إذاعة القرآن الكريم من القَاهرة ..”والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”..”الله أكبر ما شعت بعالمنا شمس الحقيقة”..براعم الإيمان.. برنامج تعده وتقدمه الدكتورة هاجر سعد الدين.. على هذه الكلمات تربت أجيال كاملة استيقظت ففتحت إذاعة القرآن الكريم فسمعت تواشيح الفجر وأذانه وأدعية ما بعد الأذان استمعت إلى “من دوحة الدعاء في تمام الساعة السادسة إلا خمس دقائق ، نشأت على براعم الإيمان ، وعرفت معانى وتفسير القرآن الكريم من برنامج “خواطر الإمام”، في تفسير كتاب الله، للشيخ الشعراوي.
56 عامًا مضت على تأسيس إذاعة القرآن الكريم، التي بث إرسالها من القاهرة، رسميًا في 29 مارس عام 1964، وهي الأقدم على مستوى العالم بين إذاعات القرآن الكريم، أو الإذاعات الدينية بشكل عام، كما أنها تكشف عن الدور الحضاري والثقافي لمصر في محيطها العربي – الإسلامي.
التحريف سبب في نشأة إذاعة القرآن الكريم
في أوائل الستينيات من القرن الماضي ظهرت طبعة مذهبة من المصحف ذات ورق فاخر وإخراج أنيق، بها تحريفات خبيثة ومقصودة لبعض آياته، منها قوله تعالى: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {85}”(سورة آل عمران)، وطبعوها مع حذف كلمة “غير” فأصبحت الآية تعطي عكس معناها تمامًا! وكانت هذه الطبعة رغم فخامتها رخيصة الثمن، وكان تحريفها خفيًّا على هذا النحو.
واستُنفِرت وزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والأزهر الشريف ممثلًا في هيئة كبار العلماء، لكي تتدارك هذا العدوان الأثيم على كتاب الله، وبعد الأخذ والرد تمخضت الجهود والآراء عن تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، على اسطوانات توزع نسخ منها على المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي ولكن بسبب عجز القدرات والإمكانات المادية في الدول الإسلامية في ذلك الوقت عن إيجاد الأجهزة اللازمة لتشغيل هذه الأسطوانات على نطاق شعبي، فضلًا عن عدم توفر الطاقة الكهربائية اللازمة لها بحكم الوضع الذي كانت عليه دول العالم الإسلامي في أوائل الستينيات من القرن العشرين
ونتيجة لما سبق، انتهى الرأي والنظر في هذا الشأن من قبل وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المسئولة عن الإعلام في ذلك الوقت، وعلى رأسها الإعلامي الدكتور عبدالقادر حاتم، إلى اتخاذ قرار بتخصيص موجة قصيرة، وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذي سجله المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
بدأ إرسال إذاعة القرآن الكريم بقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
بدأ إرسال “إذاعة القرآن الكريم”، بقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في الساعة السادسة من صبيحة الأربعاء 11 من ذي القعدة لسنة 1383هـ الموافق 25 مارس لسنة 1964م، بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميًّا من السادسة حتى الحادية عشرة صباحًا، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساءً على موجتين “قصيرة ومتوسطة”.
مشاهير القراء المصريين الذين أثروا في العالم
عرف معظم المسلمين مشاهير القراء المصريين عبر تلك الإذاعة وكان على رأسهم: “فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوى وعبدالباسط عبد الصمد، والشيخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل والشيخ طه الفشني، والشيخ عبدالفتاح الطاروطى، والشيخ محمد الليثى.
السخرية من إذاعة القرآن الكريم
غضب كبير على مواقع التواصل الإجتماعي عقب سخرية شاب من إذاعة القرآن الكريم، الأمر الذي أدى للمطالبة بالقبض على الشاب ومحاكمته.
ولم يكتفى الشاب الذي ظهر في الفيديو بالسخرية من إذاعة القرآن الكريم والعاملين بها فقط، بل طال المحتوى المقدّم. حيث طالبوا “بتقديم بلاغ إلى النائب العام ضد الشاب الذي ظهر فى المقطع المصور، وأكّدوا أنّ ما يدور فى المقطع ليس فقط الإهانة لإذاعة القرآن الكريم، ورؤسائها والعاملين فيها، ولكن السخرية طالت المحتوى نفسه ليصل به إلى أن يذكر سيد البشر أجمعين سيدنا رسول الله، والصحابة بطريقة ساخرة استفزت مشاعر الجميع .
ونرصد لكم بعض من رموز تلك الإذاعة التر أنارت العالم وجعلت القرآن وتعاليم الإسلام تدخل البيوت عبر قلوب محبيها ليس في مصر فقط بل فالعالم أجمع.
كيف رد المصريين والعرب على السخرية من إذاعة القرآن الكريم
انهالت التعليقات على الشاب الساخر من إذاعة القرىن الكريم وانتقدوا فعلته وكيف يسخر من أقدم إذاعة قرآن فالعالم أدخلت القرآن البيوت المصرية وعلمت ملايين حول العالم أسس الإسلام وتعاليمه وأثرت في أجيال وأجيال
وجاءت التعليقات كالتالي:
منشدين فرقة نغم يعبرون عن تضامنهم مع إذاعة القرآن الكريم ضد السخرية
<iframe width=”693″ height=”390″ src=”https://www.youtube.com/embed/vv98Pnj4xPE” frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>
أشهر مذيعى إذاعة القرآن الكريم
فاطمة طاهر
15 عامًا و”فاطمة” وحيدة بإذاعة ”القرآن الكريم”، ينساب صوتها بتقديم برنامج الأطفال، وكذلك برامج للمرأة أشهر ”نساء مؤمنات”، التي حرصت على تقديمها لإظهار فضل الإسلام ومكانة المرأة فيه عكس ما يحدث بالواقع، وبرامج أخرى ”مساجد لها تاريخ”، حتى بدأ توافد النساء على الإذاعة، تولت تدريبهن، وتوارثن عنها برنامجها وتجددن فيه فبات ـ”طلائع الإيمان” يستكمل مسيرة مقدمته، مستقلاً عن البرنامج الأول، ولم تعد سيدة واحدة بل ثمانية ووصل الأمر لترأس ”هاجر سعد الدين” الإذاعة التي كان دخول المرأة إليها ”ممنوع”.
– هاجر سعد الدين
هي أول امرأة تتولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم، وأول من قدم برامج شاملة، منها برنامج براعم الإيمان، وموسوعة الفقه الإسلامي، وفقه المرأة، ومسلمات حول الرسول “صلى الله عليه وسلم”، وفي ملكوت الله.
– إبراهيم مجاهد
الرئيس الثامن لشبكة القرآن الكريم، وأول من تولى رئاستها من أبنائها، قدم العديد من البرامج الإذاعية التي توضح وسطية الإسلام، منها النداء في القرآن، ومن أسرار التنزيل، وعلى هامش التلاوة، وأئمة التفسير وبريد الإسلام.
– ممدوح السباعي
من أكبر مقدمي البرامج بإذاعة القرآن الكريم، اشتهر بتقديم برنامج “من دوحة الدعاء”، الذي يذاع قبل السادسة صباحاً بخمس دقائق.
إبراهيم خلف
أحد أشهر مقدمي إذاعة القرآن الكريم، اشتهر بإعداد وتقديم برنامج “خواطر الإمام”، في تفسير كتاب الله، للشيخ الشعراوي.
