تحديات لمصر من كافة الاتجاهات ..أطماع تركيا فالغاز وحرب ليبيا و تعنت اثيوبيا والإخوان

في home-slider-left, تقارير وتحقيقات

قّدر الله لمصر أن تكون في قلب العالم، ووهبها من فضله المكان الاستراتيجي المطل على البحار المختلفة، ومصب لنهر عظيم في أفريقيا، بالإضافة إلى الثروات العديدة في باطن أرضها وحضارتها التي مهدت الحياة للإنسانية كلها، وحلّت بركة الله بالتجلّي على أرضها وبركة أنبيائه بالمرور والعيش فيها واللجوء لها كملاذ. لذلك كانت مصر ولازالت وسوف تكون دائمًا هي المطمع لكل الدول والشعوب، وكل من يقفز قفزة حضارية يريد أن يزيد من قوته بالاستيلاء على أرضها وأن يحكم العالم من خلال وجوده فيها والسيطرة عليها وعلى ثرواتها ومقدراتها. ولكن من استطاع؟

مرورًا من العصر الفرعوني إلى العصر الحديث كانت التحديات دائمًا تداهم مصر، الهكسوس والتتار والرومان واليونانيين والفرنسيين والإنجليز والعثمانيين والصهاينة على سبيل المثال لا الحصر، كلهم حاولوا أن تكون مصر تحت سيطرتهم لأنها تضيف قوة وسيطرة على العالم لأيّ منهم. الأغلب فشل ومن نجح منهم لم يستمر لأن المقاومة المصرية دائمًا ما كانت لها الكلمة العليا حتى وإن طال بها الزمن. كل ذلك أكسب مصر الإرادة والعزيمة الفولاذية على تحدي كل شيء.

وحاليًا تواجه مصر تحديات جيوسياسية على كافة الجهات، في الشمال في بحرها المتوسط ومواجهة أطماع تركيا في الغاز، في الغرب الانقسام والحرب الدائرة في ليبيا وتدخل دول أجنبية تزيد من الأمور سوء، من الشرق الأزمة الفلسطينية وانقسام سوريا وتدميرها وتدخل دول أجنبية في الصراع، وفي الجنوب الاضطرابات في السودان وفي جنوب السودان بالإضافة إلى إثيوبيا وتعنتها وسد النهضة الذي أنشيء فقط من أجل التضييق على مصر. وأيضًا الخونة من الإخوان المسلمين وتبني قطر وتركيا لهم ودعمهم وإعلام قطري يُصرف عليه ببذخ من أجل إسقاط الدولة وتدميرها.  يبدو أن الأمور وتكتلها بهذا الشكل تُنهك وتُرهق أيّ دولة وإن كانت من الدول العظمى ولكن دائمًا الثقة هنا تأتي من التأكد من حفظ الله ورعايته لهذا البلد الأمين، وقدرة شعبها وإرادته وعزيمته التي تمتد جذوره إلى أعمق نقطة في التاريخ البشري.

