وأحصى الكاتب التركي عوامل جعلت من الهجوم ”ورطة تركية“، أولها الموقف الروسي، إذ استغلت موسكو الفرصة وجمعت الأكراد مع الحكومة السورية على طاولة واحدة؛ بهدف الوصول إلى اتفاقية حماية مشتركة للحدود بين قوات الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية، وهو ما يجعل خطة أردوغان ”مستحيلة التحقيق“، وفق قوله.
ورأى ”تاشتكين“ أن الجبهة الأمريكية في حد ذاتها بمثابة عامل آخر يُفشل العملية التركية، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يواجه إجراءات عزله في الكونغرس والأزمة في سوريا معًا، بات في موقف مرتبك إلى حد ما، فبعدما سحب قواته من الشمال السوري، فرضت بلاده عقوبات على أنقرة، بالتوازي تحدث مع أردوغان وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، طالبًا من أردوغان وقف إطلاق النار، وعدم مهاجمة عين العرب (كوباني)، كما أرسل نائبه مايك بنس إلى تركيا بهدف إنهاء الهجوم.
أردوغان واجه المواقف الدولية، وفي مقدمتها الروسي والأمريكي، بإصرار على استكمال عمليته، لكنّ الوضع يزداد خطورة، وفق الصحفي تاشتكين، الذي يتوقع عدم اكتفاء الكونغرس بعقوبات ترامب ”المسكنة“ وإصرارهم على فرض عقوبات جديدة.
وذهب إلى أنّ ”أردوغان لن يستطيع مواجهة العواصف التي تحيط بعمليته“، خاصة في ظل قرارات دول ”فنلندا وفرنسا وهولندا والنرويج وألمانيا وبريطانيا والتشيك“ وقف بيع السلاح لتركيا، فضلًا عن موقف الجامعة العربية التي دعمت المعارضة السورية في وقت سابق، بقيت اليوم في صف الدولة ضد ”الغزو التركي“.
وأضاف الكاتب عاملًا آخر يتمثل في تشكُّل جبهة قائلة إن ”عملية نبع السلام، ماء الحياة لداعش“، وهو الملف الذي يهدد المجتمع الدولي بأكمله وليس الجوار السوري، ما يجعل ثمة جبهة قوية لإفشال العملية التركية، خشية فرار مزيد من سجناء داعش.
وتحدث الكاتب عن تكتيك آخر لم يضعه أردوغان في الحسبان، حين ظن أنّ القوات الأمريكية عندما تنسحب ستترك مواقعها لتركيا، خاصة في ”منبج وعين العرب (كوباني)“، لكن القواعد التي تم إخلاؤها دخلتها القوات الروسية والجيش السوري.