أنشأ الساقية محمد الصاوي نجل الأديب المصري عبد المنعم الصاوي في عام 2005، واستقى الاسم من خماسية الساقية التي تعتبر العمل الأشهر لوالده، لتصبح أكبر خلق ثقافي إبداعي يشمل جميع أنواع الفنون والآداب ويجذب طبقات مختلفة من العامة، وتم إنشاؤها تحت كوبري 15 مايو بشارع 26 يوليو أمام سنترال الزمالك.
بداية الفكرة
يقول “الصاوي”، “جئت إلى نفق “أبو الفدا” لمعاينة كيفية استغلاله إعلانيًا، فوجدت فجوة كبيرة فى أحد الحوائط، أخذنى الفضول -كمهندس معمارى- لدخول الفراغ الواقع وراءه، ففوجئت بكم كبير من القمامة والمخلفات، التى سرعان ما تراجعت وقفز إلى خيالى -بدلاً منها- مسرح كبير بإضاءته وستائره، ولم أجد مفرًا من التمسك بهذا الخيال ومحاولة تحويله إلى حقيقة”، طبقا لما ورد بالموقع الإلكتروني لساقية الصاوي.
خطوات التنفيذ
وفي ديسمبر 2001، حدث ما كان فى خيال المهندس محمد عبد المنعم الصاوى، فكانت الفكرة التى طفت على سطح اللقاء مع الدكتور عبد الرحيم شحاتة، محافظ القاهرة فى هذا التوقيت، والذى فاجأ الجميع بموافقته على تخصيص هذه المساحة من الأرض المهملة للنفع الثقافى، حاملةً اسم الأديب الراحل عبد المنعم الصاوى، وشارك العدد الكبير من المبدعين فى إنجازه، وتفانوا من أجل تحقيقه وتفعيله، ثم تحديثه وتطويره باستمرار.
أهداف الساقية
أكدت الساقية على عدة أهداف، أبرزها الحفاظ على الهوية المصرية العربية، واستئصال الأفكار السلبية من القيم الموروثة، واستحداث أفكار أخرى مبتكرة وإيجابية، واستعادة وضع مصر الرائد بين الدول العربية والإفريقية، والمنافسة بشرف فى مجالات الإبداع والابتكار إقليميًا ومحليًا.
بداية الأنشطة
بداية أنشطة الساقية كانت بعمل الحفلات الموسيقية لاجتذاب الجمهور، ولأنواع متنوعة منها فرق موسيقى الجاز والموسيقى الغجرية والراب وأخرى تعرض ثقافات مختلفة من أنحاء العالم، وما لبث أن بدأ القائمون عليها بتوسيع مجالات العمل بها لتشمل المعارض التشكيلية، والأمسيات الشعرية، وشارك فيه شعراء من مختلف محافظات مصر واستمر لثلاثة أيام.
قبلة الفنون
لتصبح الساقية الآن قبلة العروض الفنية المسرحية والسينمائية والموسيقية، والمعارض التشكيلية لكبار الفنانين التشكيليين أو للشباب، ولمحبي المكتبات، لكونها تحتوي على مكاتب للطفل والموسيقى ومكتبة عامة وإلكترونية، ولمحبي الرسم أيضا تنظم الساقية ندوات وورش عمل داخل قاعتها، وهناك قاعة لعرض الأفلام.
أنشطة جديدة
ومؤخرا تم الاتجاه لتفعيل النشاط الرياضي، كتخصيص قاعات لليوجا، وتنظيم سباقات المارثون، فيما تعتمد ساقية الصاوي على التبرعات والاشتراكات السنوية لأعضائها الذين يتجاوز عددهم 10 آلاف، ويتردد على المركز شهرياً أكثر من 20 ألف زائر، ولها موقع إلكتروني يتردد عليه نحو 150 ألفا شهريا.
أسعار رمزية
يعلم أغلب الشباب الآن ما تمثله تلك الرقعة، فهى تقع تحت كوبرى 15 مايو بالزمالك، على مساحة قدرها 5000 متر مربع، فهي تحترم فكر الإنسان، وتوفر لهم فنون عديدة دون أي اعتبارات طبقية أو مادية، لكونها تقدم بأسعار رمزية.
رواد الساقية
يزور الساقية 1500 شخص يوميًّا وفى بعض الأيام يصل عدد الزوار إلى 2000 شخص يستمعون ويشاهدون ما تقدمه الساقية من عروض وندوات ومهرجانات، خلال قاعات (النهر، الحكمة، والكلمة، الحديقة، وبستان النيل)، وجميع القاعات مجهزة بشاشات عرض سينمائية وأجهزة عرض سمعية وبصرية، بالإضافة إلى ثلاث قاعات أخرى مخصصة لعقد الاجتماعات وورش العمل والمحاضرات.
أراء الرواد
رواد الساقية يروا فيها أنها “مكان ثقافى مصرى بكل تفاصيله، أوبرا مصرية مصغرة، ومركز لانطلاق المواهب فى شتى المجلات الفنية سواء غناء أو شعر”، حسب ما رأى نادر نعيم، 22 عاما.
ويؤكد حمد حسن، 23 عاما، أن ساقية الصاوي وفرت لهم متعة الفن بسعر رمزي، من خلال توفير حفلات لمختلف الأذواق الإنشاد الصوفي والراب وغيرها لفرق شباب صاعدة.
قعدة على النيل
فيما رأت نادية فكري، 19 عاما، أن الساقية بالنسبة لها ولأصحابها تعتبر “قعدة حلوة على النيل ومكان حلو للاستمتاع بحفلات الفرق الموسيقية الجديدة والندوات الثقافية والأسعار رخيصة جدا وأغلب الأوقات بيبقى مفيش زحمة.”
مصر الحقيقية
وتصف “نسمة” ساقية الصاوي بأنها “مصر الحقيقية”، وترى أنه عندما يذهب الأجانب إلى هناك يغمرون أنفسهم في قلب الحياة الثقافية المصرية، إنها مصر الحقيقية والحديث، مش بس مكان للمتعة، لكن أوقات كتير بنروح له كمكان جيد جدا لاجتماعات العمل أو الدراسة، أو الاسترخاء على النيل، لأنه رخيص، وله ميزة الحجز أون لاين للحفلات والتعامل بيكون بكل احترام ورقي”.
انتقادات للساقية
ولم تسلم “الساقية “من الانتقادات، فيرى محمد مصطفى، محاسب، أنه رغم رخص الحفلات إلا أن هناك مشكلة تواجه المترددين وهى “قلة التكيفيات والحر، ورداءة الكراسي وقربها من بعضها البعض، بتخلي الناس مش عارفة تقعد أو تستمع بالعرض”.