بعد دعوة المقاول المصري محمد علي، في فيديوهاته من إسبانيا، المصريين إلى التظاهر يوم الأحد الماضي 20 سبتمبر، فضلا عن شحن قنوات الاخوان المتواصل والدعوة للثورة المزعومة وتكثيف جهود قناة الجزيرة القطرية على مدار الساعة ضد مصر ، اتجهت الأنظار إلى شاشات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعى لمتابعة الأحداث ليفاجأ كلا منا بكم التضارب فى الأحداث بين القنوات المصرية وقنوات الاخوان ، فالقنوات المصرية تبث الحقيقة التى يمكن لكل مصرى التاكد منها بمجرد نزوله للشارع أو أقرب ميدان وهى أن الأمور طبيعية والأمن مستتب كأى يوم عادى، بينما قنوات الاخوان والجزيرة تبث مزيد من التزييف للواقع بعرض فيديوهات مفبركة لتظاهرات يزعموا أنها شرارة الثورة وأن المصريين كسروا حاجز الخوف والواقع أن مايدعونه مظاهرات هو فى الحقيقة مشهد لا يتعدى العشرة أفراد فى الغالب لا يعلموا ما الذى أتى بهم الى هنا من الأساس .
ووسط دعوات التظاهر وتأكيدات ونفي الاحتشاد في مصر، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بما يمكن وصفه بحرب الفيديوهات من قبل من زعموا بدء “الثورة” ، فقد نشرت الصفحات الإخوانية دعوات المقاول الهارب محمد علي – للتظاهر في الشوارع وأمام المنازل، فضلا عن نشر صور قديمة واعادة استخدامها بشكل خاطئ واثبات نسبها للمصريين ، بالاضافة الى خلق العديد من الصفحات الوهمية واللجان الالكترونية لتصعيد هاشتاج معين وغيرها من أساليب قنوات الاخوان المعهودة .
وبالطبع بعد رفض الشعب المصرى المتوقع لدعوات التظاهر المذكورة وفشل محمد على للمرة الثانية خرج فى فيديوهات يسب المصريين ويتوسل لهم للنزول ويدشن هاشتاج “أبوس ايديكوا انزلوا” ويكأن الثورة الحقيقية تحتاج مثل كل هذا التوسل ! مسكين حتما لم يشهد ثورة 30 يونيو ليعرف كيف تصنع الثورات الحقيقية ، لا من صنع فرد ولا جماعة وانما من الشعب فقط ، الشعب الذى اذا أراد يصنع المعجزات واذا لم يرد لن ينجح معه مئة شخص من امثال محمد على ولا مئة جماعة من أمثال جماعة الاخوان الارهابية .
العجيب فى الموضوع أن مايحدث الآن هو نفس سيناريو العام الماضى بالضبط وفى نفس التوقيت وتقريبا نفس التفاصيل ، ألم يتعلموا من التجربة ؟ ألم يلقنهم الشعب المصرى درسا قاسيا فى رفض الفوضى والخراب ؟ ألم يتيقنوا بعد أن الشعب المصرى رأى الوجه القبيح للاخوان وألاعيب تحريضهم ولن ينسى أبدا جرائمهم ؟ أم مازالوا يعيشون فى الوهم ؟ كم من الوقت يتطلب الأمر ليفهم محمد على وأمثاله أن أكاذيبهم لم تعد تنطلى على المصريين ؟ الحقيقة أن الشعب المصرى لا يمانع تلقينهم مزيد من الدروس الا أننا نفضل الالتفات الى بناء مستقبل بلادنا بدلا من تضييع الوقت مع هؤلاء الفشلة !
