“خط بارليف”.. أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. حطمه الجندي المصري في 6 ساعات

في home-slider-right, مصر

بعد حروب الاستنزاف التي قامت بها مصر بداية من عام 1967 حاولت إسرائيل أن ترسخ لدي العالم عقيدة واهية عن جيشها، كونه ” الجيش الذي لا يقهر” ، في محاولة لإبراز قوتها أمام العالم ولإضعاف عزيمة مصر والمصريين من الثأر للنكسة العسكرية التي طالتها في عام 1967.

 

ومن أهم الإستراتيجيات التي إعتمدت إسرائيل على ترديدها ، هي “خط بارليف” المنيع، حيث يعد «خط بارليف»، سلسلة من التحصينات الدفاعية التى كانت تمتد على طول الساحل الشرقى لقناة السويس، حيث قامت إسرائيل ببنائه بعد احتلالها لسيناء بعد حرب عام 1967، بهدف تأمين الضفة الشرقية لقناة السويس ومنع عبور أى قوات مصرية إليها.

 

 

سبب تسمية خط بارليف بهذا الإسم:

 

سمى «خط بارليف» بذلك الاسم نسبة إلى حاييم بارليف القائد العسكرى الإسرائيلى، حيث تكلف بناؤه نحو 500 مليون دولار، وتميز «خط بارليف» بساتر ترابى ذى ارتفاع يصل لما يتراوح بين 20 و22 مترا، وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، كما تميز بوجود 20 نقطة حصينة على مسافات تتراوح بين 10 و12 كيلومترا وفى كل نقطة نحو 15 جنديا تنحصر مسئوليتهم فى الإبلاغ عن أى محاولة لعبور القناة وتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التى تحاول العبور.

 

كما احتوى الخط على مصاطب ثابتة للدبابات، بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف فى حالة استدعائها فى حالات الطوارئ، وضمت قاعدته أنابيب تصب فى قناة السويس لإشعال سطح القناة بالنابالم فى حالة محاولة القوات المصرية العبور، والتى قامت القوات المصرية الخاصة بسدها تمهيدا للعبور فى واحدة من أعظم العمليات.

 

روجت إسرائيل طويلا لخط بارليف على أنه يستحيل عبوره وأنه يستطيع إبادة الجيش المصرى إذا حاول عبور قناة السويس، مدعية أنه أقوى من خط «ماجينو» الذى بناه الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى.

 

كان خط بارليف يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كيلومترا داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة، ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، بطول 170 كيلومترا على طول قناة السويس، وبنت إسرائيل الخط بعد عام 1967، والذى اقترحه حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلى فى الفترة ما بعد حرب 1967 بهدف تأمين الجيش الإسرائيلى المحتل لشبه جزيرة سيناء.

 

 

ضم خط بارليف 22 موقعا دفاعيا، و26 نقطة حصينة، تم تحصين مبانيها بالأسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية للوقاية ضد جميع أعمال القصف، كما كانت كل نقطة تضم 26 دشمة للرشاشات، و24 ملجأ للأفراد بالإضافة إلى مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات ومرابض للدبابات والهاونات، و15 نطاقا من الأسلاك الشائكة ومناطق الألغام.

 

وتعتبر كل نقطة حصينة به عبارة عن منشأة هندسية معقدة تتكون من عدة طوابق وتغوص فى باطن الأرض بمساحة تبلغ 4000 مترا مربعا، وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التى تتحمل القصف الجوى وضرب المدفعية الثقيلة، حيث إن لكل دشمة عدة فتحات لأسلحة المدفعية والدبابات، وتتصل الدشم ببعضها عن طريق خنادق عميقة.

 

وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائرى إذا ما سقط أى جزء من الأجزاء المجاورة، ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى سلكيا ولاسلكيا بالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكة الخطوط المدنية فى إسرائيل ليستطيع الجندى الإسرائيلى فى خط بارليف محادثة منزله فى إسرائيل.

 

 

بينما اعترض أرييل شارون الذى كان يتولى منصب قائد الجبهة الجنوبية على فكرة الخط الثابت واقترح تحصينات متحركة وأكثر قتالية ولكنه زاد من تحصينات الخط أثناء حرب الاستنزاف.

انتصار حرب أكتوبر:

وفى السادس من أكتوبر عام 1973 تمكن الجيش المصرى من عبور قناة السويس واجتياح خط بارليف، حيث أفقد العدو توازنه فى أقل من ست ساعات، حيث يوافق ذلك اليوم «يوم كيبور» أو عيد الغفران لدى اليهود.

