هل يمكن أن يصبح إنتاج الفول هدفًا من أهداف الشعار الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنتاج 100 سلعة يحتاجها المصريون ويستهلوكونها بمعدلات كثيرة!؟
في عام 1984 كان الدكتور يوسف والي وزير الزراعة آنذاك يتباهى بان مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الفول.. ولكن هذا الإنجاز اختفى خلال العقود الثلاثة الماضية.. وبدأنا في استيراد الفول حتى استيرادنا منه 90% من احتياجات السوق المحلي.
في هذا التقرير نرصد لكم مشاكل زراعة الفول في مصر وكيف نتغلب على تلك المشاكل:
يعد الفول البلدى أهم المحاصيل الشتوية.. من البقوليات، لكونه غذاء رئيسى.. وطبق هام على مائدة كل بيت مصري، وهو ما يجعل منه محصولا استراتيجيا.. واسعاره تؤثر على الأمن الغذائى، واهميته لا تقل عن اهمية رغيف الخبز، وكان من بين اسباب انتشاره.. رخص سعره.. واعتباره مصدر بروتين عالى الجودة تحتوى بذوره على 24 % من البروتين و56% كربوهيدراتية.. ونسبة عالية من الحديد والكالسيوم.
عزوف الفلاحين عن زراعة الفول:
حتى عام 1980 كان إجمالى المساحة 360 ألف فدان، وكانت تحقق الاكتفاء الذاتى، لأن عدد السكان فى حينه لم يتعد 60 مليون نسمة، وكانت إنتاجية الفدان 5.6 أردب.. ومع استباط أصناف جديدة من الفول تتحمل التغيرات المناخية من شح المياه وارتفاع درجات الحرارة.. فى مصر العليا، تم استنباط 12 صنف للفول البلدى عالى الجوده والإنتاجية، بالإضافة لمقاومة هذه الأصناف للأمراض والآفات المحتملة، ونحتاج خلال هذه المرحلة لتطوير الاداء والمواصفات الفنية التى من شأنها تعظيم الإنتاجية للمساحة المنزرعة بهذه الأصناف.
– هناك عدة أسباب لعزوف الفلاحين عن زراعة الفول، منها ارتفاع سعر الأسمدة والمبيدات والتقاوى، وتدنى سعر الأردب،، يضاف إلى ذلك غياب الإرشاد الزراعى، وتجاهل الحكومات السابقة لهذا المحصول رغم اهميته للمواطن، وأيضًا وجود فجوات فى الأسعار لصالح الفول المستورد. وبدلا من دعم المزارعين، كان يتم استيراد الفول من الخارج.
استهلاك المصريين من الفول والمساحة المنزرعة وإنتاجنا منه:
كنا نزرع حوالى 350 ألف فدان منذ 10 سنوات، لكن فى العام قبل الماضى، تراجع حجم الإنتاج إلى 80 ألف فدان فقط. هنا نستطيع أن نرى حجم الفجوة الكبير بين الإنتاج والاستهلاك والتى يتم تعويضها بالاستيراد.
إنتاج الفول البلدي لا يلبي احتباجات 10% من جملة الاستهلاك، ويتراوح إنتاجه في مصر بين 100 ألف طن و150 ألف طن، بينما جملة الاستهلاك تقترب من 700 ألف طن سنويا، موضحاً أن نسبة الاستهلاك اليومي للمصريين تتراوح ما بين 2500 طن و3 آلاف طن.
كيف نحل مشاكل زراعة الفول في مصر:
وزارة الزراعة تتحرك فى اتجاه التوسع فى الزراعات وتحقيق الاستفادة القصوى من الأرض والمياه، خاصة أن الفول ليس من المحاصيل الشرهة للمياه مثل الأرز وتحاول استنباط سلالات جديدة أكثر جودة من الفول البلدى الذى ارتفعت أسعاره بسبب المشاكل المتراكمة منذ سنين طويلة مضت.
– أن تعود زراعة الفول البلدى محملا على محاصيل أخرى.. مثل قصب السكر الخريفى فى الوجه القبلى، وكذا الطماطم وغيرها من المحاصيل، واستنباط أصناف مبكرة النضج.. وتعظيم الدور الإرشادى لاستعادة جزء من المساحة الزراعية للفول البلدى بمنطقة مصرالوسطى.. كبرى مناطق إنتاجيته سابقا حتى عام 1992 وكل ذلك من من خلال حزمة من التوصيات الخاصة بالمكافحة المتكاملة.. لتقليل حدة الإصابة بالأمراض الفيروسية.. التى كانت السبب الرئيسى فى عزوف المزارعين عن زراعة الفول فى تلك المناطق.
