على الرغم من مرور الزمن، وتوالي السنوات يوماً بعد يوم، تظل القضية الفلسطينية في قلب كل عربي، وستخلد تلك القضية بذكرى كل من ماتوا واستشهدوا في سبيل الدفاع عنها، في كل زمان ومكان.
واليوم تحل الذكرى العشرون لحادثة مقتل الطفل محمد جمال الدرة، برصاص العدو الصهيوني، والتي حدثت في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبر عام 2000، بعد يومين فقط من اندلاع انتفاضة الأقصى المبارك.
وبالرّغم من مرور 20 عامًا، على استشهاده إلا أنّه لا يزال مشهد استشهاد الطفل الدرة مطبوعًا في أذهان الفلسطينيين والعرب والعالم أجمع، حتى اليوم وهو يحتمي بوالده من وابل الرصاص الإسرائيلي الذي انهال عليهما كالمطر.
لحظة استشهاد الطفل محمد الدرة
وقعت حادثة قتل الصبي محمد الدرة في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبر عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية. والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية.
وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، وسط إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه.
وبعد تسع وخمسين ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، بتعليق صوتي من رئيس مكتب فرنسا 2 بإسرائيل، شارل إندرلان، الذي لم يشاهد الحادث بنفسه، ولكنه اطلع على كافة المعلومات المتعلقة به، من المصور عبر الهاتف، أخبر إندرلان المشاهدين أن محمد الدرة ووالده كانا “هدف القوات الإسرائلية من إطلاق النيران”، وأن الطفل قد قتل.
وبعد التشييع في جنازة شعبية تخلع القلوب، مجّد العالم العربي والإسلامي محمد الدرة باعتباره شهيدًا.
وفي الذكرى العشرون لاستشهاد الطفل محمد جمال الدرة، على يد قوات الإحتلال الغاشم، ظهرت العديد من التدوينات، التي تذكر استشهاد “الدرة”.