تبدأ القصة عندما تلقى اللواء محمد حجي، مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء محمد شرباش، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة ميت سلسيل من محمود نظمي السيد ومقيم منطقة البحر الجديد بالمدينة باختطاف طفليه “محمود” و”ريان” أثناء تواجدهما معه بالملاهي الكائنة بالمنطقة.
وصرح مصدر أمني -رفض ذكر اسمه أن قوة من ضباط مباحث مركز ميت سلسيل بالتنسيق مع ضباط فرع البحث الجنائي تمكنت من ضبط الأب “م. ن”، بعد أن اختفى من المنزل عقب تشييع جثمان الطفلين.
وقامت قوة من ضباط مباحث مركز شرطة ميت سلسيل، فجر اليوم الجمعة، القبض على والد الطفلين “ريان”، و”محمد”، اللذين اختطفا مساء أول أيام العيد، عقب اختفائه في ظروف غامضة.
فيما كشف مصدر أمني، في مديرية أمن الدقهلية، عن اعترافات “م. ن”، والد الطفلين “ريان” و”محمد” أمام فريق البحث الجنائي برئاسة وكيل مباحث الوزارة ومدير المباحث الجنائية بالدقهلية، ورئيس مباحث المديرية، وضباط فرع البحث الجنائي بشمال الدقهلية حول ارتكابة واقعة قتل ابنيه.
وأضاف المصدر أن والد الطفلين اعترف أنه عقب وفاة والده، ورث مع أخواته الـ5 تركة تقدر قيمتها بـ15 مليون جنيه، كان نصيبه منها قطعة أرض قيمتها حوالي 1.5 مليون جنيه، باعها وأنفق قيمتها على ملذاته، وأنه كان يحب طفليه حبًا كبيرًا حتى شعر أنه لا يستحق أن يكون أبًا لهما.
وأشار المصدر إلى أن الأب اعترف بتعاطي مخدر “الأستروكس” في الفترة الأخيرة، وهو ما أثر عليه بشكل كبير.
وأكد المصدر أن علاقات المتهم النسائية تسببت في فقدانه ثروته، بالإضافة إلى علاقته بعدد من تجار الآثار، والتي حاول من خلالها أن يلصق الاتهامات بأشخاص آخرين، بالإضافة إلى تأكيده أنه يعاني مرضًا نفسيًا على خلاف الحقيقة.
وقال إبراهيم الموافي، محامي الطفلين، إن الأب أدلى بعدة اعترافات منذ فتح التحقيق في القضية، كانت أولها أنه موّل مجموعة من الأشخاص بمبالغ مالية، بغرض البحث عن الآثار بإحدى القرى التابعة لمركز ميت سلسيل، وتوفى أحدهم مختنقًا داخل البئر، ما دفع الآخرين للانتقام منه، واختطاف نجليه وقتلهما.
ثم عاد واعترف بوجود خلافات مع آخرين على تجارة آثار، وأنه حصل منهم على قطعة أثرية “قط” مقابل 500 ألف جنيه، دفع منهم 300 فقط، وأن ما حدث لنجليه انتقامًا منه لرفضه دفع باقي المبلغ.
وفي الاعتراف الثالث، قال الأب إنه على علاقة آثمة بإحدى السيدات، والتي قررت الانتقام منه بعد تصويره لها عارية، ومحاولة ابتزازها، ما دفعها لخطف نجليه وقتلتهما.
وأكد المحامي أنه عقب إدلائه بتلك الاعترافات ودفن الجثمانين، اختفى وترك منزله وأغلق هواتفه، حتى ذهب صباح اليوم الجمعة، لقسم شرطة ميت سلسيل، واعترف بأنه مرتكب جريمة القتل.
وأضاف محامي الطفلين، أن الأب ادعى أنه مريض نفسي، وسيئ السمعة، ويخشى على أطفاله من معايرتهم بما فعل طوال حياته، وأن يلحق بهم العار.
واستبعد المحامى صحة الاعتراف الأخيرة، قائلًا “كلام ساذج وهزي، لو خايف عليهم كان رمى نفسه وخلص نفسه، ليه يقتلهم هما”، مرجحًا أن تكون الجريمة متعلقة بتجارة الآثار مثلما اعترف في البداية.