خفة دم وخفة حركة من أول إطلاله لها على شاشات التليفزيون، الجميلة شريهان تبلغ اليوم من العمر 56 عام، “عرفت مين أبويا في عمر 11 سنة وكنت بقلد عبدالفتاح القصيرى” أبرز تصريحات شريهان في عيد ميلادها.
اسمى شريهان أحمد عبدالفتاح الشلقانى.. من مواليد حى الزمالك، وفي سن الــ11 عرفت شريهان والدها وفقدته في نفس اللحظة ودخلت في مشاكل حول الميراث وإثبات النسب مع عائلة والدها استمرت لسنوات في المحاكم.
لم تكن شريهان على علم بأنها ابنة دكتور القانون أحمد عبد الفتاح الشلقاني، الذي تزوجته والدتها السيدة عواطف هاشم، زواجا عرفيا لتحمي ابنها عمر خورشيد من زوجها الأول من الالتحاق بالتجنيد، فهو مريض بمرض نادر يستلزم علاج دائم، فاضطرت للزواج عرفيا ثم أنجبت شريهان ولم تبلغها بالحقيقة.
أصيبت فى حادث مروع عام 1990 وانكسر ظهرها وعمودها الفقرى وهى فى أوج شهرتها ونجوميتها، وظلت لسنوات عاجزة عن الحركة ، وتوقع الأطباء أنها لن تستطيع الوقوف على قدميها، لكنها هزمت العجز وعادت أقوى، وقامت ببطولة الفوازير وقدمت مسرحية شارع محمد على وعددا من الأفلام.
وما لبثت أن دخلت فى تحد ومعركة جديدة عندما أصيبت عام 2002 بسرطان الغدد اللعابية أحد أشرس أنواع السرطان، هذا المرض النادر الذى اختار جميلة نادرة ، فغابت شريهان مرة أخرى عن جمهورها لتخوض أشرس معركة يمكن أن يخوضها إنسان ، أجرت العديد من الجراحات وعانت من اختلال فى الوزن بسبب المرض وعلاجه ، فتارة ينقص وزنها حتى يصل إلى 37 كيلو ثم يزداد ليصل إلى 117 كيلو ، وتارة تتغير ملامحها حتى لا يكاد يعرفها أحد، وما أقسى أن يتغير شكل الفنان لدرجة ألا يعرفه جمهوره ومحبيه، ولكنها شريهان التى اعتادت أن تنتصر على كل الألام وتتحدى كل التوقعات، ولأنها كذلك أنجبت ابنتها الثانية “تالية القرآن” خلال فترة مرضها.
وقالت في تصريحاتها:” والدتى كانت أول زوجة لأحمد خورشيد اللى كان من أعظم مديرى التصوير فى تاريخ مصر وله علامات فى السينما المصرية زى فيلم الشيماء ومعلم أجيال”.
وعن أخيها قالت: ” عمر خورشيد كان عنده حمى البحر المتوسط وكان مرض صعب جدا علشان كده أمي خافت إنها لو اتجوزت رسمى تخلف ولد وعمر يدخل الجيش ويحصله حاجة لأنه مش هيستحمل فتزوجت عرفيا”.
وقالت أيضًا: “كنت بحب التقليد كنت بقلد عبدالفتاح القصيرى والريحانى وزينات صدقى وكنت بقلد كويس قوى الأستاذ محمد صبحى فى مسرحية انتهى الدرس يا غبى، بدأ عمر يقول لأمى البنت دى فيها حاجة مختلفة ولازم تمثل”.
وأضافت: “عشت فى بيت كله فن وبقى بيجرى فى دمى ولا عاوزة أذاكر ولا أروح مدرسة عاوزة أمثل وأرقص وأغنى، بدأت أتعلم الرقص فى مدارس خاصة فى لندن وباريس وأسبانيا.. وبدأت فى برنامج أطفال”.
وقالت: ” أمى جابت من الآخر أنتجت لى أول مسلسل كان اسمه “المعجزة” وأنا عمرى 8 سنوات لكن اختيار المخرج أحمد طنطاوى مش موفق لأنه كان مخرج دينى لكن كان مسلسل لذيذ فى استعراضات واجتماعى والناس حبونى من خلال هذا المسلسل”.
وتابعت: “اشتغلت مسرح مع أستاذ محمد صبحى فى مسرحية المهزوز والانتحار وبعتبره أستاذى فى التقاليد المسرحية والصوت والإلقاء والوقفة المسرحية وبدأت أقرأ فى الفن والأدب العالمى والفضل فى ده كان للأستاذ محمد صبحى”.
رغم هذا الحزن الذي عاشته شريهان أسعدت الملايين وحولت الثمانينات إلى سنوات مليئة بسحر “ألف ليلة وليلة والفوازير”، فقدمت “عروسة البحور”، و”فطيمة وحليمة وكريمة”، فأصبحت أيقونة رمضان ليس في مصر فقط بل في كل الدول العربية.
