الهروب من دولة فاشلة إلي دولة رائدة العلاقات الدبلوماسية أنموذجًا

في تقارير وتحقيقات, مصر

يشير راتنز و هيرمان أن مفهوم الدولة الفاشلة يمكن أن يُختصر بأنها الدولة التى لا تستطيع أن تلعب دورًا ككيان مستقل، و أشار زارتمان أن الدولة الفاشلة هي التي تكون غير قادرة علي القيام بوظائفها الأساسية،و هناك من يري أن الدول الفاشلة هي تلك التي تفتقد السيطرة علي وسائل العنف الخارج عن القانون بداخلها و كذلك هي الغير قادرة علي توفير الخدمات العامة و عدم القدرة علي التفاعل و التعامل مع الدول الآخرى كعضو فاعل في المجتمع الدولي.

و إذا ما تحدثنا عن الشأن السياسي و العلاقات الدبلوماسية، فيمكن ملاحظته من خلال العديد من المتغيرات، منها علي سبيل المثال التغيرات الاقليمية فقد شهدت المنطقة العربية منذ عام 2011 العديد من الانتفاضات و الاضطرابات السياسية مثل تونس و ليبيا و اليمن و سوريا و انتشرت علي أثرها العديد من الجماعات الارهابية التي وجدت لنفسها الملاذ الآمن لها في هذة البقاع العربية و كذلك ملف إيران و دول الخليج العربي و العلاقات المتوترة تاريخيًا بين إيران و المملكة العربية السعودية،و هناك الملف القطري الذي يحوي علاقات متذبذبة مع مصر منذ عام 2013 م إلي أن انتهي بالمقاطعة العربية منذ عام 2017 و حتى تمت المصالحة مع مطلع العام الجاري.بالإضافة إلي ذلك تأتي القضية الفلسطينية و هي القضية التي تمثل قضية وجود للدولة المصرية علي مدار الحقب المختلفة،ثم المُتغير الافريقي و قضية سد النهضة الافريقي أو سد أثيوبيا الكبير و ما قد يلحق من ضرر بدول المصب متمثلة في مصر و السودان، و أخيرًا المُتغيرات الدولية و علي رأسها الارهاب و الذي ضرب أغلب دول العالم المُتقدمة مثل فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية و سياسة القطب الأوحد و هو إقصاء أمريكا لأي قوي كبري في العالم لتصبح صاحبة النفوذ و السيطرة علي أغلب القطاعات الدولية كالقطاع الاقتصادي و العسكري.

و من ثم بدأت مصر مع قيام دولة الثالث من يوليو 2013م العمل علي تلك المُتغيرات، فعلي الصعيد العربي لعبت مصر دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة في سوريا بين المعارضة و الجيش السوري و الوحدات الدولية بغض النظر عن جبهة النصرة و التنظيمات الارهابية الآخري، كما عملت علي تدعيم و تبني المبادرة  الخليجية لتحقيق المصالحة بين اليمن و المعارضة من حثها علي ضرورة الامتثال للمؤسسات الشرعية في اليمن من أجل حماية مصالحها في باب المندب و كذلك الحفاظ علي أمن الخليج العربي من آثار تلك النزاعات لأنها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، و في ليبيا سعت مصر جاهدة في سبيل التداول السلمي للسلطة بعيدًا عن النزاعات التي تمر بها و التي جعلت منها بؤرة إرهابية و مرتعًا للعديد من التنظيمات الارهابية.

و فيما يختص بالشأن الافريقي،فقد سعت الخارجية المصرية إلي أن تحقق انفراجه في العلاقات مع دول القارة و التركيز علي التنمية في الدول الافريقية مثل مشروعات البنية التحتية في تنزانيا و استقدام العلماء في مختلف المجالات للعديد من الدول الافريقية كالسودان و استغلال المكانة التي يتمتع بها الأزهر الشريف في القارة الافريقية،كما عملت مصر علي توطيد العلاقات مع دول حوض النيل من أجل تدعيم موقفها في أزمة سد النهضة و هو ما أهل مصر لعضوية مجلس السلم و الأمن الافريقي ثم رئاسة الاتحاد الافريقي عام 2019م.

و عن الملف الخليجي،فقد دعمت الخارجية المصرية علاقاتها التاريخية مع دول مجلس التعاون الخليجي و اتحدت مع دولة الكويت و البحرين و الامارات العربية المتحدة في قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر بعد ثبوت احتضنها للعديد من قيادات التنظيمات الارهابية و أبرزها الاخوان المسلمين،و عن القضية الفلسطينية فقد أدانت مصر بناء مستوطنات جديدة و التوسع فيها و أقرت بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف و كذلك إدانة العدوان الاسرائيلي علي قطاع غزة و وصفته بكونه غير انساني،و مازالت الخارجية المصرية تنظر إلي دولة اسرائيل أنها المهد الرئيسي للأمن القومي المصري.

و علي السياسة الدولية،فقد سعت الخارجية المصرية إلي توسيع علاقات مصر مع الخارج و تحييد علاقاتها و تحقيق مصالحها من خلال موازنة علاقاتها بمختلف الدول،كما وطدت علاقاتها مع دولتي روسيا و الصين من خلال التشجيع علي الاستثمار في مصر و توفير الأجواء الاستثمارية و التسهيلات المناسبة،كما اهتمت الخارجية المصرية بالعلاقات مع القارة الأوروبية لاسيما فرنسا و ألمانيا عن طريق عقد العديد من صفقات التسليح و أيضاً علاقات جيدة مع دول شرق أوروبا و أخيرًا حافظت علي العلاقات الودية مع أمريكا لعودة المعونات العسكرية التي اقتطعت خلال هذا العقد كإجراء تحفظي علي الاجراءات و التحولات التي مرت بها الدولة المصرية.

و هكذا يتضح أن السياسة الخارجية لمصر هي ترجمة و انعكاس لفكر الحاكم السياسي الذي يترجمه لسياسة عليا تقوم الخارجية كأداة لتحقق أهداف و برامج و أفكار الحاكم و تُشكل أيضًا تطلعات و آمال الدولة في الداخل و الخارج،فالخارجية المصرية هي أداة من أدوات الدولة للتعبير عن أفكارها و تطلعاتها و استراتيجيتها للخارج،و هو ما ساهم في سهولة التعامل مع أزمة فيروس كورونا و استغلال العلاقات الودية في دعم الدول المُتضررة من الجائحة و من أبرزها الصين و ايطاليا و أمريكا مما يعكس طبيعة العلاقات المصرية الخارجية و دورها علي المستوي الاقليمي و الدولي.

المواضيع المرتبطة

الصحة: إغلاق “عيادة للتجميل” مخالفة يعمل بها منتحل صفة طبيب بمدينة نصر

أعلنت وزارة الصحة والسكان، اليوم الاحد، اغلاق عيادة خاصة “جلدية وليزر” شهيرة تعمل بدون ترخيص ويديرها منتحل صفة طبيب

أكمل القراءة …
اللواء هشان آمنة

وزير التنمية المحلية: 256 مليون جنيه تكلفة استثمارات تطوير منظومة إدارة المخلفات بالمنوفية

أعلن اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، عن تسليم المحطة الوسيطة الثابتة بمدينة تلا لمحافظة المنوفية، اليوم الأحد الموافق

أكمل القراءة …

هيئة الأرصاد تحذر من طقس غداً الأحد.. أمطار ورياح مثيرة للرمال

أعلن خبراء هيئة الأرصاد الجوية، أن يسود غدا الأحد، طقس حار نهارا على القاهرة الكبرى والوجه البحري وجنوب سيناء

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل