فترة حكم الإخوان .. أحلام التقسيم وبيع الآثار وإيجار قناة السويس

في تقارير وتحقيقات, محليات, مصر, مقالات


حاولت جماعة الإخوان على مدار العقود منذ نشأتها أن تصدر لنا مشهد الجماعة الدعوية صاحبة الأعمال الخيرية المتمسكة بالدين الإسلامي الصحيح وأنهم مظلومين دائمًا بسبب اضطهاد السلطات لهم. وكان الشعب يصدق ذلك أو على الأغلب لا يعرف شيء عن الجماعة ومخططاتها كما كانت تعرف سلطات الدولة. لا أحد كان يعلم شيء عن أين تذهب أموال التبرعات التي تذهب للجمعيات الخيرية التابعة لهم والتي كانت تُستخدم في تمويل أنشطة الجماعة، وما هي تحركاتهم داخل وخارج الدولة بالإضافة إلى تاريخهم الدموي المليء بالاغتيالات والعمليات الإرهابية. ثم جاء ما يسمى بـ “الربيع العربي” بتخطيط أمريكاني ويمكن للجميع أن يبحث في تسريبات “هيلاري كلينتون” وزيرة الخارجية الأمريكية ولقاء مصور لها في الكونجرس الأمريكي وهي تتحدث عن خطة دعم الجماعات الإسلامية للصعود على رأس السلطات في الدول العربية حتى وصل الإخوان إلى الحكم في مصر.
كانت فترة صعبة للغاية في تاريخ مصر. فقبل حتى أن يتم إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وانطلق أفراد الجماعة في ربوع مصر للاحتفال بالفوز وكأنها رسالة بأن ذلك أصبح أمر واقع وأن أي نتيجة أخرى ستضع مصر وشعبها في مأزق المواجهة مع الجماعة المتطرفة التي تمشي بالأسلحة في الشوارع. فكانت هي الرسالة الأولى من الإخوان لشعب مصر بأنهم مختلفون عنّا، نحن شعب وهم شعب، نحن حزب وهم حزب آخر مختلف، وكأنهم دولة داخل الدولة. وفي الواقع هذا حقيقي، أدرك الشعب المصري منذ ذلك الوقت أن هؤلاء الأفراد ليسوا مصريين بل هم جماعة مختلفة لها تقاليد وعادات وقواعد مختلفة عن شعب مصر، بل والأصعب أن لهم مخططات مُكلّفين بتنفيذها تجاه مصر وشعبها وسيتم التنفيذ مهما كان الثمن حتى وإن كان على حساب مصر واستقرارها واستقرار شعبها. فعقيدة هؤلاء من الأساس أنه لا يوجد شيء اسمه وطن، لذلك بديهي جدًا بالنسبة لهم الاستغناء عن الوطن مقابل الثمن والمصلحة واستغلال الدين الإسلامي السمح الحنيف للوصول إلى أغراضهم الدنيئة.


بدأت المشاكل بين الجماعة والشعب المصري بإعلان دستوري غير شرعي يعطي السلطة المطلقة لرئيس الجمهورية دون أن يعترض أحد أو يراجعه أحد في قراراته ولا يجوز إلغاء القرارات وتم تحصين أي قرارات يتخذها الرئيس آنذاك، مما أثار غضب وحفيظة الشعب المصري من فكرة الانفراد بالدولة المصرية وكأن الشعب المصري ضيف على هذه الأرض.

وعندما خرج الشعب المصري للتعبير عن غضبه ورأيه من ذلك الإعلان، أرسلت الجماعة بلطجية مسلحين من شباب الجماعة للاعتداء على المعترضين والمعتصمين. فضلًا عن ذلك انهارت جميع الخدمات العامة داخل الدولة من كهرباء وبنزين وطوابير للعيش وأنابيب الغاز وغيرها. أصبحت الكهرباء تنقطع بالـ 8 ساعات يوميًا وطوابير للبنزين تملأ الشوارع وطوابير للعيش وأنابيب الغاز بالساعات.

أصبح الشعب المصري يعاني في حياته اليومية بالإضافة إلى المعاناة التي يشعر بها من وجود جماعة إرهابية على رأس السلطة تعبث بمستقبلهم ومستقبل وطنهم. ووصل بهم الحال إلى الحديث عن الدين المسيحي في قنواتهم والحديث بأنهم مختلفون مع الدين المسيحي والمسيحيين حتى شعر المسيحيين المصريين الذين هم جزء أصيل من شعب مصر بأن مصر أصبحت بلد أخرى غير التي يعرفونها وما كنت أن تقابل أحد الأصدقاء المسيحيين إلا وتجده يفكر أو يبحث عن هجرة.


