في الوقت الذي أطلت علينا فيه سيدة مصر الأولى السيدة انتصار السيسي اطلالة أنيقة وبسيطة في أول حوار إعلامي لها وحديث شيق ومنمق يدل على ثقافة وعظمة سيدة مصر الأولى والتي تمثل الرمز والقدوة للمرأة والدولة المصرية… جعلني هذا اللقاء أتساءل ماذا لو لم تكن 30 يونيو؟ وتذكرت العام الذي حكم فيه جماعة الإخوان الإرهابية مصر والذي دائمًا ما أُسميه عام النكبة!
ففي الوقت الذي نجد فيه السيدة نجلاء العياط زوجة الإخواني الارهابي محمد مرسي العياط الذي انقض على حكم مصر لمدة عام هو وجماعته كل دورها هو مساعدة زوجها على تقسيم البلاد والعمل فقط من أجل مصلحة جماعة الإخوان، وتوزيع خيرات مصر وتقسيمها على كل ما هو إخواني سواء داخل مصر أو خارجها في حماس وتونس وقطر وتركيا …الخ.
وانحصر دور سيدة مصر الأولى في عهد الجماعة الارهابية على زيارة الجمعيات التابعة للأخوات من الجماعة، فلم تكن سيدة مصر الأولى بل كانت سيدة فئة وجماعة الاخوان فقط، وعلى النقيض منها تمامًا نجد سيدة مصر الأولى انتصار السيسي زوجة الرئيس عبدالفتاح السيسي متحملة للمسئولية السياسية والمجتمعية لجميع المصريين يبكيها ويؤلمها جروح الوطن والمصائب التي يتعرض لها، فدائمًا ما نجدها في زيارات متكررة لمصابي العمليات بالقوات المسلحة والشرطة المصرية، ولأسر شهداء الوطن، ودائمًا ما تشجع الشباب والمرأة المصرية، وتحرص على احياء الحرف التراثية والحفاظ على الهوية المصرية.
فلا شك أن يوم 30 يونيو 2013 كان الأصعب على كل من الزوجة المصرية انتصار السيسي، والزوجة الإخوانية نجلاء العياط؛ فتقول السيدة انتصار السيسي أنه كان يوم ممزوج بالفرحة والخوف، فرحة تخليص مصر من الحكم الاستبدادي الارهابي، والخوف على الأسرة وعلى زوجها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وهب روحه فداًءً للمصريين لتخليصنا من الهاوية التي كنا منجرفين إليها تحت حكم جماعة الإخوان وتنظيمها الإرهابي، وبالنسبة للزوجة الإخوانية فكان الأصعب والأعسر بكل المقاييس فهذا اليوم كان بمثابة أخر مسمار في نعش زوجها وجماعتهم الاخوانية وتنظيمهم الإرهابي.
وإذا انتقلنا للقيادات النسائية، فنجد أن قيادات حكم الإخوان النسائية كان يمثلها المدعوة عزة الجرف عضو مجلس الشعب آنذاك وعضو اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور والتي اتخذت من التحريض على قتل ضباط الجيش والشرطة المصرية منبرا لها، وكانت متضامنة مع الإرهابيين أمثال عادل حباره المسئول عن قتل 24 جندي من جنود القوات المسلحة المصرية، وضد القصاص العادل منه بالحكم عليه بالإعدام، وعلى عكس المدعوة عزة الجرف التي لا تعترف إلا بجماعتها الإرهابية ودائما ما كانت تبث الفرقة والعنف وتحرض ضد الأخوة الأقباط شركاء الوطن، نجد قيادات دولة 30 يونيو أمثال وزيرة الهجرة المصرية نبيلة مكرم، ومحافظ دمياط منال عوض مسيحيين الديانة مصريين الأصل والانتماء برفقة وزير الأوقاف مختار جمعة في افتتاح 3 مساجد برأس البر بدمياط، وقد استمعوا لخطبة الجمعة داخل مسجد الرحمة عن الهجرة غير الشرعية، وتم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي الهجرة والأوقاف للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، في رسالة للجميع بأن مصر محفوظة ومحروسة وأن المسلمين والأقباط نسيج واحد.
