أشارت دراسة تحليلية أعدها خبراء في مجال الشئون المائية عن الموقف السوداني من القضية المشتركة الأبرز “سد النهضة” وتأثرها بالصحافة ومواقع التواصل الإجتماعي.
موقف السودان من التأرجح لرفض الموقف الإثيوبي
تتخذ السودان موقفًا متأرجحًا منذ بداية الأزمة، ففي البداية كانت حريصة على حصتها المائية ورفضها اتفاقية عنتيبي، وموقفها أيضا التفاوضي حتى 2013.
إلا أنها بدأت تتخذ تدريجيًا موقفا محايدًا وصل في أحيانًا كثيرة إلى الانحياز للموقف الإثيوبي دون أى منطق يبرر سوى ان “نظام البشير” يجد مصالحه في معارضه الجانب المصري والانحياز للجانب الإثيوبي متجاهلًا المصالح الجيوسياسية والأبعاد الفنية.
ولكن مع مطلع العام الجاري وزيارة رئيس جهاز المخابرات المصرية للسودان انقلب الموقف السوداني تماما عن الوضع السابق وأصبح يتسم بالإيجابية وبدأ الإداراك السوداني الحقيقي للأزمة في الظهور.
السودان يرفض المقترح الإثيوبي
أعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية منتصف مايو أن السودان رفض مقترحا إثيوبيًا بتوقيع اتفاق جزئي حول ملء بحيرة سد النهضة الذي من المتوقع أن يبدأ في يوليو المقبل.
المعارضة السودانية تصف موقف الحكومة السودانية بالقصور
أما المعارضة السودانية فكان لها موقف واضح تجاه أزمة النهضة، حيث وصفت أداء الحكومة السودانية بالقصور والبطء في كثير من القضايا الرئيسية بالبلاد.
وبخصوص ملف سد النهضة أبدى رئيس حزب المؤتمر السوداني مآخذه على إدارة ملف سد النهضة، دون إجراء تشاور حوله من كل قطاعات الشعب السوداني باعتبار أن القضية سياسية استراتيجية، مؤكدا دعمه للتفاوض لمصلحة الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا.
جريمة السد
أما المجموعات المناهضة لسد النهضة الإثيوبي في السودان، فقد طالبت بمحاكمة المتورطين فيما اسموه “جريمة السد”، وتوقفت وقفتهم الاحتجاجية بسبب جائحة كورونا.
حملة شعبية ضد السد الإثيوبي
كما انطلقت حملة شعبية معارضة لإنشاء السد،علا صوتها داخل السودان عبر تضارب الأنباء مؤخرا حول مفاوضات سد النهضة ووصلت لمعدلات مشاركة قياسية.
إنطلاق الحملة السودانية الشعبية ضد سد النهضة الإثيوبي
وشنت القوى الشعبية حملة سودانية للتوعية بمخاطر السد وتصاعدت فعالياتها بهدف التحذير من مخاطر سد النهضة الإثيوبي على دولتى المصب مصر والسودان، وذلك من خلال ندوات يحاضر فيها خبراء ومسؤولون سابقون في ملف المياه بالسودان من أعضاء مخاطر السد الإثيوبي التي حذرت من “غرق السودان” إذا لم تراجع اتفاقيات سد النهضة .
السد لا يحقق النهضة لأحد
وعمدت الحملة على اختيار اسم السد الإثيوبي وليس سد النهضة لإلقاء الضوء على هدف إثيوبي ولا يحقق النهضة لأحد بل يمثل خوفًا أكبر من غرق لادولة السودانية .
كما أن الحملة تقوم بتكوين رأى عام مضاد لقضية السد من خلال الاعتماد على الكتابة في كافة وسائل الإعلام والمشاركة في الأنشطة الإعلامية التي تتعلق بالأمر كالمؤتمرات والندوات ورفع المذكرات والنشر.
حملة سودانية ممنهجة ضد الدولة المصرية
وعلى النقيض ظهرت مؤخرا حملة ضخمة من الكراهية والتعليقات المضادة للدولة المصرية بشكل عام وفيما يتعلق بقضية سد النهضة وعلى الرغم من ان الحملة يشارك فيها عدد كبير من المواطنيين السودانيين من خلال حساباتهم على منصات التواصل الغجتماعي إلا انها تبدو موجهة من جانب الأيادى الإثيوبية والقطرية لا سيما أنها لم تتصاعد إلا مؤخرًأ
حملة سودانية ضخمة مضللة
الامر اللافت للانتباه أنه لا يستطيع سوى ما يقرب من ربع سكان السودان الوصول إلى الإنترنت، فمن الصعب قياس أثر وسائل التواصل الإجتماعي حيث يحتل السودان ذيل قائمة معدل الوصول للإنترنت، فنستنتج أن الحملات الموجهة على الإنترنت هى في الأساس تعبر عن فئة مهما كبرت فهي محدودة في النهاية ولذلك يتم السعى إلى تضخيمها حتى تظهر بأنها معبرة عن جموع الرأى العام.
