البابا فرانسيس يلتقي قادة الإمارات وشيخ الأزهر

في home-slider-right, مصر

يلتقي البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الاثنين، قادة دولة الإمارات، فضلا عن لقائه شيخ الأزهر، أحمد الطيب، وأعضاء مجلس حكماء المسلمين، في مسجد الشيخ زايد الكبير، حيث سيشارك في “لقاء الأخوة الإنسانية”.

وكان البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، قد وصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء الأحد، في زيارة تاريخية تستغرق 3 أيام، هي الأولى من نوعها إلى منطقة الخليج العربي.

وفي يوم الأحد، وصل الإمام الأكبر، أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة تستغرق 3 أيام.

ورحب الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بضيفي البلاد، قائلا: “ببالغ السعادة نرحب بوصول ضيفي اﻹمارات العزيزين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنسية الكاثوليكية وفضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف”.

وعن الزيارة التي تعكس تاريخ الإمارات بوصفها “مهدا للتنوع” وأرضا للتسامح، قال البابا فرنسيس، في تصريحات سابقة، إنها تشكل فرصة لكتابة “صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الديانتين”.

وبالتزامن مع الزيارة، ينظم مجلس حكماء المسلمين المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، بمشاركة قيادات دينية وشخصيات فكرية وإعلامية من مختلف دول العالم، بهدف تفعيل الحوار حول التعايش.

ويهدف المؤتمر إلى مواجهة التطرف الفكري، والتصدي لسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية، وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف.

وكان نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رحب بالزيارة “إلى الدولة، التي تستقبله قلباً وفكراً وروحاً وجسداً إنسانياً واحداً..”.

وأعرب عن تطلع الإمارات “قيادة وشعباً، إلى هذه الزيارة التاريخية، كي تسهم في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتناغم والتلاقي الثقافي والحضاري بين مختلف مكونات الطيف البشري.”

في غضون ذلك، أثنى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على زيارة البابا فرانسيس إلى الإمارات مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ترى الزيارة لحظة تاريخية لحرية الأديان.

وقال بومبيو في تغريدة على حساب وزارة الخارجية على تويتر إن القداس الأول للبابا في شبه الجزيرة العربية يشجع على السلام والتفاهم بين أكبر ديانتين في العالم.

وتعد الزيارة هي الأولى من نوعها التي تتزامن فيها زيارة باباوية إلى أي بلد في العالم مع زيارة أخرى لشخصية دينية كبيرة بحجم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إذ اختار الرمزان الدينيان الكبيران أرض الإمارات لعقد قمة تاريخية في “لقاء الأخوة الإنسانية” والتباحث في سبل تعزيز التعايش بين الأديان والعقائد المختلفة.

فتحت الإمارات العربية المتحدة أبوابها لزيارة تاريخية مشتركة لكل من البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، في خطوة تجسد الدور الرائد الذي تؤديه الدولة كعاصمة عالمية للتسامح والأخوة الإنسانية. 

وهذه الزيارة، التي تأتي تلبية لدعوة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هي الأولى للبابا فرنسيس إلى منطقة الخليج العربي، وتتزامن، للمرة الأولى في العالم أيضا، مع زيارة أخرى لرمز ديني كبير بحجم فضيلة الإمام الأكبر.

والإمام الأكبر رئيس مجلس حكماء المسلمين، والحبر الأعظم بابا الكنيسة الكاثوليكية، ليسا رجلين عاديين، فهما أكبر مرجعيتين دينيتين في العالم، ورمزا الإسلام والمسيحية، إضافة إلى أنهما رجلا سلام ينبذان التطرف الديني ويدعوان للانفتاح والحوار واحترام الآخر.

وكان الشيخ والبابا تعانقا في عام 2017، في العاصمة المصرية القاهرة، بعد مشاركتهما في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، ليصبح عناقهما عناق الإنسانية والتآخي.

وفي الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام، قال البابا فرنسيس في كلمته إنه “لا سلام من دون تعليم الشباب احترام الآخر والانفتاح على الحوار البناء، ومستقبل البشرية قائم على الحوار بين الأديان والثقافات”، مضيفا أن “الحوار بين الأديان أصبح ضرورة ملحة للتوصل إلى السلام ومواجهة الخلافات”.

من جهته، شدد شيخ الأزهر على ضرورة العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من فهم مغلوط وتدين كاذب، مضيفا: “يجب العمل لإظهار قيمة السلام والتراحم بين الشعوب كافة”.

