قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى جعل فصل الشتاء يختص ببعض الأحكام الفقهية، منها مشروعية المسح على الخفين وجمع الصلاتين عند المطر الشديد أو الريح، وما نحوها.
وأوضح السديس، خلال خطبة الجمعة اليوم بالحرم المكي، أنه يُشْرَع المسح على الخفين عند الوضوء، للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شُعبة حينما أراد نزع خفيه: “دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين، ومسح عليهما” (متفق عليه).
وتابع: وقال الحسن البصري: “حدثني سبعون من أصحاب النبي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين”، وهذا من سماحة الإسلام وتيسيره على الأنام، منوهًا بأن من صور التيسير أيضًا الخاصة بالشتاء والبرد: جواز الجمع بين الصلاتين عند المطر الشديد أو الريح أو نحو ذلك.
وأضاف أن هذا الجمع له شروط وضوابط أهمها: أن يحصل للناس مشقة معتبرة بتركه، لوجود مطر شديد أو سيول، أو ريح شديد ووحل، ومن الأحكام الفقهية الخاصة بالشتاء والبرد: أن بعض المصلين يدخل الصلاة وهو مُلَثِمٌ أنفه وفاه، حيث “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يغطي الرجل فاه في الصلاة” رواه أبو داود وابن حبان، بسند حسن.