ولا ننسى أن نذكر القيادة الاخوانية البارزة باكينام الشرقاوي مستشارة الشئون السياسية لمحمد مرسي والذي تلخص دورها المحوري في الدفاع عن مرسي ومؤسسة الرئاسة الاخوانية فقط، فمرسي ليس بحاجة لمستشارين وكان لا يستشير أحد في أي قرار لأن القرارات كانت تأتيه جاهزة من مكتب الإرشاد، وكانت باكينام الشرقاوي مجرد ديكور للدفاع المستميت عن قرارات واعلانات مرسي الاستبدادية!! وكانت القيادات النسائية الاخوانية الكرتونية أمثال عزة الجرف وباكينام الشرقاوي كثيرين جدًا.
وعلى النقيض من هؤلاء تمامًا نجد في دولة 30 يونيو قيادات مصرية أمثال وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية هالة السعيد التي اُختيرت كأفضل وزيرة عربية في جائزة التميز الحكومي العربي، ويأتي هذا التكريم نتيجة جهود الوزيرة في التنمية وسعيها المستمر نحو رفعة مصر، وأيضًا لا ننسى الدور البارز لوزيرة التضامن الاجتماعي السابقة غادة والي والذي على أساسه اُختيرت في منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة ومدير مقر المنظمة الدولية في فيينا، وغيرهم الكثيرين فقيادات الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي تُختار على أساس الكفاءة، وليس على أساس أهل الثقة والعشيرة كما كان يفعل الإخوان.
ولهذا نجد أن في فترة حكم الإخوان لم يتحقق أي تقدم في حقوق المرأة، فقد كان عام مليء بانتهاكات صارخة في الحقوق والحريات شهدتها المرأة المصرية على يد جماعة الإخوان الإرهابية، ونحمد الله أنه كان عامًا واحدًا فقط، ونحمد الله أيضًا على طوق النجاة في 30 يونيو بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دائمًا ما يعزز ويقدر دور المرأة المصرية، واصفًا إياهن بعظيمات مصر، ودائمًا ما يُثمن دورهن في الحفاظ على مكانتهن وفي الحفاظ على الدولة المصرية، وممارسة حقوقهن في جميع الاستحقاقات الانتخابية والدستورية؛ فنجد الرئيس السيسي منذ أن أعلن عام 2017 عام للمرأة المصرية والدولة المصرية تحت قيادته تمشي بخطوات سريعة نحو تمكين المرأة؛ فنجد 8 وزيرات في حكومة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، و 7 نائبات للمحافظين، بالإضافة إلى امرأتين اصبحوا في منصب محافظ، في حين نجد أنه في فترة حكم الإخوان لم تحظى المرأة سوى على حقيبتين في التشكيل الوزاري لرئيس وزرائهم هشام قنديل مع العلم أنه قام بإجراء تعديلات وزارية ثلاث مرات لم تمثل فيهم المرأة إلا بهاتين الحقيبتين الوزارية، كما وصل عدد النائبات في برلمان الإخوان لـ 11 مقعد فقط بنسبة 2%، في حين حظت المرأة المصرية خلال فترة حكم الرئيس السيسي في برلمان 2015على 87 مقعد بنسبة 14.5%، وفي 2020 وبعد التعديلات الدستورية التي خصصت للمرأة نسبة 25% والتي حصلت المرأة المصرية بموجبها على 142 مقعدًا بالإضافة إلى النسبة التي سيتم تعيينها من قِبل السيد الرئيس، فضلًا عن حصول المرأة المصرية على 10% من المقاعد بمجلس الشيوخ المصري.
وبهذا تتضح الرؤية بوجود فرق شاسع جدًا بين سيدة الجماعة الأولى نجلاء العياط والأخريات من القيادات النسائية لجماعة الإخوان اللاتي كانوا عنصر رئيسي ومؤثر في معاونة أزواجهم على هدم مصر وتحقيق الحلم الإخواني لجماعة الإخوان وتنظيمها الإرهابي، وبين سيدة مصر الأولى السيدة الوطنية الأصيلة انتصار السيسي في معاونة زوجها على تحقيق الحلم المصري وبناء مصر الحديثة لكل المصريين؛ فدولة 30 يونيو أرست مصطلح قيادات دولة من النساء والرجال يعملون لصالح مصر ووجدنا القيادات النسائية يُكَرّمون عربيًا ودوليًا، وليس قيادات حزب أو جماعة ضالة مصنفون على قوائم الإرهاب.
