كشف محمود لبيب الملقب بحلاق الرؤساء في مصر عن وجود تباين في صفات الرئيس السابق حسني مبارك عن سلفه الراحل أنور السادات.
ويعتبر محمود لبيب الحلاق الخاص للرئيسين السابقين مبارك والسادات، حيث استطاع بخبرته معهما أن يكتشف فرقاً واضحاً بينهما في تعاملهما معه، حيث وصف السادات بأنه منطلق، أما مبارك فهو حريص جداً وقليل الكلام وهادئ الطباع، لدرجة أنه طوال تلك السنوات الماضية لم يفتح معه حواراً إلا في السنوات الأربع الأخيرة. وقال لبيب في مقابلة صحفية سابقة إن مبارك يأخذ وقتاً طويلاً في الرد علي أي استفسار، وأحياناً لا يرد عليه.
كما وصف لبيب الرئيس مبارك بأنه ليس له أصدقاء وملتزم جداً ولا يحب المجاملات، لذلك لم يفكر يوماً في الشكوى إليه أو طلب أي شيء.
وربما يعتقد البعض أن لمبارك أدوات وخامات خاصة، لكن لبيب ينفي ذلك، مؤكداً أن حقيبته التي يستخدمها مع زبائنه هي نفسها التي يذهب بها إلى الرئيس، حتى الخامات والأدوات لا تتغير، طالما أنه يحسن استخدامها ويعقمها باستمرار، مشيراً إلى أنه يتعامل مع الرئيس كما يتعامل مع الآخرين، فمهنته تلزمه باحترام كل الناس، مهما اختلفت طبقاتهم.
وتذكر لبيب أول لقاء جمعه مع مبارك قائلاً: “استدعوني ذات يوم في عهد رئاسة السادات للحلاقة لأحد القادة العرب، وبعد أن انتهيت من عملي سألني “تاخد كام؟ فقلت له 20 جنيهاً، ثم كتب لي خطاباً خاصاً لصرف المبلغ من مقر عابدين، وعندما وجدت الموضوع هايطول رفضت الذهاب”.
وأضاف لبيب: “في هذه الأثناء فوجئت بأحد حراس السادات يتصل بي للحلاقة للرئيس مبارك، وكان وقتها نائباً، وعندما قابلته قال لي: إنت ليك عندنا فلوس، فرديت: أنا كنت فاكر إن الضيف هو اللي بيدفع، لكن اكتشفت إن الدولة هي اللي بتدفع، وأنا والدولة واحد”.
كان هذا هو اللقاء الأول بين الرئيس مبارك ومحمود لبيب، ومن يومها صار حلاقه الخاص، يذهب إليه أينما وجد، سواء في رئاسة الجمهورية أو منزله أو كل الاستراحات الرئاسية.
وقال لبيب إنه يتلقى اتصالاً هاتفياً من سكرتارية الرئيس يحددون له ميعاد المقابلة ومكانها، وفي الموعد المحدد يذهب بسيارته إلى الرئيس، وأحياناً يطلب سيارة عندما تكون سيارته معطلة، والوقت أمامه ضيقاً. ويذهب لبيب إلى الرئيس كل أسبوعين أو عشرة أيام، وأحياناً تمتد إلى ثلاثة أسابيع، أما الفترة التي يقضيها معه فتختلف من زيارة لأخرى، أحياناً نصف ساعة أو ساعة، وقد تمتد إلى ساعة ونصف.
