“الاكتئاب بقى واصل لكل خلية في عقلي وجسمي… محتاج مجموعة مهولة من الأدوية عشان أقدر أقوم من على السرير وأمارس حياتي الطبيعية”.
“طالما هروح لنفس المصير في الأخر يبقى ليه مروحش بدري”.. “ازاي انتحر من غير ما أكسر قلب أمي”.
كلمات تحمل في طياتها مزيد من الحسرة والحزن، تملكت داخل الطبيب المُنتحر ، الدكتور ابراهيم أحمد نائب الامراض النفسية والعصبية بمعهد دمنهور التعليمي ، بعد صراع طويل مع الاكتئاب.
شاب صغير بمقتبل عُمره، فرضت عليه مهنته الاستماع للمشاكل، ومحاولة الوصول لحلول لها، ولكن ماذا لو انغمس هو بالمشكلات، وتملكت منه الضغوطات النفسية، ربما يدفعه الأمر للاكتئاب بل للانتحار.
قرار اتخذه الطبيب، لم يكن سهلًا بالمرة، حاول الحديث عنه، وتنبيه من حوله به، لكن لا أحد يسمع، أو يتمعن، بتلك الكلمات التي ظل يكتبها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ، وه ينوه عن قدومه عن الانتحار.
ترى الأمر مُرعبًا، فكيف عجز الطبيب عن علاج نفسه، ليسقط بفخ الانتحار، وبمحاولة البحث داخل صفحته الرسمية، قد تتفاجئ بأخر ما كتبه والتي تدور حول تعبه النفسي، وتفكيره بإنهاء حياته.
أحداث الواقعة تعود إلى تلقى اللواء جمال الرشيدي، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من شرطة النجدة، بانتحار طبيب أمراض نفسية وعصبية، بإلقاء نفسه من أحد الأدوار العلوية ببرج سكني بمنطقة الوكالة بدمنهور.
وانتقل ضباط قسم شرطة دمنهور لمكان الواقعة، لمعرفة أسباب الحادث وملابساته، وتبين من التحريات الأولية للحادث انتحار الدكتور “إبراهيم أحمد”، 33 سنة، ومقيم بمنطقة الوكالة بدائرة القسم، وأنه كان يعاني من مرض نفسي وكان يعالج منه، وجرى نقل الجثة لمشرحة المستشفى.