 

وكان أول لقاء بين الرمزين الدينيين في الفاتيكان، عندما استقبل البابا فرنسيس أحمد الطيب في الثالث والعشرين من مايو 2016، ليصبح هذا اللقاء هو الأول بين حبر أعظم وشيخ للأزهر.

وأعلن الشيخ والبابا إثر هذا اللقاء عن عودة الحوار بين الأديان مجددا، بعد قطيعة استمرت 5 سنوات، وتحديدا بعد قطع العلاقات بين الأزهر والفاتيكان في عام 2011، بعد لغط من البابا السابق بشأن الإسلام.

وهناك قواسم مشتركة عديدة تجمع الرمزين الدينيين، تجعلهما يعملان معا من أجل تنسيق الجهود لترسيخ قيم السلام، ونشر ثقافة الحوار، وقيم التسامح والتعايش بين الشعوب، وحماية الإنسان من التطرف والعنف والعوز والمرض.

من هذه القواسم المشتركة أن خلفيتهما بنيت منذ صغر سنهما على مساعدة الفقراء والمحتاجين، ومد يد العون لكل للعوزين والمظلومين، إلى جانب أنه جمعتهما دراسة العقيدة والفلسفة قبل أن تجمعهما الأعباء الدينية، إضافة إلى رسالتهما المشتركة في نشر السلم والسلام العالمي والتسامح والحوار الهادف.

ومن ناحية التحصيل العلمي، حصل الطيب على شهادة البكالوريوس في دراسات العقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين بالأزهر، ثم درس فلسفة الأديان في جامعة السوربون بفرنسا، وبعدها حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة والعقيدة من جامعة الأزهر.

وفي المقابل، حصل البابا خورخي ماريو بيرغوليو (فرنسيس الأول) على شهادة الدبلوم في الكيمياء لكنه انضم لاحقا إلى السلك الكهنوتي، ليلتحق بعدها بقسم الدراسات الإنسانية في تشيلي، قبل أن يحصل على بكالوريوس في الفلسفة من الأرجنتين، وآخر في اللاهوت، ثم أكمل دراساته العليا، فحصل على الدكتوراه في اللاهوت أيضا.

وعمل كل من أحمد الطيب والبابا فرنسيس في مجال التدريس قبل أن يتوليا رئاسة أكبر مؤسستين دينيتين في العالم، حيث تولى الأول رئاسة الأزهر، بينما أصبح الثاني رئيسا للفاتيكان.

ومنذ تولى أحمد الطيب مهام شيخ الأزهر، عمل بكل طاقته على الأخذ بالأزهر نحو آفاق التجديد والإصلاح، بينما دخلت الكنيسة في عهد البابا فرنسيس عصرا جديدا (عدا عن كونه أول من يشغل هذا المنصب من قارة أميركا اللاتينية)، حيث تخلى عن التقاليد البابوية السابقة، مثل الصليب الذهبي الذي حمله سابقوه والثوب الأحمر التقليدي.

يشار إلى أن أحمد الطيب يرأس أيضا مجلس حكماء المسلمين، الذي يتخذ من أبوظبي مقرا له، وهو هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تحقيق السلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدة الاضطرابات والحروب التي سادت مجتمعات كثيرة من الأمة الإسلامية في الآونة الأخيرة، وتجنيبها عوامل الصراع والانقسام والتشرذم ومحاربة الطائفية.

 

المواضيع المرتبطة

نقيب الفلاحين: انتاجنا من التفاح لا يكفي احتياجتنا ولا يتناسب مع ذوق كل المستهلكين

قال حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين إن التفاح البلدي لا يكفي احتياجتنا ولا يتناسب مع ذوق كل المستهلكين

أكمل القراءة …
وزير التموين

وزير التموين: وصول نسب توريد القمح في مواقع الاستلام إلى 2 مليون و 400 ألف طن

أكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية ، ان نسب توريد القمح ارتفعت بمواقع الاستلام سواء بالصوامع او

أكمل القراءة …

الصحة: إغلاق “عيادة للتجميل” مخالفة يعمل بها منتحل صفة طبيب بمدينة نصر

أعلنت وزارة الصحة والسكان، اليوم الاحد، اغلاق عيادة خاصة “جلدية وليزر” شهيرة تعمل بدون ترخيص ويديرها منتحل صفة طبيب

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل