رأيناك تشحت الثورة من الناس، وتطالب الشرطة بالوقوف بجانب الشعب وتتطاول على الشرطة في نفس الوقت. كيف تستجيب لك الشرطة بعد التطاول! حالك صعب للغاية والتخبط والتردد والتوتر يملأ قلبك وعقلك وكأنك تسأل حالك، ماذا فعلت بنفسي؟ ما هذا الطريق الذي سلكته ومضطر أن أكمله إلى نهايته، لأنه طريق بلا رجعة ولن يُثنيك عنه اعتذار ولن يُفيدك الرجوع. هو طريق بلا عودة.
حالك صعب في الغربة تمشي وحيداً وسط الطرقات الخالية ليلاً تشحت الثورة، تعاني الوحدة في الغربة، تتطاول على المسؤولين والشرفاء الذين يعملون ليل نهار، تمكن منك اليأس والإحباط من ضرورة العودة إلى مصر وأنه لا سبيل لعودتك غير الثورة. نُبشرك بأن مستقبلك لن يخرج عن طريقين اثنين: إما بقاءك في الغربة وحيداً تائهاً مدى عمرك، أو تسليمك إلى مصر للمحاكمة عما فعلته من جرائم.
لماذا هذه العصبية يا “مقاول”؟ حتى وصل بك الحال إلى أن تتهم القنوات الإخوانية والتركية بالخونة. كيف وصل بك الحال إلى التطاول على أسيادك وأولياء نعمتك وسبب وجودك في إسبانيا بهذه التهمة. ما هذا الارتباك الذي أصبحت تعاني منه تمشي في شوارع إسبانيا يومياً تكلم نفسك في التليفون كالمجنون تريد الثورة بأي ثمن وبأية طريقة وفي عقلك الباطن نرى رسالتك “أنا مش قادر وعايز أرجع مصر”.
يبدو أنك لا تعلم بعد مصيرك في الفترة المقبلة إذا لم تقم ثورة. هل “الخونة” كما ذكرتهم أنت سيظلون مستمرين في الاعتماد عليك أم ستُلقى في سلة المهملات لأنك أصبحت دون تأثير ودون فائدة. أم أنك في نفق مظلم لا أنت قادر على التكيف في الغربة ولا أنت قادر على العودة لمصر ولا مؤهلاتك ولا لغاتك تؤهلك للاستمرار هناك. يا له من مأزق!
ماذا تفعل يا “مقاول”؟ سؤال يسأله الجميع لك وتسأله أنت لنفسك، طال الأمد بك في سراب ولا أمل لك في أي شيء، أصبحت كارت محروق للإخوان وقطر وتركيا وفقدت وطنك وأهلك، والأهم من ذلك كله أنك أصبحت منبوذاً بين 100 مليون مصري وملايين من العرب الشرفاء. وأضيف لك أنك إن فقدت دعم الإخوان في الخارج فستصبح مشرداً في شوارع أوروبا دون مأوى وهذا ما نتوقعه لك. يومها ستندم ندم العمر وتتمنى أن حالك سيكون أفضل لو كنت مشرداً في مصر.
يجب أن تنسى الثورة تماماً لأن الشعب المصري ضحّى تضحيات عظيمة من أجل الاستقرار. تحمل الإجراءات الاقتصادية الإصلاحية بجلد وقوة، وتحمل ثمن باهظ من فقدانه لأبنائه الشرفاء من المواطنين وشهداء أبرار من الجيش والشرطة نتيجة جرائمكم الإرهابية. وأن أي خلل باستقرار هذا البلد سيؤدي إلى مزيد من المعاناة ومزيد من الفقر ومزيد من الشهداء بالإضافة إلى مزيد من المؤامرات الخارجية التي تدعمونها أنتم في الخارج من دعمكم للإرهابيين في سوريا وليبيا ودعمكم لسد النهضة وطمعكم باكتشافات الغاز بالمتوسط.
ويجب أن تعلم علم اليقين أن الشعب المصري لن يرجع للوراء ولن يتم خداعه بأساليب وضغط إعلامي ممنهج لمجرد أن لكم أطماع شخصية تريدون فرضها عليه. وأن التاريخ سيذكر كيف واجه الشعب المصري هؤلاء الخونة بوعيه وتضحياته وجعل من تأثيركم عليهم كـ صفر على اليسار، وكم من أموال صُرفت دون جدوى لتحقيق أهدافكم الدنيئة في الهواء. شعب تعود جذوره إلى ما يزيد عن 6000 عام لن يتغلب عليه مجموعة من المرتزقة ظهروا فقط في فترة تقل عن 100 عام مهما بلغت ثرواتهم، ستنفذ ثرواتكم وينتهي نفوذكم وتختفون من على الخريطة وتبقى مصر أبد الدهر. وسيتم ذكركم في التاريخ كما قال عليكم “المقاول”: يا خونة.
الشعب المصري فقط هو من يصنع التاريخ وليس أنتم يا “خونة”.
