دور الدولة المصرية في مكافحة الفساد

في عاجل, لحظة بلحظة, محليات, مصر, مقالات


الفساد،، لا شك أن قضية الفساد تُعد من العوامل الأساسية في انهيار الشعوب و أن سُبل تحسينها و الوقاية منها هي من عوامل نهضة الأمم و الدول، فالدولة الفاشلة هي الدولة التي تكون غير قادرة علي محاربة الفساد المستشري بها سواء كان فسادًا إداريًا أو فسادًا مجتمعيًا أو اقتصاديًا أو حتى سياسيًا، فالفساد منتشر في جميع دول و شعوب العالم و لكن بدرجات متفاوته و الدولة الناجحة هي تلك التي تقل فيها نسبة الفساد عن باقي الدول و يكون المعدل بها يكاد يكون معدومًا.


و من ثم حرصت مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي علي محاربة الفساد في شتي مجالاته و طرقه و مع قيام دولة الثالث من يوليو من عام 2013 علي مكافحة الفساد و القضاء عليه و السعي نحو الرقابة و تفعيل أدوار الأجهزة الرقابية سعيًا نحو القضاء علي الفساد في شتي صوره أو علي الأقل تقليله إلي أقل معدل يُمكن رصده.


كانت مصر من أوائل الدول و المنظمات التي آمنت بخطوره الفساد و سعت إلي القضاء عليه و هو ما جعلها توقع علي اتفاقية الأمم المتحدة إلي وضع اتفاقية دولية لمكافحة الفساد بغرض تنسيق الجهود الدولية لمكافحته من خلال تعزيز النظم الوطنية بغرض انطلاق جميع الدول و المجتمع الدولي نحو محاصرت الفساد و القضاء عليه و مكافحته.
انضمت مصر لهذة الاتفاقية التي تم اعتمادها بتاريخ 21 أكتوبر عام 2003 و ذلك لايمان مصر العميق و خاصة بعد اندلاع أحداث ثورة 25 يناير و 30 يونيو أن الفساد ليس شأنًا داخليًا خالصًا بل أن الأمر يحتاج إلي التضافر و التعاون الدولي لمواجهته و كذلك تدعيم النظم الرقابية الداخلية لتكون أكثر فاعلية علي مراقبته و من ثم مكافحته.


و سعيًا وراء ذلك فقد تضمن الدستور المصري الحالي فصًلا مستقًلا للهيئات المستقلة و الأجهزة الرقابية اشتمل علي المواد من 215 و حتى المادة 221، أما عن المواد من 215 و حتى 217 فقد تضمنت حصانة للأجهزة الرقابية و أنهم يتمتعون بالشخصية الاعتبارية و الاستقلال الفني و المالي و الاداري و يؤخذ رأيها في مشروعات القوانين و االلوائح المتعلقة بمجالات عملها و أن الدستور قد أقر لها العديد من الضمانات التي تحميها و تحمي أعضاءها بما يوفر للقائمين عليها الحياد و الاستقلال.


أما المادة 218 فقد أشارت أن الدولة المصرية ملتزمة بمكافحة الفساد و تلتزم المؤسسات الرقابية و الهيئات الرقابية بالتنسيق فيما بينها للقيام بدورها الرقابي في مكافحة الفساد و تعزيز قيم النزاهة و الحيادية و الشفافية و ذلك ضمانًا لحسن أداء الوظيفة العامة و وضع و تنفيذ الخطة الاستراتيجية المصرية لمكافحة الفساد و التي تنطبق مع تلك التي وضعتها الأمم المُتحدة.


و تتنوع الأجهزة الرقابية في مصر و التي تشتمل علي العديد من الهيئات و هي البنك المركزي المصري للرقابة علي المؤسسات و الهيئات النقدية و المصرفية و الهيئة العامة للرقابة المالية و متابعة حركة الأموال و الجهاز المركزي للمحاسبات و أخيرًا هيئة الرقابة الإدارية.