وعلى مر التاريخ لم تتعرض مصر لكل هذه التحديات التي تحاصرها من كل الاتجاهات. فتسعى مصر للحفاظ على أمنها القومي ومقدراتها من المشاكل والأزمات والمؤامرات التي تُحاك لها. تريد مصر أن تحافظ على استكشافاتها من الغاز في البحر المتوسط وردع التركي الذي يحاول سرقة ثروات الغير. في الغرب تريد مصر أن تمنع الإرهابيين والمرتزقة التي ترسلهم تركيا من الاقتراب من حدودها الغربية لدرء السوء المُخطط لمصر من إرهاب وسلاح ومخدرات. ورغم دعم مصر الدائم للقضية الفلسطينية وحصار الفلسطينيين في قطاع غزة والفاصل فقط مع مصر هو معبر رفح والذي هو أيضًا يعتبر من التحديات لاحتياج الفلسطينيين لبعض المستلزمات أو المصالح والتي جعلت من معبر رفح مع مصر هو المتنفس الوحيد لهم وبالتالي يمكن تهريب عناصر غير مرغوب فيها من خلاله أو يشكّل صداع للقيادات في مصر بسبب الحصار الإسرائيلي. وعلى الصعيد الجنوبي في السودان وجنوب السودان فإن مصر تسعى لعقد المصالحات بين الأطراف المتنازعة في الدولتين، لأن أي عدم استقرار في الجنوب يهدد الأمن القومي المصري من تهريب إرهابيين أو زيادة الهجرة غير الشرعية عبر الأراضي المصرية. أيضًا مصر لديها حرب سياسية مع الجانب الإثيوبي الذي يسعى بتخطيط إسرائيلي قطري تركي للتأثير على مياه النيل والتي تمثل عصب حياة المصريين للضغط عليهم وإخضاعهم، وتعريض الشعب المصري وزراعته واقتصاده إلى مخاطر شديدة، ولكن الدولة المصرية حاليًا تتبع سياسة الصبر مع الجيران وسياسة المنافع للجميع دون الإضرار بمصالح مصر المائية والضغط الدولي على إثيوبيا وإشراك المجتمع الدولي في القضية لأن عدم نجاح المفاوضات أو عدم قدرة المجتمع الدولي في حل الأزمة لن يُبقي لمصر إلا خيار الدفاع عن مصالح وحياة شعبها. تتعرض مصر أيضًا لضغط إعلامي كبير جدًا وتسليط ضوء كبير على الشأن المصري والتضخيم من المشاكل وفبركة الأخبار وحث الناس على الثورات.

كل هذه التحديات تفوق قدرات الدول الكبيرة فما هو الحال بالنسبة لدولة نامية كمصر قد قامت من تخبطات سياسية وثورات ولديها تحديات داخلية عديدة اقتصادية واجتماعية وغيرها، ولكن لأن مصر عظيمة بفضل ربها وبفضل حفظه لها، فإنها قادرة على عبور التحديات جميعها ولكن لابد من تكاتف شعبها تجاه ما يُدبّر لها ولابد أن يعمل أكثر ويجتهد ويعرق أكثر لتحقيق إنجازات تفوق وتقضي على تلك المؤامرات، وعلى الجانب الآخر فإن العمل والإنجاز بالنسبة لمصر ليست رفاهية بل ضرورة لأن التحديات الداخلية أيضًا تقتضي ذلك لكي ينجو هذا الشعب بنفسه وببلده ويتقدم إلى الأمام لأن التحديات عديدة من زيادة سكانية كبيرة واقتصاد يجب أن يتطور وتعليم لابد أن يكون على المستوى المطلوب بالإضافة إلى الفقر والذي لا مفر من القضاء عليه لأن هذا الشعب وهذا البلد الأمين يستحق أن يعيش في خير ورخاء وسلام. وكما قال الله في كتابه العزيز “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” صدق الله العظيم. فنحن على ثقة بأن الله عز وجل سينجي هذه البلد وسيهدي شعبها إلى الصواب والخير وسيحميها لتكون آمنة كما وعد في كتابه المقدس.

المواضيع المرتبطة

وزير الزراعة

وزير الزراعة: استصلاح واستزراع أكثر من 450 ألف فدان في سيناء

قال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ان الدولة المصرية، تعتبر “سيناء” وتنميتها قضية أمن قومي، ولا مجال للتهاون

أكمل القراءة …

لن نفرط في شبر واحد.. الكلمة الكاملة لـ السيسي بالذكرى الـ42 لتحرير سيناء

توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بكلمة إلى الشعب المصري بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 42 لتحرير سيناء، مشددًا فيها

أكمل القراءة …

مجلس الوزراء يوافق على 11 قرار في اجتماعه الأسبوعي

وافق مجلس الوزراء خلال اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على عدة قرارات: وشملت قطع الأراضي التي تضمنها القرار؛

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل