لطالما كانت القنوات التركية والقطرية دائمًا ما تهاجم الدول العربية بسبب العلاقات مع إسرائيل ومؤخرًا بعد علاقات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل وكأنهم مقاطعون للكيان الصهيوني ولا يتعاملون معه.
فالعلاقات الثلاثية بينهم ممتدة وقوية للغاية ويتخللها استثمارات قطرية وتركية في إسرائيل بالمليارات من الدولارات، وأيضًا علاقات تجارية وتبادل تجاري وبضائع إسرائيلية تُباع داخل قطر.
والعلاقات القطرية الإسرائيلية تعود إلى منتصف التسعينيات من القرن الماضي وخصوصًا بعد الانقلاب الذي قام به “حمد بن خليفة” على والده والاستيلاء على السلطة في قطر. فكان قطر هي أول دولة خليجية تقيم علاقات مع إسرائيل على المستوى الرسمي وتم فتح مكتب تمثيل إسرائيلي داخل قطر وحضر الافتتاح رئيس الحكومة آنذاك شيمون بيريز في استقبال رسمي داخل الأراضي القطرية مع رفع العلم والتحية العسكرية والسلام الوطني.
وقبلها قام أمير قطر المُنقلب على وادله بإرسال ممثل عن الحكومة القطرية لحضور جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين.
وتوالت الزيارات الرسمية بين المسئولين القطريين والإسرائيليين بأعلى تمثيل لكل منهم والصور جميعها موجودة على الإنترنت لمختلف المسئولين من الجانبين أثناء المصافحات.
وعلى جانب آخر قام أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين بكتابة كتاب عن العلاقات بينهم في 2011 تحت اسم “قطر وإسرائيل، ملف العلاقات السرية” والذي وصف فيه قطر بأنها صندوق البريد السريع بينها وبين المنطقة مؤكدًا على أن قطر قدمت تسهيلات كثيرة لإسرائيل.
وأيضًا لم تعترض إسرائيل على التمويلات التي توجه من قطر لحركة حماس في فلسطين طالما أنها تزيد من حالة الانشقاق في الداخل الفلسطيني.
وذكرت الصحافة الإسرائيلية عن ازدياد حركة التجارة مع قطر خصوصًا بعد مقاطعة مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين لقطر اعتراضًا على سياساتها في المنطقة والتدخل في شئون الدول وتأجيج الإرهاب والنزاعات في المنطقة.
ووصل التبادل التجاري إلى 12 مليار دولار بالإضافة إلى تبادل السياحة وامتلاك أصول وعقارات وشركات في إسرائيل بالمليارات من الدولارات واستضافة الفرق الرياضية الإسرائيلية وتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية حيث زار رئيس الموساد الإسرائيلي قطر منذ وقت قصير.
أما عن تركيا ورئيسها أردوغان الذي دائمًا ما يتاجر بالقضية الفلسطينية فعند البحث عن صور لقاءاته مع مسئولين إسرائيليين وفي زيارات رسمية إلى إسرائيل عديدة.
وهاجم أردوغان التطبيع الإماراتي الإسرائيلي مؤخرًا رغم أن تركيا هي من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل كدولة وإنشاء علاقات رسمية منذ عام 1949.
فتركيا هي ثاني دولة بعد الولايات المتحدة من حيث استقبال مصانع أسلحة الجيش الإسرائيلي على أرضها لتحديث بعض من الأسلحة كالطائرات والدبابات مقابل ما يزيد عن المليون و400 ألف دولار بالإضافة إلى تبادل الطيارين العسكريين 8 مرات سنويًا.
وإسرائيل أيضًا تعد أهم الأسواق للبضائع التركية بحجم تبادل تجاري حوالي 6 مليار دولار وفقًا لأرقام عام 2019. وعلى الرغم من كل تلك المتاجرة بالقضية الفلسطينية من الجانب القطري والتركي فإن تقرير منظمة “الأونروا” كشف عن أهم 20 داعم لفلسطين ماديًا ليس من بينهم قطر وتركيا.
فضلًا عن ذلك فإن لأردوغان مقولات عديدة فيما يخص علاقته مع إسرائيل. ففي 2003 قال: “بأن الاعتداء على اليهود هو اعتداء على تركيا”. وفي 2004 قام بتوقيع اتفاق مع إسرائيل لإمدادها بالمياه لمدة 20 سنة.
بالإضافة إلى أنه سمح داخل تركيا بالاحتفال بذكرى “هرتسل” مؤسس الصهيونية. ورغم بعض التصريحات التي أدلى بها بعد ذلك والتي توحي بأنه ضد إسرائيل إلا أن ذلك لم يغير شيء في كافة الاتفاقات والسياسات بينهم وأن ما يُعلن للعامة ليس هو ما يحدث في الخفاء.
والشيء المشترك بين الثلاثة هو خططهم العدائية تجاه الدول العربية وعملهم على تفكيكها وتقسيمها إلى دويلات صغيرة من خلال صعود التيار الإرهابي الذي يتخذ منهج الإسلام السياسي المسلح لإحداث الحروب والتناحر بين أبناء الدولة الواحدة. فهم يعملون على مشروع كبير يقتضي اتحادهم حتى وإن بدت التصريحات عكس ذلك.
ففي المرة القادمة التي ترى فيها قطر أو تركيا تهاجم إسرائيل أو تهاجم من يقوم بعلاقات مع إسرائيل فعليك أن تتذكر تلك المعلومات جميعها إن لم تكن تريد أيضًا بالبحث عن المزيد في هذا الجانب.
والأهم أن لا تنخدع بالشعارات والأبواق الإعلامية الكاذبة وأن ترى الحقيقة وتعلم من معك ومن ضدك.
