في ظل الاضطرابات العالمية التي تشهدها البلاد والاقتصاد العالمي، وبالرغم من توقف عدد هائل من القطاعات التجارية لم تتوقف أنشطة الشركات التكنولوجية الكبرى.
في الأشهر القليلة الماضية – على سبيل المثال- أعلنت شركة أمازون عن توظيف مئات الآلالف من العاملين بدوام كامل، لتلبية الطلب المتزايد على خدمتها، كما تزايد استخدام خدمات الرسائل الخاصة ومكالمات الفيديو عبر موقع التواصل االجتماعي ”فيسبوك“، كما أكدت شركة ”مايكروسوفت“ تزايد اإلقبال على خدماتها.
ومع تزايد الاعتماد على العمل والدراسة عن بعد، زاد الاعتماد بالتبعية على الخدمات المقدمة من كبرى الشركات التكنولوجية، واعتمد كثيرون على مواقع التجارة الإلكترونية. كما تزايد الاعتماد على ”نتفلكس“ و“أمازون برايم فيديو“ و“يوتيوب“ مع إغالق دور السينما. وتجلت مزايا الحوسبة السحابية التيُيقدمها كٌل من ”جوجل“ و“أمازون“ و“مايكروسوفت“، ال سيما للشركات التي تعتمد على بنيٍة تحتيٍة معلوماتيٍة داخليٍة. كما استعادت عشرات المصانع التكنولوجية المغلقة نشاطها مرًة أخرى .
على سبيل المثال، انضم نحو 6.39 مليون مشترك إلى حزمة 365 Office لتطبيقات اإلنتاجية، بزيادة بلغت 16 %عن عام 2019، وَيضم تطبيق التواصل Teams أكثر من 75 مليون مستخدم نشط. كما َجنت ”مايكروسوفت“ مزيدًا من الإيرادات نتيجة تفضيل العمالء التجاريين حزمة E5 إضافيٍة.
انعكس هذا الرواج على أرباح هذه الشركات التي حققت مستويات عالية -على سبيل المثال- حققت 10 شركا ٍت عالمية كبرى ُمتخصصة في التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية والترفيه) ومن بينها: ”أمازون“، و“آبل“ و“فيسبوك“، و“مايكروسوفت“( أرباًحا هائلًة ُق ّدرت بنحو 975 مليار دولار، لترتفع قيمتها السوقية من 8.5 تريليونات دوالر في نهاية 2019 إلى 78.6 تريليونات دوالر بنهاية مايو الماضي.
ووصلت شركة ”أمازون“ قيمتها السوقية إلى 7.293 مليار دوال. كما ارتفعت القيمة السوقية لشركة ”إنفيديا Nvidia(” المتخصصة في معالجات الرسومات وبطاقات العرض المرئي( إلى 1.222 مليار دولار).
وجنًبا إلى جنب مع الشركات الكبرى، شهدت بعض الشركات الناشئة المتخصصة في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية إقباًلا متزايدا ) لا سيما تلك التي تقدم خدمات: التشخيص عن بعد، ورعاية المسنين، والكشف عن الأمراض والوقاية منها.
وبجانب ذلك، شهدت الشركات التيُ تقدم خدمات ”الفيديو كونفرنس“ والاجتماعات عن بعد، مثل ”دينغ توكDingtalk ،” و“زوومZoom ،” تزايدًا مضطردًا في أعداد مستخدميها.
في هذا السياق، أعلنت شركات ”آبل“ و“أمازون“ و“فيسبوك“ و“مايكروسوفت“ و“ألفابت“ عن حوالي 9-10 ُيمكن فهمه في ضوء السيولة صفقات خالا العام الجاري، وذلك في أسرع صفقات لها منذ عام 2015.
وبالنظر إلى شركة ”فيسبوك“ تحديدًا، يمكن القول إنها تشهد طفرًة كبرى وصفها البعض بـ“لحظة الخالص“ بالنظر إلى جهودها في مكافحة فيروس كورونا، والتأكيد على سالمة المستخدمين، ودعم جهود منظمة الصحة العالمية، وتمكين إدارات الصحة من تتبع المرضى والمصابين بالفيروس، لتتمكن بذلك من تجاوز عدٍد من الفضائح التي لحقت بها، مثل كامبريدج أنالتيكا، وغيرها.
كما أطلق المديرون التنفيذيون في ”أمازون“ حملًة إعلاميًة، رّوجوا فيها لدور الشركة في توريد السلع المهمة للمستهلكين، وثورة التوظيف التي تقوم بها بعد أن أعلنت عن أكثر من 175 ألف وظيفة جديدة في المستودعات والتسليم، وإن كان معظمها وظائف منخفضة الأجر.
ولا يعني ما سبق أن الشركات التكنولوجية العمالقة لم تكن بمنأى عن الاثار السلبية لفيروس كورونا؛ فلا شك في تكبدها ماليين الدولارات، خاصة في بداية الأزمة في ظل اعتمادها على الصين، بجانب تأخر إطالق عدٍد منٍ هواتفها الذكية بسبب تأثر سالاسل التوريد، وتأخر عدٍد كبير الشحنات التجارية. كما تراجعت مبيعات الهواتف الذكية في الصين بنسبٍة وصلت إلى 50 ٪في الربع الأول من العام الجاري بسبب إغالق متاجر البيع بالتجزئة لفترٍة طويلٍة، وتراجع مشروعات شبكات الجيل الخامس. كما فقدت الشركات التكنولوجية الكبرى والصغيرة منذ بدء فيروس كورونا ما يزيد على 40 ألف وظيفة.
