الشعب الليبي ينتصر.. السراج يستقيل ويقتل أحلام الغازي العثماني في السيطرة على ثروات ليبيا

في خطوة غير متوقعة، قام رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، بالإعلان عن تقديم استقالته من منصبة .

 جاء ذلك خلال خطابه عبر لقاء تليفزيوني مساء اليوم، قائلاً: “أعلن للجميع رغبتى الصادقة فى تسليم مهامى للسلطة التنفيذية القادمة فى موعد أقصاه نهاية شهر أكتوبر القادم”.

ليبيا: مظاهرات في طرابلس احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية

شهدت العاصمة الليبية طرابلس وعدد من مدن الغرب الليبي ، خلال الأسابيع الماضية، عدداً من التظاهرات الضخمة، احتجاجا على أداء حكومة السراج.

وقام المئات من الليبيين بالتجمع في العاصمة طرابلس مساء الأحد، حيث تظاهروا احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية وانتشار الفساد وانقطاع الخدمات كالكهرباء والماء، وطول الانتظار أمام محطات الوقود في البلد الذي يشهد نزاعات مسلحة منذ سنوات.

كما تجمع المحتجون أمام مقر حكومة الوحدة قبل أن يتحولوا إلى ساحة الشهداء في وسط طرابلس ورددوا شعرات من قبيل “ليبيا! ليبيا!” و”لا للفساد”.

بعد أيام من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه كل من حكومة الوفاق وبرلمان بنغازي، تظاهر مئات الليبيين مساء الأحد في طرابلس للتعبير عن غصبهم إزاء تدهور الظروف المعيشية والفساد، قبل أن تفرقهم قوات الأمن في بلاد تشهد نزاعات مسلحة منذ سنوات، وفق ما أفاد شهود.

 وقام المتظاهرون بالتجمع أمام مقر حكومة الوحدة ثم انتقلوا إلى ساحة الشهداء في وسط طرابلس متجاهلين القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا الذي تتسارع وتيرة إصاباته في البلاد، وواكبت المتظاهرين سيارات الشرطة وقوات الأمن لمنع أي تفلّت أمني أو أعمال تخريب.

الفستاد يستشري في جسد الشعب الليبي

لم تسيطر على ليبيا الفوضي والحروب الأهلية والصراعات الداخلية فحسب، بل إنها غارقة أيضا في الفساد المالي الداخلي، إذ تحتل المرتبة رقم 168 من أصل 180 دولة مدرجة على قائمة منظمة الشفافية الدولية عام 2019، علما بأن كانت في المرتبة 146 قبل اندلاع الانتفاضة التي أطاحت بحكم القذافي.

 وفي السنوات الأربع الأخيرة، أي في ظل حكومة الوفاق، كانت الأرقام متدنية للغاية تراوحت بين  14- 18 نقطة، رغم أن هذه الحكومة تدعي أنها شرعية ومدعومة من الأمم المتحدة.

 وعبر ديوان المحاسبة الليبي، أحد أجهزة الرقابة في البلاد، عن “قلقه وحزنه” على احتلال ليبيا موقعا متدنيا في هذه القائمة، التي من أسبابه المحاصصة القبلية والجهوية عند تولي المهام القيادية في الدولة”.

وفي مثال يظهر الفساد المستشري في ليبيا، دعا ديوان المحاسبة وزارة الاقتصاد إلى إطلاق بوابة تعنى بنشر مناقصات للمشتريات، رغم أن هذه الأمر من بديهيات الشفافية.

وحاول السراج في الآونة الأخيرة إظهار نفسه في صورة مكافح الفساد، عبر عقد لقاءات مع الهيئات الرقابية في ليبيا، لكن صحيفة “هيرالد ليبيا” الناطقة بالإنجليزية قالت إن الحكومة تشدقت كثيرا بالشفافية ومحاربة الفساد.

السراج يفتح أبواب ليبيا على مصرعيها أمام الغازي العثماني

أزال النظام التركي قناع السلام وأظهر وجه الطمع والخسه، بعد أن أظهر مخططاته الاستعمارية في ليبيا، بعد اعتراف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار صراحة بتدخل بلاده العسكري في ليبيا، زاعماً أن هذا التدخل سيغيّر موازين القوة على الأرض لمصلحة مليشيات السراج والمليشيات الإخوانية والإرهابية الموالية لها.

وارتمى السراج في أحضان الغازي العثماني، حاملاً له مفاتيح ليبيا على طبق من ذهب، وأعقب ذلك تكثيفٌ غير مسبوق للتدخل العسكري التركي في ليبيا، مع تواتر التقارير الموثوقة التي تفضح حجم هذا التدخل العسكري التركي في ليبيا سواء بالأسلحة أو بالميليشيات الإرهابية التي تريد تركيا التخلص من عبئها بعد فشلها في تحقيق أي هدف لهم في سوريا، في انتهاك صارخ للسيادة الليبية، وللقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة الليبية، وللتعهدات التي قطعتها أنقرة على نفسها في مؤتمر برلين مطلع العام الحالي، والذي دعا إلى وقف التدخلات الخارجية ووقف الدعم العسكري للأطراف الليبية المتنازعة.

وبهذه الفعلة الشنعاء، لم يدر السراج بأنه يعطي السكين لأردوغان، لكي يقوم هذا النظام التركي بتدخلاته غير المشروعة بسفك دماء الشعب الليبي وزهاق أرواح أبنائه وهدم استقراره وأمنه، محاولاً التغطية عليها، والبحث عن غطاء باسم الشرعية لستر عوراته ومساوئه التي ظهرت أمام أنظار العالم.