فيروس الكورونا واحد من عائلة الفيروسات التاجية الذي فرض نفسه على العالم و اصبح حديث الساعة و تسبب فى انهيار أعتي الانظمة الصحية و اكثرها تطورا ، لم يكن ذلك الفيروس هو اول التحديات التى تخوضها وزارة الصحة فى الفترة الحالية و لن يكون اخرها لكنه قد يكون التحدى
الأصعب و الأخطر
فوجئنا جميعا بين ليلة و ضحاها فى اواخر العام الماضي بالاعلان عن فيروس غريب و جديد يهاجم الجهاز التتفسي و يسبب اعراضا شديدة تتشابه مع اعراض الانفلونزا الموسمية و لكنه يتخطاها بتسببه فى عدد اصابات و معدل وفيات متزايد و فشل كل محاولات السيطرة عليه
و تواترت الانباء عن مدينة ووهان الصينية كمنشأ للوباء الجديد و بعيد عن فكرة هل هو فيروس تم تصنيعه داخل المختبر ام هو نتاج طبيعي لاستخدام الخفافيش كطعام فى الثقافة الصينية ، فقد وضع هذا الفيروس المستجد العالم اجمع تحت الاختبار و فرض وضعا صحيا جديدا و اعاد للذاكرة الانفلونزا الاسبانية ذلك الوباء الذي راح ضحيته ما يزيد عن ٥٠ مليون من البشر فى اوائل القرن الماضي
و لم تكن مصر بمعزل عن الاحداث فمنذ اللحظات الاولي كانت وزارة الصحة تتابع ما يحدث فى الصين و تحضر لسيناريوهات المواجهة فى حالة وصول الفيروس إلينا و قد ادارت وزارة الصحة الازمة الوبائية و الوضع الصحي بطريقة اشاد بها القاصي و الداني و رحبت بها بل و لاقت استحسان منظمة الصحة العالمية و العديد من دول العالم
فقد خطت الوزارة اولي خطواتها فى مواجهة الجائحة منذ اعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن قيام مصر بالترتيب لعودة المصريين العالقين بمدينة ووهان الصينية المنعزلة عن العالم و تم فتح اولي مستشفيات العزل بمحافظة مطروح و بدء تطبيق الاجراءات الوقائية و الاحترازية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية
و كان التنسيق مع كافة الوزارات و اجهزة الدولة المعنية و تفعيل دور الحجر الصحي بالمطارات و الموانئ المصرية والعمل على توفير كافة الادوية و الاحتياجات و مستلزمات الوقاية الشخصية للاطقم الطبية و تطبيق خطة الترصد الوبائي و فحص المخالطين للحالات الايجابية و تجهيز مستشفيات العزل الصحي التي توالي دخولها الخدمة حتي وصلت الى ٢١ مستشفي عزل موزعة على كافة انحاء الجمهورية
كما قامت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بعدة زيارات لدول مثل الصين و ايطاليا و ذلك لتقديم الدعم و الوقوف على الوضع الوبائي و نقل تجارب هذه الدولة فى مواجهة الجائحة و الاستفادة من هذه التجارب و استباق الاحداث بالقياس لما حدث فى تلك الدول
و لم تنسي مصر فى خضم المواجهة الاشقاء و الاصدقاء فكانت المساعدات الطبية الى الدول الصديقة و الشقيقة و منها الصين و ايطاليا و الولايات المتحدة و السودان و العراق و غيرها
و قد تجلي النجاح فى التجربة المصرية فى ادارة حظر التجوال الجزئي و الموازنة بين الحفاظ على الوضع الوبائي و مكافحة انتشار الفيروس و عدم تضرر النشاط الاقتصادي و فى تعديل خطط المواجهة و طرق العلاج بالتنسيق و التعاون مع منظمة الصحة العالمية ، فانتقلت خطة الوزارة من العزل المنزلي للحالات المصابة و المخالطين و حالات الاشتباه الى اعتماد العزل المنزلي و المتابعة للحالات البسيطة لتخفيف العبء عن المستشفيات و لاستيعاب مزيدا من الحالات المتوسطة او الحرجة
كما تم الاستعانة بمستشفيات الصدر و الحميات للمشاركة فى العزل الصحي و مع تزايد اعداد الاصابات توالي دخول مستشفيات وزارة الصحة للعزل الصحي ليصل العدد الي اكثر من ٣٧٠ مستشفي تقدم خدمة الفرز و العزل للمرضي
كما تم استحداث تطبيق الكتروني للهواتف المحمولة بالاضافة للخط الهاتفي الساخن و ذلك للابلاغ عن حالات الاصابة و الاشتباه و كذلك لتقديم المشورة و الدعم للمواطن
و على جانب اخر، تتواصل مساعي الوزارة للحصول على لقاح لكورونا و تم التوصل بالفعل لاتفاقات مع عدة شركات مصنعة للقاحات واعدة متوقع نجاحها فى مواجهة الفيروس و ذلك لتوفيرها داخل مصر بل و العمل على تصنيعها بمصر
كما بدأت الوزارة مؤخرا اجراء تجارب سريرية على احد اللقاحات الصينية الواعدة و ذلك لقياس فاعليته و فى حالة نجاح التجارب سوف يتم المشاركة فى تصنيع ذلك اللقاح
داخل مصر
لم تتوقف الوزارة بقطاعاتها المختلفة عن تقديم الخدمة الطبية لاصحاب الامراض المزمنة او الحالات الحرجة او حالات الجراحات المتخصصة او استكمال مبادرات ١٠٠ مليون صحة او صحة المرأة او القضاء على فيروس سي او حتى استكمال تطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل بمحافظات المرحلة الاولي و ذلك ايمانا بدورها فى تقديم الخدمة الصحية اللائقة للمواطن المصري بجانب دورها فى مجابهة الجائحة الوبائية و ذلك فى ضوء توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
