قبل عام واحد كانت العملة الألكترونية الشهيرة بتكوين ، سيدة المضاربات في الأسواق المالية غير الرسمية ، وسجلت مابين ١٣الي ١٤ الف دولار .
أمس الأول سجلت تدهورا مرعبا لكل الحائزين : بلغت القيمة في هونج كونج ٦٤٢٢ دولارا .
مابين العام الماضي والأمس فقدت بتكوين نحو ٥٠٪ ، والبقية تاتى ..
ولم يعد يحميها من الإنهيار النهائي إلا بعض الدول والبنوك المركزية ، التي تري فيها بديلا للدولار ، وذلك لأسباب سياسية ، وليست إقتصادية ..
ماذا حدث بالضبط ، وأدي الي إنهيار بتكوين الي هذا المستوي ..
كانت البداية تصريحات صادرة عن طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري ، وجاء فيها إنه يحذر بشدة من حلقات المضاربات الساخنة ، التي تستهدف تحويل بتكوين الي مغارة علي بابا لكل المغامرين والمضاربين والمحتالين .
وأضاف : إن مايحدث سوف يصيب النظام المالي الدولي في مقتل ، وربما يعطل قدراته الفاعلة ، ويهددها بالفشل .
التصريحات الصادرة عن القاهرة ، وجدت صدي واسعا من البنوك المركزية الرئيسية في العالم . وصدرت تصريحات ممثالة من بنك إنجلترا ، والإحتياطي الفيدرالي الأمريكي .
قاوم المضاربون قليلا ، لكن سرعان ، ماإستردت الأسواق المالية زمام المبادرة ، وبدأت الحركة العكسية .
طلقات طارق عامر ، لم تتوجه الي بتكوين وحدها ، بل الي منظومة دولية ، تشكلت سريعا ، لتحقيق معدلات ربحية عالية من كائن مشوه عرف بإسم بتكوين وأخواتها .
علي رأس المنظومة كان صندوق النقد الدولي . والبنك الدولي ..
قالت كريستين لاجارد مديرة الصندوق : بأن المؤسسات المالية الدولية وبالطبع في مقدمتها الصندوق تخاطر بعدم متابعة أو تفهم المنتجات التكنولوجية المالية التي بدأت تهز النظام المالي العالمي ونظام المدفوعات الدولية، وهي تشير بذلك إلى العملات المشفرة، مشيرة إلى عدم اتفاقها مع اعتبار البيتكوين “احتيالا”، وهو التعبير الذي استخدمه بعض رؤساء مجال إدارات بنوك دولية في وصف العملة المشفرة، بل إن لاجارد لم تستبعد قيام الصندوق بطرح عملة مشفرة خاصة به.
أما بالنسبة إلى البنك الدولي فإنه لا يوجد موقف شديد الوضوح بدعم العملات المشفرة كما هو الأمر بالنسبة إلى صندوق النقد، لكن البنك أعد أخيرا ورقة بحثية بشأن هذا النوع من العملات وتحديدا البيتكوين، وقد صبت نتيجة البحث بشكل إيجابي في مصلحة العملات الافتراضية التي اعتبرها البحث أنها فقاعة لكنها فقاعة “طبيعية” تحدث نتيجة قوى السوق والطلب المتزايد على هذا النوع من العملات.
الآن تراجع صندوق النقد الدولي عن مواقفة المعلنة ، كذلك فعل البنك الدولي .
بعد أيام قليلة من تصريحات طارق عامر جاءت تصريحات قوية من الصين والهند :
يقول بريدي هاربنو المختص الاقتصادي إن : البنك المركزي الصيني ونظيره الهندي حذرا من مغبة الاستثمار في العملات الافتراضية، وصرح نائب محافظ البنك المركزي الصيني، بأن كل ما عليك أن تفعله أن تجلس على حافة النهر، وستجد بعد قليل جثة البيتكوين تطفو وترحل بعيدا عنك.
ولا شك أن هذا الموقف الرافض للعملات المشفرة ترافق مع صدور بيان رسمي من البنك المركزي الهندي يحذر فيه من التعامل مع البيتكوين، وسنجد هذا الرفض للعملات المشفرة موجود أيضا في بنجلاديش وإندونيسيا، لكن بينما اتخذت الصين إجراءات صارمة لمنع التعامل بتلك العملة، تبدو الهند أكثر تساهلا، إذ إن البنك المركزي يحذر المواطنين من مخاطر العملات المشفرة لكنه لم يحظرها”.
ويستدرك هاربنو قائلا “جزء من هذا الموقف الرافض ينبع من قلق تلك البلدان من انفجار فقاعة البيتكوين، وخسارة مواطنيها ثرواتهم المالية، وهذا سيضع حكومات تلك البلدان في مأزق حقيقي على المستويين الاقتصادي والسياسي”.