بدأت تتوالى المشاكل بين الشعب والجماعة حتى أصبح يثار أحاديث عن تحويل قناة السويس إلى إقليم قناة السويس وأحاديث أخرى عن استقبال الفلسطينيين في غزة داخل سيناء وغيرها من الأشياء التي توحي بأن هناك خطة لتقسيم مصر ضمن مخطط كبير تنفذه أطراف دولية.

فهل معنى إقامة مشروع إقليم قناة السويس إلى أن يكون ذلك الجزء الهام من مصر مستقل عنها؟ هل هذه القناة التي تم حفرها بسواعد وأيدي المصريين يمكن أن يتم إيجارها لأحد يتحكم فيها وفي الشعب المصري؟ هل الشعب المصري يقبل في أن يفرط في أرضه وممتلكاته؟ ولماذا كان يدور الكلام في وقتهم عن التضحية بسيناء بعد كل هذه التضحيات التي بُذلت في سبيل عودتها كاملة إلى مصر مرة أخرى؟ لماذا كان يروج إعلامهم بأن الآثار حرام ويجب تكسيرها وهدمها؟ يريدون أن يهدموا التاريخ ويغيروا ما بها ويقسموها إلى أقاليم حتى إن أتى الوقت الذي تجد فيه أقاليم متصارعة داخل مصر تُفني بعضها البعض حتى يأتي المُخَطِط لكل هذا ويحتل هذه الأرض بكل سهولة. فما أسهل من أن تستولي على مكان يتصارع أهله وتم محو تاريخه وآثاره وحتى لو حاولت الدفاع عن الأرض فسيكون بعد فوات الأوان بعد انتشار الميليشيات المختلفة والأحزاب المختلفة والجميع يحمل السلاح وخصوصًا بعد محو التاريخ وهدم الآثار.

خطة مُحكمة كانت ستُنفذ على أيدي الجماعة الإرهابية. ولكن الله حمى مصر وشعبها وألهمه الوقوف أمام تلك المخططات وانحاز الجيش المصري العظيم للشعب في تلك الملحمة التي أنقذت مصر من طريق اللاعودة واللادولة.


وستظل ملحمة الـ 30 من يونيو هي ملحمة شعب وجيش أنقذت مصر من الضياع رغم تبعاتها من صعاب وعمليات إرهابية دنيئة استهدفت أبناء مصر المدنيين والجيش والشرطة. وتبعاتها أيضًأ من تكالب إعلامي إخواني تركي قطري على الدولة المصرية وعلى مؤسساتها وقادتها ومشروعاتها وهم يصرفون المليارات من الدولارات في مقابل فقط إسقاط الدولة المصرية ويحاولون قلب الحقائق ومهاجمة القادة الذين كان لهم دور في التخلص من تلك الجماعة الإرهابية المحظورة.

ولكن دائمًا ما كان يُظهر الشعب المصري وعيًا كبيرًا ويوجه إليهم الصفعة تلو الأخرى مؤكدًا لهم أن خططتهم السابقة والتي كانت أوشكت على الحدوث تم نسفها تمامًا ولن تعود مصر للوراء مجددًا ولن تسمح لهم بالبقاء فيها أو العبث بمستقبلها. فمصر ماضية نحو طريق ومستقبل مشرق عرفت فيه طريق الاستقرار والحفاظ على الأمن القومي والمقدرات وبناء الإنسان المصري للمستقبل.

فالهدف هو بناء مواطن مصري قادر واعي متمكن من أدواته يقدر على التحديات والصعاب ويكمل ما بدأه السابقون من أمجاد وحضارة وتاريخ.

المواضيع المرتبطة

هيئة الأرصاد الجوية تحذر المواطنين من طقس غير مستقر

أعلن الدكتور محمود القاياتي، عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية، إن البلاد شهدت يوم الأربعاء الماضي بداية رياح الخماسين،

أكمل القراءة …

كولر: عودة “عمرو السولية” لتشكيل الأهلي أمام مازيمبى فى دوري أبطال أفريقيا

يعود عمرو السولية، لاعب خط وسط النادى الأهلى، للتشكيل الأساسى فى مباراة مازيمبى الكونغولى المقرر لها غداً السبت بذهاب

أكمل القراءة …

ارتفاع جنونى فى أسعار الذهب في مصر

ارتفعت أسعار الذهب عالميا لمستوى قياسي، إذ ارتفع سعر الأونصة إلى مستوى تاريخي مسجلا 2400 دولارا بينما ارتفاع في

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل