طرح الفنان محمد رمضان، عبر قناته على “يوتيوب”، أغنية جديدة تحمل اسم “نمبر وان”، يرد من خلالها على منتقديه، يظهر فيها متحديًا الجميع، يبدو وكأنه يتحدى ذاته أيضًا ليُطل علينا بعجرفة أكثر من المعتادة، تلك التي مللنا منها ولم يمل هو، كأنه اتخذ منها أسلوبًا له، واتخذ لهذا الأسلوب مفردة “رقم 1″ لتكون شعارًا له، مفردة أكثر فجاجةً لغةً ونُطقًا ومعنى، فهي تتجاوز فعل التمثيل المتعلّق بنجم أو بطل أيًا كان حجمه ونجوميته، مفردة يُصّر عليها وتبلغ عمقًا يضع مُطلقها في مرتبة متوازية مع من يُسميهم بـ”الأغبياء”.
عزيزي القارئ نستسمحك أن تلتمس لنا 70 عذرًا إن لاحظت في هذا التقرير حدةً منّا على حضرة صاحب المعالي والمقام الرفيع محمد رمضان الذي اعتاد مؤخرًا التصريح بتعليقات استفزازية لا تنُم سوى عن تكبُر بيّن، وغرور ليس له نظير في الفجاجة، يرى “الساحة دي بتاعته وهو اللي شاكمها”، و”في منه نسخة واحدة وكلهم بيقلدوها”، وأنه “أسد” و”فيراري” و”أسطورة” و”قنبلة” و”نسر” و”شبح الأشباح” و”برنس الجيل وعم التماثيل” ومن دونه هم مجرد “أغبياء” و”حمير”، روح نرجسية انتابت الشاب بعد الشهرة الكبيرة التي نالها في عمرٍ صغير.
محمد رمضان يُصّر دائمًا إنه “رقم 1” على الساحة الفنية في كل شيء، وقولنا من قبل ولازلنا لا نعلم سبب إصراره على ذلك، إليك عزيزي القارئ في هذه المقالة عدة حقائق تؤكد أن الأسطورة “مش أسطورة”، وأنه “مش رقم 1”.
أفلامه
قدّم محمد رمضان للسينما 8 أفلام منذ تصعيده بطلًا لأول مرة عام 2012 على يد “السبكية”، بدايةً من فيلم “الألماني” ثم “عبده موتة” ثم “قلب الأسد” ثم “واحد صعيدي” ثم “شد أجزاء” ثم “جواب اعتقال” ثم “آخر ديك في مصر”.. نستسمحك عزيزي القارئ ثانيةً لأن تراجع تلك الأعمال مرة أخرى لتُخبرنا إذا ما كان فيها عمل واحد يستحق المشاهدة أم لا، عمل واحد فقط استوقفك لتُخبرنا إذا كنا ظالمين أو لا، لا نظن أننا ظالمين، ولا نظن أن محمد رمضان نفسه يرى في تلك الأعمال عملًا يفتخر به باستثناء عمله الأخير “الكنز” مع المخرج شريف عرفة والذي شارك في بطولته كغيره من الفنانين، إن كان يظننا نفتري عليه فليُخبرنا عن عمل سينمائي بارز واحد له يستحق تركيز الضوء عليه أو أن نعتبره أيقونة سينمائية.
تراجع إيرادات أفلامه
دائمًا ما يكون رهان رمضان، حسبما يقول، على أنه “رقم 1” في الإيرادات، والمثير أن أعماله الأخيرة كلها تُخيب آماله، البداية كانت مع “الألماني” ولم يُحقق أكثر من مليون جنيه إيرادات وتذيل موسم أفلام عيد الفطر 2012، ثم “عبده موتة” وتصدر به موسم أفلام عيد الأضحى بـ20 مليون جنيه، وفي “قلب الأسد” حقق أكثر من 16 مليون جنيه وتصدر به الموسم، وراهن على نفسه مع الكوميديا وجرب حظه مع شركة إنتاج جديدة “العشري” وقدّم “واحد صعيدي” فحقق إيرادات 15 مليون جنيه، وعاد لـالسبكي بفيلم “شد أجزاء” وحقق نفس الرقم السابق تقريبًا، وفي “جواب اعتقال” حقق 16 مليون جنيه، وفي “آخر ديك في مصر” حقق 8 ملايين جنيه، وفي الأعمال الأربعة الأخيرة على مدار 4 أعوام لم يتصدر محمد رمضان موسم أفلام ويتضح تراجع إيراداته.