و قد نص الدستور علي تعيين رؤساء تلك الهيئات من قبل رئيس الجمهورية بعد موافقة مجلس النواب و ذلك لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة،و ألا يُعفي أي منهم من منصبه إلا في الحالات المًحددة التي أقرها القانون.
و سعيًا من الدولة المصرية إلي المزيد من الرقابة علي الفساد و سهولة الابلاغ عنه أنشأت الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد و التي تهدف إلي تقديم الخدمات المعرفية و العلمية و التدريبية المتميزة للمجتمع المصري و العربي و الاقليمي و الدولي و الوقاية منه و كذلك المجالات ذات الصلة بأعلي درجات الجودة و ذلك باستخدام أحدث منهجيات التعليم و التدريب بالاستعانة بالتقنيات التكنولوجية الحديثة للوصول لمنظومة تدريبية متكاملة و متطورة.


تهدف كل هذة الهيئات الرقابية إلي مكافحة الرشوة و التي ينتج عنها تعطيل الكثير من الحقوق العامة و الخاصة في مقابل حصول الموظف علي المقابل لاتمام عمله، كما أنها تؤدي إلي انتشار الظلم في المجتمع و كذلك مكافحة الاحتيال و هي ظاهرة اجتماعية سلبية ينتج عنه تزوير السجلات و المستندات و سوء توزيع الأصول و سوق تطبيق السياسة المحاسبية و هناك أيضاً الاختلاس و الذي يُعرف علي أنه استيلاء الشخص علي المال الموجود بحوزته بمقتضى وظيفته أو التربح الوظيفي إذا جاز التعبير و هو الدور الذي يوميًا ما نسمع عن القبض علي الكثير من موظفي المناصب العامة نظير هذا العمل الدنيء، و كذلك مكافحة جرائم غسل الأموال و كذلك الغش بأنواعه و أخيراً تقوم تلك المؤسسات بمتابعة المخالفات المالية و منها خرق القوانين و الأنظمة و البيانات المالية و كذلك الاهمال و التقصير الذي يؤدي إلي الضياع و هدر الأموال بغرض الاضرار بالاقتصاد الوطني و أيضًا الامتناع عن الرد علي رغبات العملاء و التسويف و يتجلي ذلك الدور من خلال جهاز حماية المستهلك.
و هكذا يتضح كيف أن الدولة المصرية تبذل كافة الجهود في سبيل الحد من انتشار الفساد و هو الأمر الذي تجلي من خلال المؤشرات العالمية.

التي أشارت إلي قلة حجم و مؤشر الفساد في مصر إلي ربع النسبة عما كان عليه سابقًا و ذلك بفضل دور الأجهزة الرقابية و تكامل جميع مؤسسات الدولة المصرية و استراتيجيتها المختلفة للرقابة و تحسين العمل و رفع الكفاءات الموجودة من الموظفين و العاملين ذلك فضلاً عن الأرقام الموضحة يوميًا علي القنوات التليفزيونية للابلاغ علي أي عملية رشوة أو ابتزاز لأي موظف أو بائع أو شخص.

المواضيع المرتبطة

الصحة: إغلاق “عيادة للتجميل” مخالفة يعمل بها منتحل صفة طبيب بمدينة نصر

أعلنت وزارة الصحة والسكان، اليوم الاحد، اغلاق عيادة خاصة “جلدية وليزر” شهيرة تعمل بدون ترخيص ويديرها منتحل صفة طبيب

أكمل القراءة …
اللواء هشان آمنة

وزير التنمية المحلية: 256 مليون جنيه تكلفة استثمارات تطوير منظومة إدارة المخلفات بالمنوفية

أعلن اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، عن تسليم المحطة الوسيطة الثابتة بمدينة تلا لمحافظة المنوفية، اليوم الأحد الموافق

أكمل القراءة …

هيئة الأرصاد تحذر من طقس غداً الأحد.. أمطار ورياح مثيرة للرمال

أعلن خبراء هيئة الأرصاد الجوية، أن يسود غدا الأحد، طقس حار نهارا على القاهرة الكبرى والوجه البحري وجنوب سيناء

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل