يبدو أن أخصائي العلاج النفسي يحتاج شخصيًا إلى علاج نفسي، فمازال يكرر ويكرر ثم يكرر دعواته لمطالبة الشعب المصري بالنزول وإثارة الشغب والعصيان المدني دون أن يجد أي رد فعل يسانده في ذلك أو يلتفت إليه.
و يظهر ذلك في تناول صفحته على موقع التواصل الإجتماعي تويتر للعديد من التغريدات التي تنادي بالنزول عن طريق بث الأكاذيب و محاولة إثارة حماس الشباب غير الواعي ويدفعهم لعمل عمليات تخريبة تزامنًا مع اقتراب يوم ٢٥ يناير وجاء أبرز هذه التغريدات: “خدعوك فقالوا الثورة تحدث فجأة تخرج الجماهير للشارع دون ترتيب والحقيقة أخي في كل ثورات العالم أن الثورة تخطيط وإعداد وتدريب وتضحيات وبطولات وغير ذلك فهو هوجة أو احتجاجات أو جموع يستغلها النظام أو أنه كلام للتخدير بمعني (نام أنت والثورة جاية لوحدها) !!”. ثم لحقت بها تويته أخرى كتب فيها “البث معطل علي كل حساباتي يحاولون منع صوتنا من الوصول الي الناس من خلال كل القنوات المتاحة على الفضائيات والسوشيال ولكن نسوا بانكم أنتم يا ملح الارض أنتم القناة والطريق إلي قلوب الناس يحاولوا بشتى الطرق منعكم عن طريق الثورة ستكون الكلمة مسجلة غداً بإذن الله”.
الغريب في الأمر أنه يعترف على نفسه وذويه أن الثورة يجب أن يخطط لها وهذا يعني أن ما حدث من قبل في ما يسمونه ثورة 25 يناير وأحداث العنف والشغب التي حدثت اثنائها وبعدها كان معد لها العدة وبتخطيط وتنفيذ، أما المضحك في كلامه فهو تكرار ما يحدث بدون أي إبداع فاحياناً تشعر أانه “حافظ مش فاهم” نفس النداءات ونفس الشكاوي ونفس الادعاءات بأن الأشرار يقطعون علينا وسائل التواصل والإتصال ويمنعون كلماتنا ووجوهنا من الظهور للنور، إذًا كيف تطل علينا بفيديوهاتك وكيف تغرد هنا وهناك، أم أنك تمتلك شبكة اتصالات خاصة بك تطل من خلالها علينا، فلا يترك لك إلا الكثير من الضحك وعلامات التعجب.
ثم تأتي التويته التي توكد بعده كل البعد عن الدين وأنه ومن يشابهه يتاجرون بالدين ولا يفهمون معناه ويستخدمونه لجذب الانتباه وتعاطف البسطاء الذين يتشبثون بالله الذي ليس لهم غيره، فيكتب قائلا” }إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا{ فيا أخي – اركب معنا ركب العز والمقاومة”. فتفسير هذه الآية ليست الدعوة للجهاد أو ركب العز والمقاومة كما ذكر المدعو”تامر جمال”، فقد نزلت هذه الآية فيمن توارى في أظهر المشركين ولم يهاجر من دون عذر فإنه قد ارتكب إثماً عظيماً و تعني الآية: لماذا لم تهاجروا تتركوا بلاد الشرك؟ و بلاد الشرك هنا تعني البلاد التي لا يُظهر فيها الإنسان دينه ولا يستطيع فلا يجوز له الإقامة فيها.
ثم يقول سبحانه وتعالى في الآيات التالية ]98- 99[ من سورة النساء: } إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا { وهم غير القادرين على الهجرة إذا كان عاجزًا لكونه لا يهتدي السبيل، وليس عنده نفقة لمن يدله على الطريق أو من النساء والولدان. فإذا كان من وجهة نظر المدعو “تامر جمال” أنها بلاد شرك فلماذا يريد المقاومة فيها والعودة إليها، أليسوا مستضعفين و قليلي الحيلة فيجب عليه أن يتركها ويهاجر هو ومن معه ولا ينادي بالمقاومة والنزول للثورة ولكنهم لا يملكون أن يقولوا أنهم مستضعفون أو غير قادرين فدائماً وأبداً ما يستعرض كثرة عددهم وأنهم الأغلبية وأن الشعب مرغم على أمره ويحكمه قلة لديهم سلطة، فتجد نفسك أمام تناقض شديد وترى أن حلهم الوحيد هو مستشفى الأمراض النفسية ولا يترك لك خيار مرة أخرى إلا الكثير من الضحك وعلامات التعجب.
المثير للشفقة أنك لا تجد أي تفاعل من الناس على تغريداته فتجد نفس العدد من الإعجابات والتعليقات ثابت كل مرة ويجعلك ذلك تعتقد أن هذا العدد ربما يكون حسابات وهمية أو أصدقاءه وأحبابه، وإذا كنت تدعو هؤلاء للنزول فإنك تدعو لرحلة عائلية وليست ثورة !!!! وأنت كمتابع للأحداث لا يمكن أن يأتي في ذهنك سوى شيء واحد: “ألو….. مستشفى الامراض النفسية”.