خسارة الشباك أمام النجوم
لم يدخل محمد رمضان شباك تذاكر مع نجوم كبار إلا وخسر، فمثلًا عندما شارك بـ”واحد صعيدي” في موسم عيد الأضحى 2014 أمام “الجزيرة 2″ لـأحمد السقا، انتصر الأخير وتربع على عرش الإيرادات بأكثر من 35 مليون جنيه، بينما رمضان لم يُحقق نصفها، وحينما شارك في موسم عيد الفطر 2015 بـ”شد أجزاء” أمام “ولاد رزق” لأحمد عز، انتصر الأخير وبفارق كبير حيث حقق 26 مليون جنيه، بينما حقق رمضان أقل من 10 ملايين جنيه، وتكرر نفس السيناريو حينما شارك بـ”جواب اعتقال” في موسم عيد الفطر 2017 أمام “هروب اضطراري” لأحمد السقا، اكتسحه الأخير، وحقق إيرادات تخطت 50 مليون جنيه بينما حل رمضان في المركز الثالث بعد فيلم “تصبح على خير” لتامر حسني هو الآخر، محققًا 16 مليون جنيه، ونفس التراجع تكرر في موسم عيد الأضحى 2017، حيث حل “الكنز” في المركز الثاني بـ20 مليون جنيه، بعد “الخلية” لأحمد عز الذي حقق أكثر من 50 مليون جنيه.
المسلسلات
شعور محمد رمضان بأنه “رقم 1” بدأ ينمو داخله منذ نجاحه في موسم دراما رمضان 2014 بمسلسله “ابن حلال”، وكان العمل الأنجح خلال الموسم، وفي العام 2016، قدّم مسلسل “الأسطورة” وحقق به نجاح جماهيري كبير وتصدر به الموسم أيضًا، وفي الموسم الرمضاني المُنقضي قدّم مسلسل “نسر الصعيد” الذي حول تقدُمه (الذي طالما يلوح به) العديد من الشكوك، خاصةً إذا ما تطرقنا لمسألة شراء المشاهدات عبر “يوتيوب”، والتي طالما أشار زملاء له أنه متورط فيها، كل ذلك فضلًا عن أن العمل هو أحد أسوأ الأعمال في الموسم الرمضاني 2018 من الناحية الفنية.
ليس الأكثر أجرًا
محمد رمضان يعتبر نفسه “رقم 1” أيضًا في الأجر الذي يتقضاه نظير أعماله، إلا أن ذلك غير حقيقي بالمرة، فالأكثر أجرًا للجميع معروف وهو الزعيم عادل إمام، وبفارق كبير عن رمضان، فمثلًا في “الأسطورة” حصل رمضان على 24 مليون جنيه، وكان في المركز الخامس وقبله كل من النجوم يحيى الفخراني ومحمود العزيز وغادة عبد الرازق ومن قبل الجميع عادل إمام بـ40 مليون جنيه، بينما في الموسم الدرامي الرمضاني 2018 نجده أيضًا من خلف الزعيم الذي تقاضى 45 مليون جنيه، بينما هو أقل بـ10 ملايين جنيه كاملة.
الختام الأفضل هو ما كتبه مؤخرًا الشاعر أمير طعيمة، ردًا على تلويح محمد رمضان، بأنه “أسد ومن دونه حمير”، حيث قال: “رحمة الله على أحمد زكي ومحمود عبد العزيز ونور الشريف وغيرهم.. هم دول الأسود الحقيقيين اللي قدّموا فن ارتقى بجمهورهم، عاشوا وماتوا وهم شايفين إنهم تلاميذ في مدرسة الفن، احترمونا فاحترمناهم وتبقى منهم السيرة العطرة”.