر كاملا» ، واستدرك: «قرار التجميد ليس حلا للحزب بل هو تجميد للنشاط الداخلي، لم نتخل عن شخصية الحزب القانونية والاعتبارية» ، وتابع: «هناك اتجاه لتأسيس حزب الغد في فرنسا، ونحترم قوانين الدول التي يتواجد فيها الأعضاء» .
وقد أعلن نور عن التحالف الجديد “اتحاد القوى الوطنية المصرية” في مؤتمر صحفي عقده في مدينة إسطنبول التركية يوم 11/2/2021 ، بحضور أطياف المعارضة في الخارج، كان منهم ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين، وقال أيمن نور إن الاتحاد قيد التشكيل ويضم هيئة عليا ومجلسا رئاسيا تم تشكيله بشكل مؤقت لمدة 6 أشهر، بجانب مجلس حكماء.
وأشار إلى أن “تحالف الوطنية المصرية ” تداعت لحالة الاتحاد منذ قرابة 6 أشهر، وواصلت الليل بالنهار في التباحث والحوار لتحديد ما لا تريده، وما يريد ويستحقه شعبنا؛ فأنتجت العديد من الوثائق والرؤى الإستراتيجية التوافقية ليس لتشخيص الواقع وتحديد آليات الخلاص منه، لكن لتحديد رؤية للمستقبل الذي نسعى إليه”.
ويعد هذا التحالف ليس هو الوحيد الذى أنجبته الجماعة الإرهابية فقد قامت من قبل بتشكيل عدد من التحالفات والاحزاب بالخارج أبرزها تحالف “المجلس الثوري المصري” الذي دشنه سياسيون وأكاديميون عام 2014 وقالوا إن هدفه مناهضة ما سموه بـ “الانقلاب العسكري وتأسيس دولة مدنية في مصر” متخذين من شعارات مثل الشرعية والقضاء على الفساد والظلم والنظام العسكرى حجة لتحقيق اطماعهم فى الحصول على الدولارات وتحقيق اجندات الدول الممولة للجماعة الإرهابية .
واستطرد نور قائلا إن للتحالف وثائق سيتم الإعلان عنها تباعا تأتي في مقدمتها ما سُمي بوثيقة العشرين التي توافق عليها الجميع، وهي تؤكد في 20 نقطة ما لا نريد وماذا نريد ، مضيفاً أنه “لا نريد حكما عسكريا أو أيديولوجيا، ولا نريد أن تصبح مصر للجيش، ولا نريد مزيدا من الإفقار والديون وغلاء الأسعار، ولا نريد تبعية إقليمية ودولية مهينة، ولا نريد تفريطا في أرضنا ونيلنا وثرواتنا القومية، ولا نريد جمهورية للخوف والظلم والاعتقال. كما لا نريد حكم فريق أو تيار”.
وتابع: “نريد الحرية ودولة مدنية ديمقراطية حرة تقوم على المواطنة واحترام الحقوق والحريات، نريد جيشا لمصر يحميها ولا يحكمها ولا يحتكر السلطة والثروة فيها. نريد إصلاحا اقتصاديا حقيقيا ونريد علاقات دولية وإقليمية تحترم المصلحة الوطنية”.
وأضاف نور: “لقد فوضني إخواني من مختلف ألوان الطيف السياسي المصري بتياراته، وأحزابه، وجماعاته، وأفراده، المُكوّنة لاتحاد القوى الوطنية المصرية. أعلن لكم وللعالم أنه بات للمعارضة المصرية عنوان واحد، وكلمة وموقف واحد، ومظلة منفتحة على الداخل بكل تنوعاته، وعلى الخارج بكل متغيراته، وعلى الآخر بكل اتجاهاته وأشكاله”.
ويأتى إعتراف أحد عناصر الإرهابية الهاربة بالخارج الدكتور مختار العشري والذى نشر فى أحد الصحف الموالية للجماعة الإرهابية ليأكد على أن كل هذه التيارات والتحالفات ماهى إلا من نتاج الجماعة الإرهابية داعياً إلى لم شمل التحالفات ، قائلا: “في البداية كان هناك تحالف دعم الشرعية وضم تيارات إسلامية فقط، ثم المجلس الثوري وهو مكون من شخصيات وليس هيئات أو قوى وأحزاب سياسية، وأخيرا الكيان الجديد، والذى يشمل قوى وطنية وشخصيات سياسية بغض النظر عن موقف البعض من شخصيات هذا الكيان الجديد، الذي يجب ألا يحول دون التقليل من دوره الذي أسس له، وهو وجود جبهة واحدة تتحدث باسم المعارضين في المحافل الدولية والإقليمية في ظل المتغيرات السياسية الجديدة في المنطقة”.
ولكن السؤال الذى يجب أن يجيب عليه نور وعناصر بما يعرف بتحالف” القوى الوطنية المصرية” : من هم الذين فوضوه من مختلف الاطياف السياسية ؟؟ هل هم أعضاء الجماعة الإرهابية والعناصر الإخوانية الهاربة والمقيمة بقطر وتركيا؟ أم الدول الراعية والممولة للجماعات الإرهابية وأصحاب الأطماع والإجندات الإستعمارية التى تسعى منذ الانتفاضة المصرية فى الثلاثون من يونيو والتى حطمت كل هذه الاجندات والأطماع إلى لم شملها من جديد على أمل تحقيق أطماعها السابقة من خلال الاتحاد مع الجماعة الارهابية ومن هم هؤلاء المعارضين هل هم الوجوة الإخوانية التى تسعى لتفرقة وتشتيت الشعب من خلال الهجوم الدائم على مصر والعمل على التفرقة بين أطياف الشعب ورئيسه المنتخب وجيشه الباسل ؟؟ أم من أجل الحصول على حفنة من الدولارات ؟؟؟ وماهى المحافل الدولية التى يمكن أن تمثل فيها جماعة إرهابية هاربة بالخارج مصر ؟
