لاقت كلمة الرئيس السيسي اليوم في احتفالية المولد النبوي الشريف بمركز المنارة إعجاب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تميزت كلمته بروح التسامح والتفاهم والحوار المتحضر المتفتح على الآخرين مطالبًا الجميع باحترام الأديان والأنبياء وأن شرط الإيمان بالله وبأديانه الثلاثة وبأنبيائه لابد أن يتوفر لدى كل شخص يعتنق أحد الديانات السماوية. وتحدث الرئيس عن أن هذا الأمر يؤذي المسلمين كثيرًا ولم يتوجه بأي كلمة إساءة أو لوم لأحد ولذلك طالب بضرورة مراجعة النفس فيما يخص هذا الأمر.
ووجه الرئيس بعض النصائح خلال كلمته لكل الغاضبين من أحداث الإساءة بأنه يجب أولًا أن نكون نحن من نبدأ بأنفسنا إذا كنا نحب النبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم) حقًا، فيجب أن نتأدب بأدبه ونتحلى بخلقه ونعامل الله فيما نفعله ونتقن عملنا ونتبع الصدق في كلامنا ونحترم الناس ونحافظ على حقوقهم. وذلك هو التمثيل المشرف للإسلام وللنبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم) من خلال خلقنا وعملنا وتحضرنا.
وأكد الرئيس أن المرحلة الحالية تحتاج لوعي وفهم صحيح للدين حتى تصل الرسالة السليمة للجميع ولا يتم تصدير صورة مشوهة عن الإسلام بسبب قلة قليلة ممن يحرفون معاني الكلمات ويخرجون الدين من سياقه لخدمة أهداف شخصية. لذلك على رجال الدين مهمة كبيرة وهي زيادة الوعي لدى الناس وإيصال رسالة الدين الحقيقية للعالم أجمع لكي تعكس الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين. وأن بناء الوعي يتطلب تعاون كافة مؤسسات الدولة لتشكيل وبناء شخصية قوية سوية وقادرة على مواجهة الصعوبات والتحديات وتستطيع أن تميز بين الحق والباطل. وتابع الرئيس أيضًا على أهمية مضاعفة الجهد المبذول في هذا الشأن للوصول لكافة شرائح المجتمع حتى نستطيع عبور المرحلة الراهنة.
وتوجه الرئيس بالتهنئة للشعوب العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى مولد نبيّ الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، مع التأكيد على أن رسالة الإسلام هي رسالة الرحمة والسماحة بين بني البشر حيث أن الأديان جميعها هدفها تحقيق مصالح الناس ومنفعتهم من خلال علاقتهم بالله (عز وجلّ) وليس الهدف التشدد والتطرف والإيذاء والشر. وأن الرسالة الإسلامية هي رسالة حرية بالأساس، فللإنسان حرية في الإيمان والعقيدة والاختيار ولكن يجب أن تتوقف جميع الحريات عند حدود حرية الآخرين فليس معنى الحرية أن يتم الإساءة للأنبياء ولأديان الآخرين. وعبّر الرئيس عن أن مكانة النبيّ الكريم (صلى الله عليه وسلم) عظيمة في قلوب المسلمين أجمع ولن تتأثر بأي شيء، ورفض بشدة أعمال العنف والتطرف والإرهاب التي تستخدم الدين بحجة الدفاع عنه حيث أن تعاليم الإسلام هي بالأساس تعاليم تحث على الرحمة والإنسانية والعيش مع الآخر وقبوله كما قال الله في كتابه العزيز: “لا إكراه في الدين”.
واختتم الرئيس حديثه بأن نجعل من ذكرى مولد النبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم) نبراسًا يضيء لنا الطريق لنعمر ونحقق المفهوم الحقيقي للرحمة والإنسانية وأن نجعل من وطننا صورة مشرقة لرسالة الدين الإسلامي السمحة وتعاليمه السامية التي كانت تحث على السلام والتعايش والتراحم بين البشرية جميعها.