 

وبدأ الجيش المصرى الهجوم بالضربة الجوية، مستغلا عنصرى المفاجأة والتمويه العسكريين الهائلين اللذين سبقا تلك الفترة، كما تم استغلال عناصر أخرى مثل المد والجزر واتجاه أشعة الشمس من اختراق الساتر الترابى فى 81 موقعا مختلف وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات الضغط العال، التى قامت بشرائها وزارة الزراعة للتمويه السياسى ومن ثم تم الاستيلاء على أغلب النقاط الحصينة للخط بخسائر محدودة ومن الـ441 عسكريا إسرائيليا تم قتل 126 وأسر 161، بينما لم تصمد إلا نقطة واحدة هى نقطة بودابست فى أقصى الشمال فى مواجهة بورسعيد.

 

وفى سبتمبر عام 1969، اقترح صاحب فكرة خراطيم المياه، اللواء المهندس باقى زكى يوسف، فكرة استخدام ضغط المياه لإحداث ثغرات فى الساتر الترابى المعروف بخط بارليف والتى تم تنفيذها فى حرب أكتوبر عام 1973، حيث تم تسجيل الفكرة باسمه لحفظ حقوقه المعنوية، وكان تحطيم أسطورة خط بارليف، وبرغم بساطه تلك الفكرة إلا أنها أنقذت 20 ألف جندى مصرى على الأقل من الموت المحقق.

 

وبعد أيام من حرب أكتوبر فى 22 نوفمبر 1973 أعلنت صحف غربية: «إن اجتياح المصريين خط بارليف، جعل الأمة العربية بكاملها تنفض عن نفسها آثار المهانة التى تحملت آلامها منذ 1967».

 

 

وفى وصف دقيق لخط بارليف، «إنه أقوى خط دفاعى فى التاريخ الحديث كان يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كيلومترا داخل شبه جزيرة سيناء، يتكون من الخط الأول والرئيسى على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس وبعده على مسافة من 3 إلى 5 كيلومترات كان هناك الخط الثانى ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية ثم يجىء بعد ذلك وعلى مسافة تتراوح بين 10و12 كيلومترا الخط الثالث الموازى للخطين الأول والثانى الذى كان يحتوى على تجهيزات هندسية أخرى وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، وكل هذه الخطوط بطول 170 كيلومتر على طول قناة السويس».

 

وبسبب تلك التحصينات، لم يكن يخطر ببال قادة إسرائيل أن العرب يمكنهم تدمير هذا الخط الحصين، بل إن بعض الخبراء العسكريين الغربيين بعد دراستهم لتحصينات خط بارليف والمانع المائى أمامه «قناة السويس»، قالوا: «إنه لا يمكن تدميره إلا إذا استخدمت القنبلة الذرية»، إلا أنه وبعد العبور العظيم فى 6 أكتوبر، وقف قادة إسرائيل فى ذهول بعد أن دمر هذا الخط الدفاعى خلال ساعات ليتبرأ موشى ديان منه قائلاً: «إن هذا الخط كان كقطعة الجبن الهشة».

 

 

عزيمة الجندي المصري.. “إما النصر أو الشهادة”

 

لم تلك لكل تلك التحصينات المنيعة التي قامت إسرائيل بصناعتها، لتصمد أمام عزيمة الجندي المصري، الذي يؤمن بعيدة واحدة ، هي الإيمان بالله ، والموت في سبيل وطنه والحفاظ على عِرضهِ وشرفه.

 

هرمت شجاعة الجندي المصري “خط بارليف”، وحطمت جدار الخسه والندالة للعدو الصهيوني، ووقفت بكل عزة وشرف في وجه طغيانه وجبروته، لتصفعه على وجهه “لطمةً” تودي به إلى غير رجعة.

المواضيع المرتبطة

الكاف تصدر قرار عاجل ضد الحكم التشادي بعد دفعه لاعب الأهلي

لقد شارك الإعلامي أمير هشام، قرارات الاتحاد الافريقي لكرة القدم ضد الحكم التشادي محمد الحاج علي، بعد دفعه لاعب

Read More...
وزير الصحة

وزير الصحة يفتح تحقيق عاجل فى وفاة طفلة تأخرت عليها سيارة الإسعاف

تابع الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الشكوى الخاصة بقصور في خدمة إسعافية، تضمن تغيير

Read More...

بعد 40 عاما فى السجن .. الحكم بالبراءة من جريمة قتـل بائعة زهور

أعلنت محكمة الاستئناف في بريطانيا  حكما ببراءة رجلًا أُدين ظلمًا في جريمة قتل لم يرتكبها بعد أربعين سنة قضاها

Read More...

قائمة الموبايل