على الرغم عدم فرضها اغلاقا على البلاد لمنع انتشار الوباء، دافع الرئيس الايراني حسن روحاني عن تعامل حكومته مع وباء فيروس كورونا، .
وتعتبر إيران من بين الدول التي سجلت أعلى عدد وفيات بالوباء خارج الصين منشأ الفيروس، وسط انتقادات من بطئ اتخاذ قرارات جريئة قادرة على مواجهة انتشار الفيروس.
واعلنت الحكومة الايرانية ان الفيروس اودى بحياة 1135 شخصا وأصاب 17161 اخرين خلال شهر من ظهوره في الجمهورية الاسلامية يما فيهم مسؤولين بارزين.
وقال روحاني الأربعاء “البعض يتساءلون لماذا لا تتدخل الحكومة، ولكنني أعتقد أننا تدخلنا بشكل كبير”.
واضاف “لقد أنجزنا اشياء عظيمة (من بينها) اجراءات لم تتخذها دول أخرى” متابعا في تصريحات تلفزيونية عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته والى جانبه وزراء يرتدون اقنعة “سنتجاوز هذه الأوقات الصعبة”.
ومنذ أن أعلنت وفاة شخصين في مدينة قم المقدسة لدى الشيعة في 19فبراير، اتخذت ايران سلسلة من الخطوات لاحتواء الفيروس الا انها لم تفرض اغلاقا كاملا، وانتشر الفيروس في محافظات البلاد ال31.
ولم يعلق العديد من المسؤولين الايرانيين على ذلك، إلا أن رئيس بلدية طهران بيروز هاناتشي قال ان الاقتصاد قد لا يحتمل كلفة الاغلاق خاصة في ظل العقوبات الاميركية القاسية.
ونقلت عنه وكالة مهر الاخبارية قوله “في الوضع العادي وفي الاقتصاد الجيد، ربما كنا نستطيع فرض اغلاق” مضيفا “ولكن ما يأتي لاحقا مثل توفير السلع الضرورية والتعويض عن الخسائر في انحاء ايران، ليس ممكنا، ولذلك لا يمكن فرض اغلاق تام”.
ولاحتواء الفيروس اغلقت ايران المدارس والجامعات حتى مطلع ابريل القادم، كما اغلقت اربعة اضرحة دينية رئيسية في مدينة قم مركز الوباء.
ونصحت السلطات الناس بعدم السفر في عطلة العام الفارسي الجديد التي تبدأ هذا الاسبوع، والغت صلوات الجمعة واغلقت البرلمان مؤقتا.
وقال روحاني ان ادارته “تحدثت الى الناس بصراحة” حول انتشار الفيروس منتقدا ما وصفه بنشر “الاكاذيب والدعاية الكاذبة” على الانترنت، وقال ان السلطات “لا تتأخر” في الاعلان عن عدد الاصابات او في فحص السكان.
وتأتي بعض الآراء التي تُحمل ايران المسؤولية الكاملة عن انتشار الوباء، لانها لم تتخذ الاجراءات الحازمة من البداية وذلك بفرض العزل على مدينة قم مركز الوباء، والرضوخ لضغط المرجعيات الدينية المتشددة ثم القاء المسؤولية على العقوبات الاميركية في تدهور البنية الصحية دون النظر الى السياسيات المتهورة للنظام الايراني.
ولم تعد تبريرات السلطات الايرانية وتبنيها لنظرية المؤامرة عبر تحميل العقوبات الاميركية مسؤولية الكارثة تقنع الشعب الايراني الذي اصبح يتجرع نتائج سياسات خارجية متهورة وتراخي داخلي نتجج عنه انتشار الفيروس.
وعوض على تفعيل اجراءات العزل والمواجهة تورطت ايران في نقل العدى الى دول مجاورة احيث تهمت السلطات البحرينية السلطات الايرانية بشن عدوان بيولوجي عن طريق التستر على انتشار فيروس كورونا وعدم ختم جوازات سفر المسافرين البحرينيين وهو ما تكرر كذلك في المملكة العربية السعودية.
وفي المقابل عمدت دول مجاورة لإيران الى تغليب القيم الانسانية على غرار دولة الإمارات العربية المتحدة التي مثلت جسر عبور للمساعدات الدولية الى إيران في اطار جهود مواجهة الوباء.