في اليوم العالمي للبريد .. تعرف على حكاية البوستة المصرية والتي بدأت بـ “وصية أب لأبنائه”

في home-slider-left, مقالات

للبريد المصري قصة طويلة فهو الأقدم والأعرق، بتاريخه الذي بدأ قبل الميلاد، فأول مرة ذكر فيها كلمة بريد كان في عصر الفراعنة، عندما كانت أول وثيقة عبارة عن وصية من أب لابنه، حيث ضمت في نصها كلمة بريد، وكان ذلك في عهد الأسرة الـ 12.

البريد ليس فقط ما ذكر في سطور الوصية ولكنه ذكر الساعي أيضًا، فقيل: “أما ساعى البريد فإنه يحمل أثقالا فادحة ويكتب وصيته قبل أن ينطلق فى مهمته توقعا لما قد يصيبه من الوحوش والآسيويين”، فقد كان الفراعنة يعينوا رجالا مهتمهم أن يحملوا الرسائل على ضفتي النيل أو يعبرون بها لحدود البلدان الأخرى.

كل هذه دلالة تشير إلى أن المصريين هم أوائل من عرفوا منظومة البريد، التي تعرف حتى الآن، ولكن مع كل عصر كان يضاف إلى المنظومة عناصر جديدة، ففي عهد البطالمة والرومان أصبح هناك بريد سريع كل مهمته توصيل رسائل الملك والوزراء والموظفين بشكل أسرع وذلك باستخدام الخيول، وبريد آخر بطيء وهو معني بنقل الرسائل بين الناس داخل البلاد.

ظلت مكانة البريد تزداد أكثر فأكثر، فلم يقل شأنه مع الفتح الإسلامي لمصر، واستخدمه الحكام لتوجيه الرسائل إلى الخليفة لنقل أخبار الدولة، بنفس النظام الذي وضعه البطالمة والرومان، فلم يغيروا عليه سوى أن أصبح هناك محطات في الطرق لراحة الخيول وتبديلها إن لزم الأمر.

ومع بداية عام 1831، وضع أساس أول مكاتب بريد في المحروسة، على يد الإنجليز، فأقاموا مكتبين بالإسكندرية والسويس، وبعد سنوات قليلة وتحديدًا في 1836 أنشئت فرنسا أيضًا مكتبين بالإسكندرية وبورسعيد، وباتت كل دولة أجنبية تخصص مكاتب بريد لها في مصر وتحديدًا الإسكندرية ولكن قبل نهاية القرن الـ 19 أغلقت كل هذه المكاتب.

وعلى الرغم من إغلاق كل هذه المكاتب، إلا أن الإدارة التي أسسها الإيطالي “كارلو ميراتي” في الإسكندرية عام 1842 بقيت، على ذمته الخاصة، وكان يقوم بإرسال واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكذلك المحافظات المصرية، نظير أجر معتدل، وبعد رحيل “كارلو” أكملت مسيرته ابن أخته “تيتوكيني” الذي وسع من المشروع مع صديقه “موتسي” وأطلقوا عليه “البوستة الأوروبية”.

وساعد افتتاح خطوط السكة الحديد في توسعة مكاتب البريد وانتشار “البوستة” أكثر، وكسب ثقة الحكومة والأفراد، وفي 1864 شعر الخديو اسماعيل بقوة “البوسطة” فقرر شرائها من “موتسي” بعد وفاة “تيتوكيني”، وأبقى الخديوي “موتسي” في منصب المدير العام، وفي 1865 أصبحت البوسطة ملكًا للحكومة المصرية.

وفى 28 سبتمبر 1867 أصبحت “البوستة” تحت ولاية رئيس مجلس الأحكام وناظر الداخلية والمالية، ثم ألحقت فى 19 مايو 1875 بوزارة الحقانية والتجارة، لتستقر إدارة البوسطة في النهاية تحت قيادة وزارة المالية فى 10 ديسمبر 187.

وأصبح هناك طوابع خاصة بالبريد المصري وحكرًا عليها، وأن يكون للعاملين بالبريد كسوتان واحدة رسمية للحفلات والتشريفات والأخرى للعمل اليومي، لهما تطريز وشكل خاص، وفي 1919 أنشئت وزارة المواصلات لتشمل السكك الحديدية والتلغرافات والتليفونات ومصلحة البريد ومصلحة المواني والطرق والنقل الجوى.

وعام 1931 انتقلت البوستة من الإسكندرية للقاهرة وأصبح مقرها “العتبة”، وفى عام 1961 تم إنشاء أول مدرسة ثانوية للبريد بقرار من رئيس الجمهوري، وبعد 4 سنوات تم إنشاء المعهد العالي للشئون البريدية الذي انضم فيما بعد إلى كلية التجارة بجامعة حلوان عام 1975.

المواضيع المرتبطة

“الإمارات” تحظر استخدام اللهجة لغير المواطنين في الإعلام

أعلنت السلطات الإماراتية حظر استخدام اللهجة الإماراتية من قبل غير المواطنين في البرامج الإعلامية. وأكد رئيس مجلس الإمارات للإعلام،

Read More...

“المكسيك” تسجل أول حالة إصابة بشرية بالدودة “آكلة لحوم البشر”

أعلنت وزارة الصحة المكسيكية، الجمعة، اكتشاف أول حالة إصابة بشرية بداء النغف الذي يصيب الجلد والناجم عن ذبابة الدودة

Read More...

تفاصيل إصابة “فريال أشرف” ببطولة البريميرليج للكاراتيه بعد نقلها للمستشفى

كشف مصدر خاص عن تفاصيل الحالة الصحية لـ فريال أشرف بطلة منتخب مصر للكاراتيه  بعد تعرضها لإصابة قوية خلال

Read More...

قائمة الموبايل